آخر تحديث :الإثنين-02 يونيو 2025-07:04م

السفيرة البريطانية وقضية الجنوب !

السبت - 29 نوفمبر 2014 - الساعة 10:09 ص
عبد القادر باراس

بقلم: عبد القادر باراس
- ارشيف الكاتب


 

ما رُوِيَ من كلام سفيرة بريطانيا "جين ماريوت" في حوار لها مع صحيفة "الأيام" في العدد 5880 في 27 نوفمبر 2014م تدلّ على سذاجة واستخفاف بعقول الناس ولا يمكن أن يقع فيها حتى من متابع بسيط للشأن اليمني والجنوب تحديدا، فكيف بسفيرة دولة لها ثقلها ووزنها العالمي مثل بريطانيا.

السفيرة "ماريوت" زيفت الحقائق وبمنتهى الحقارة عندما تحدثت بخصوص المظاهرات في الجنوب قائلة: (فهم يوصلون بصوتهم مشاعرهم التي اعتقد أنها تعكس إحباطهم من النظام برمته، وحقيقة إنه لم يكن هنالك تقدم بعد صدور مخرجات الحوار ويريدون أن يروا التغيير.

 واعتقد ان هذه المظاهرات تعكس الضيق الحاصل من عدم تطبيق مخرجات الحوار فهم يريدون ان يروا سرعة ويريدون ان يروا تغييرا، اعتقد انه يجب التركيز على هذه المشاعر بشكل اكبر).. بهذا الطرح ألغت السفيرة "ماريوت"حقوق مطلب شعب الجنوب بأكمله في أن يقرروا مصيرهم، وبتغافلها وتزييفها هذا يشكل احتقارا لعقول الناس جميعا إلى أبعد الحدود.

 باختصار تنسى السفيرة "ماريوت" أن لا صدقية أصلاً للوعود بتطبيق مخرجات الحوار من قبل الأطراف والقوى التقليدية في الشمال بعد كل تلك الأحداث المتلاحقة، فكيف تريد السفيرة ماريوت من الجنوبيين أن يدخلوا في تواصل مع الحكومة.

 بينما وزير دفاعها الجنوبي اللواء الصبيحي قال في تصريح له قبل يومين: (لم يحصل في جيوش العالم أن طقما عسكريا تفتشه لجان شعبية) يقصد عن هشاشة النظام وتغير المشهد في صنعاء بعد 21 سبتمبر 204م. من الواضح أن مفتاح فهم سياسات الغرب أصبحت ملعوبة في تعاطيها للازمات وخصوصا في هذه المرحلة على أن يستمر الوضع في اليمن كما هو حتى تتشكل معالم شرق أوسط جديد..

فإذا فعلا دول الغرب تريد لليمن الخير لكانوا عملوا شتى الطرق على إرغام صالح بالمغادرة وسحب الأموال المنهوبة وإعادتها إلى خزينة الحكومة اليمنية لتلافي من خطر انهيار اليمن اقتصاديا.. لكن الموضوع بنوك دولية ومطامع شركات بترولية بقصد الاستفادة منها.. مثلما تركوا الليبيين يغرقوا في صراعاتهم بينما أموال الشعب الليبي المنهوبة من نظام القدافي ذهبت في مهب الريح.