من غرائب وعجائب الحال ما نسمع ونقراء عنه في بلاد اليمن التي تعيش عمليات مخاض كبيره،و تحولات شديده في اطار الصراع المحتدم بين القوى الحالمه و الحامله لمشروع الدوله المدنيه الذي يهدف باستحياء الى توسيع عمليه المشاركه في صنع القرار والسلطه والتحول الى مشروع سياده الدوله بقانونها عوضا عن حكم القبيله بعرفها ،وبين القوى التقليديه المستميته في الدفاع عن وجودها ونفوذها وسلطانها ومصالحها ،و في التشبث بالسلطة والاستئثار بالثروه وهي المصالح الممتده جذورها لعقود بل وقرون من الزمان ، وفي موضوع الصراع تسعى القوى التقليديه بكل الوسائل والسبل للإبقاء على مقومات وعناصر وجودها ، والحفاظ على مصالحها المكتسبه الماديه والسياسية ، وتبرز اهم مظاهر مساعيها تلك في محاولاتها الناجحه لإجهاض ما سمى (بثوره التغيير) عبر احتواءها وتكييفها وفقا لمصالحها ، بما في ذلك احتواء او ( كلفته) احزاب المعارضة التي كان البعض منها في اطار المعارضة يتبنى ( مشروع الدوله المدنيه ) لهذا لا غرابه ان رأينا تلك الأحزاب قد ذابت وسال لعابها لمجرد المشاركه في الحكم مناصفه مع الحزب الحاكم مع انها تبنت ما سمي (بثوره التغيير) لازاحته وإسقاطه من الحكم ، ومع ذلك رضت بالنصف فبقى الحزب الحاكم وزعيمه وحلفاءه (مع الحصانة) ، لتضرب وتتبخر احلام الشباب المسكين وتصبح الدماء التي سالت وألارواح التي فاضت في خبر كان وعربونا مؤجلا ا (ربما ) لثوره تغيير قادمه ان وجدت الهمم .
إنجازات هذا التوافق لم تذهب بعيدا لتحقيق ما يمكن ذكره سوى المزيد من استحضار البوءس والمزيد من المعاناه المتعدده الوجوه ، و ممارسه الضغوط وعمليات الابتزاز لصياغة وضع ينسجم وحجم ومكانه كل طرف على الارض ، وصور ومشاهد ذلك كثيره تتميز بنشر الفوضى وبالتالي خلق( الفراغ الكبير) السياسي والأمني والدستوري والتدهور الاقتصادي لتقويض كل شيء ، والاستمرار في إشعال الحروب والحرائق وبالذات في الجنوب تحت مسميات كثيره ، بعد ان فشلت هذه القوى في توجيهها الى شمال البلاد لصعوبه ذلك من جانب صلابه الحوثيين في وجه الحشد القبلي المهزوم، الذي أراد ان يمتحن قدراته بعد ان تم هزيمه الدوله ست مرات ، لهذا اصبح خيار هذا القوى التوجه نحو الجنوب كواحده من خيارات الضغط والابتزاز الجديده عبر استخدام أوراقها الاحتياطيه المتمثله بقوى التطرف المسماه (بقوى الإرهاب)، المجهزه كبديل لقوى الحراك في مناطق الجنوب في اطار المساومه والضغط وابتزاز الاطراف الداخليه والخارجية معا ، لهذا لا غرابه ان رأينا تلك الأصوات التي افتت في اربعه وتسعين ، تدعوا اليوم الى وقف الهجمات ضد قواها المتطرفة او ما يسمى بجناحها العسكري الذي فرخته منذ زمن بعيد باتجاه الجنوب ، بحجه ان هذا يكلف ويرهق ميزانيه الدوله مع ان تجنيد مئات الآلاف في المؤسسات الامنيه والعسكريه من الاتباع لا يكلف ولا يرهق الميزانيه العامه .
