يصطف له عشاقه ساعات طويلة دون توقف ليعطوه وليدفعوا إليه الحماس والرغبة ومواصلة الإنتصار
وليعزفوا له سيمفونيتة المخلدة ورائعتة على الإطلاق على مر تاريخه العريق إنها" لن تمشي وحدك أبداً يا ليفربول" (You'll Never Walk Alone)
عندما يسمع اللعيبة في المستطيل الأخضر ذلك النشيد فهم كما تقول الأغنية كاملة "فعندما تمشي تحت العاصفة ابقي رأسك مرفوعا ولا تخف من الظلام بعد العاصفة هناك سماء ذهبية والغناء العذب الفضي المازح.. سر عبر الرياح ..سر عبر المطر أحسن من أن تضلم أحلامك ..واصل المشي بالأمل في قلبك ..ولن تسير أبدا وحدك
لن تسير أبدا وحدك بعد الآن ..سر سر بالأمل في قلبك ..ولن تسير أبدا وحدك ..لن تسير أبدا وحدك بعد الآن!
ياله من كبرياء وعظمة وشموخ وإرادة وولاء وحب الإنتصار ترسمه تلك الجماهير العظيمة لفريقها المحارب الذي يأبى الهزيمة والإنكسار! ، نعم.. فحب النادي من حب الوطن فبه يتجلى ويتحد الجميع وتترسخ في الذاكرة الثبات على المبدأ والهدف ليأتي الحلم الذي طال إنتظاره طويلا ً!
أن وجه المقارنة والشبه بين ذلك النادي (بآلافه من الجماهير ) وهذا الوطن (بملايينه من الجماهير أيضاً) إنما يجب علينا أن نقف لنرى أولا ً بإن ذلك الفريق صاحب ( الساحرة المستديرة ) بل والهوية أن جاز لنا القول والتعبير! قد عانى الإنتكاسات وعاش الأزمات بل وفي نفس الوقت سوء الحظ أحياناً وقلة إدخاراتة بعدم تمكن إدارتة بشراء لاعبين محترفين تتسابق عليهم الأندية الأوروبية الأخرى والتي تدفع لهم ملايين اليوروهات لكسب وتحقيق إنتصارات وبطولات ، فالنادي توقف على آخر بطوله له بالدوري الإنجليزي "premier league" في الموسم ٨٩_٩٠م أي قبل ربع قرن إلا سنة تقريباً مضت!، ثانياً أن رد الجميل والوفاء لتلك الجماهير الرهيبة سوف يأتي من عناصر لاعبيهم ليهدوهم الحلم المنتظر الذي بات قاب قوسين أو أدنى ليكتمل الحلم..فهم سيعيدوا إليهم الهوية والوطن المسلوب منهم من وجهة نظرهم وهذا في أبسط الأمور والأحوال ترتسم لنا أجمل الصور وأنبل المواقف والعبر والمبادئ الراسخة !
في المقابل أو الشق الآخر وهو موضوعنا والأهم وما نصبو إليه في هذه السطور من العبد لله وواحد من بني جلدة هذا الوطن الجنوب النازف المألوم ، إنه منذ تراجيديا نكبة ٨٩-٩٠م وهو الرقم الأكبر للجرح الغائر وعلى وجه الخصوص عقب حرب ١٩٩٤ للميلاد وهذا الوطن الطاهر النقي بترابه وطيبة وكرم أهله فهم وكاتب هذه الحروف واحد منهم لم ننتصر له إطلاقاً، فمنذ ذلك التاريخ ونحن نبارح أماكننا ولم نبادر في الجلوس لنحاكي ضمائرنا أو لنجتمع ونقرر مصيره أي (الوطن الجريح الذي لم تندمل جراحه حتى اللحظة ومع الأسف أبناءه هم يقطع أوصاله وإن كان المتسبب الحقيقي هو ذلك الذي خان العهد والإخوة ، يبقى نحن أنفسنا المتسبب الأول والأخير!، لم نبادله الوفاء والولاء كي نشعره بالنصر وقروي الحلم لا (الغروب) ! وذلك حتى لحظتنا هذه وأن كان فهي مجرد سويعات وينتهي كل شيء ليحل مكانة القطع والسلخ والنحر ووو.. وذلك بقصد أو بدون قصد من صاحبه المقتول والمهزوز ثقةٌ !
متى لنا أن نتوقف عن قتل الوطن الذي لا يحتمل أكثر مما هو عليه قتلا ً وألماً ونهباً وضياعاًوووإلخ؟!..متى يأتي الولاء الحقيقي والشموخ والعظمة والكبرياء لنهدي هذا الوطن الحلم الذي ينشده السواد الأعظم من شعب الجنوب؟..متى نقف ونصطف صفاً واحداً وبصوت عالي وعلى غرار دلك النادي العظيم بجماهيرة الرائعة ولنقول بصوت وحناجر تملؤها الشموخ والتحدي والإصرار على بلوغ الهدف : " لن تمشي وحدك أبداً ياجنوب وأرفع رأسك وقت العاصفة فنحن حولك والنصر حليفك ..فلن تمشي وحدك ياجنوب..سر سر ونحن بعدك "