آخر تحديث :الجمعة-18 يوليو 2025-12:42ص

اليمن نحو صفحة جديدة

الأحد - 09 نوفمبر 2014 - الساعة 01:16 م
رأي البيان الإماراتية

بقلم: رأي البيان الإماراتية
- ارشيف الكاتب


أخيراً أسدل الستار على أزمة تعيين حكومة جديدة بقيادة خالد محفوظ بحاح، حيث تم تشكيلها بضم كفاءات من الحوثيين والحراك الجنوبي، وهو ما يعتبر تطوراً جديداً على الساحة اليمنية، يستوجب من كل الأطراف إظهار المصداقية والنيات الحسنة، والالتزام بتنفيذ كل القرارات التي تعيد الاستقرار للبلاد، وتخدم المصالح الوطنية العليا.

التأخير في تفعيل مخرجات مؤتمر الحوار الوطني، فتح المجال لتجدد الخلافات، وجاءت الأزمة الأخيرة لتظهر أكثر مخاطر هذا التأخير غير المبرر عملياً، في ما يمكن تسميته بالتوافق المعطل. وعليه، فالحوثيون الآن أمام رهان سياسي كبير لإثبات حسن نواياهم، والمشهد في اليمن يبقي ملبداً بالغيوم إذا استمر التصعيد ومحاولات السيطرة على المحافظات اليمنية وتأجيج الصراع الطائفي، وقد آن الأوان لبدء صفحة جديدة بين السلطة والحوثيين، والابتعاد عن العمل العسكري خارج إطار مؤسسات الدولة وأجهزتها الرسمية، ..

الاندماج في الحياة السياسية للمساهمة في بناء اليمن الجديد الحاضن لكل أبنائه. حان الوقت ليظهر الحوثيون سلوكاً وطنياً مدنياً يشتركون فيه مع عامة اليمنيين، بعيدا عن الخطاب المذهبي الذي لا يخدم سلامة الوطن ووحدة مواطنيه، وتقديم رؤيتهم السياسية عبر تبني منظور ثقافي يحترم الحريات العامة للأفراد والجماعات، ويسهم في سد الطريق أمام مزيد من الفوضى والصراعات.

إن اليمن الآن أمامه فرصة جديدة للسير تدريجياً نحو بعث عملية سياسية تعيد بناء دولة وطنية موحدة، بعيداً عن المحاصصات الطائفية والمذهبية أو القبلية والجهوية، بعدما نجحت السلطة في إشراك الأطراف الأساسية الفاعلة في التشكيل الحكومي، لتحقيق توافق وطني، يكفل إخراج اليمن من أجندات التدخلات الخارجية، والاستفادة من المواقف الإقليمية والدولية المساندة لليمن..

ومما اكتسبه اليمنيون من خبرات في التعامل مع الأزمات، حيث إن هناك مناخاً عاماً يحترم فيه كل طرف وجود الآخر، وهناك آليات للتواصل بين القوى السياسية والأحزاب، بغض النظر عما بينها من خلافات، ما يجعل تحقيق الاستقرار في ربوع البلاد، أمراً ليس مستعصياً، وإنما يحتاج إلى تكاتف جهود كل اليمنيين دون إقصاء.