،كما نرى بوضوح ما أنتجته هذه العقليه من أساليب حديثه لممارسه الابتزاز من خلال احكام قبليه تعجيزية وخياليه تصل الى المليارات الكافيه لتجهيز جيش بكامله مقابل الادعاء بقتل شيخ قبلي هنا او هناك ، ومثالا على ما أنتجته هذه القريحه هذا الحكم:
(المحدش محدوش، في مضاف مراد يسقط ثلثان ويقوم من الثلث الثالث 20ثور هجر والباقي يتوازى حكموا يمين 22حالفاً على الطرفين أن ليس لهم أي يد في المفعول ولا هم ذي فعلوه إن مضوا فيتحملوه مراد بموجب الساحة وإن هابوا كلهم نصين، وإن هاب طرف فيتحمله هو وحكموا على أنفسهم مراد بيمين 10حلافه أنهم ما سلبوا الخولاني بندقه على شان يهزؤوا به أو يستفزوه وإنما اتقاءً لشره، وإن هابوا، ففيه المربع، هذا حسب أسلاف القبائل وأعرافها)
مسكينه الاثوارالتي تهجر وتذبح كضحايا لعرف هذه القوى التي ما زالت تتحكم في مقاليد الامور في اليمن وتصب جام غضبها على هذا الثور وهو الذي له و (لانثاه )مكانه مقدسه في بلاد الهند العظيمه ، فأي دوله مدنيه ستبنى؟ في ظل وجود مثل هذه القوى وهذه العقليه ياترى ؟ ومتى ؟
و مساكين الآلاف من البشر الذين أهدرت دمهماءهم في كل مناطق الجنوب ، منذ عام اربعه وتسعين وحتى اليوم مدنيين وعسكريين كوادر وقيادات ،شباب وشيوخ ، نساء وأطفال، وما زال مسلسل القمع والقتل مستمر وبصور شتى ، ومع ذلك لم نسمع احدا يتحدث عن تعويضهم او أنصافهم ، ولا نذهب بعيدا ، فهناك شابين جميلين في عمر الزهور من ابناء عدن المدنيه ، قتلا ظلما وعدوانا قبل عام في صنعاء بعد تجاوزهما لموكب عرس احد المشايخ ، ورغم كل النداءات والمناشدات لم ينصفا بعد ومازال دمهما معلقا في ذمه قاتلهما المتنفذ .
إذن والحال هكذا هل تقتضي الضروره تغيير لغه الخطاب وأساليب النضال ؟ لان مفاهيم النضال السلمي ،في نظر هذه القوى ذل وهوان وضعف وهزال ، حد ان من يخالفهم حتى (بالقلم ) لم يسلم واصبح اليوم مرتبطا بالقاعده ، الحراك القاعدي ، والحراك الإيراني ، والحراك الحوثي .، والتجربه أكدت ان المطالب لا تنال بالتمني وانما تؤخذ الدنيا غلابا، وخير دليل على ذلك تجربه الحوثيين.
و هل استمرار المليونيات (المشخصنه) ستحقق احلام الناس في التحرر من هذا الكابوس ام (ان تكون قويًّا بالحقِّ يعرف لك حقَّك كلُّ أحد: العلم قوة، والعقل قوة، والفضيلة قوة، والاجتماع قوة، والثروة قوة، فاطلب هذه القوى بالحقِّ تنَلْ بها كلَّ حقٍّ مفقود، وتحفظ كلَّ حقٍّ موجود)
ختاما :
الخالدي قال شائف من ذل شل الفساله
والعافية من بغاها ما باتجي بالسهاله
وحق بعده مطالب ذي بايواصل نضاله
ما يعتبر حق ضائع غطت عليه الجواله
من حط مثقال ذره من رأسماله حلاله
والحر وقت النوائب من صان عرضه وماله
يا ذي على نار قاعد لا عاد تسهن ظلاله
ما با يظلك من الحوم ظلال مولى الجلاله
وعافيه من على يد مسؤول قاطع حباله
ما باتجي لك هديه ولا هِبَه أو حواله
العنف بالعنف أفضل والذل مالك وماله
# المحدشات :
المحدشات تصرف الى غوالي.
ومنها المحدش ويصرف الى 11غالي.
والمحدش مربع ويصرف الى 44غالي.
والمحدش محدوش ويصرف الى 111غالي...