آخر تحديث :الأحد-29 يونيو 2025-05:12م

لِتَكُنْ حضرموت بَعِيدِةُ عن شَطَحَاتَ الآخرين ..

الخميس - 29 يناير 2015 - الساعة 10:14 ص
فريد باعباد

بقلم: فريد باعباد
- ارشيف الكاتب



ليلة الجمعه حملت لنا الأخبار والأحداث قرارات مؤثرة كبيره في الشأن اليمني ، وحضرموت جزءآ لايتجزأ من هذا النسيج ، حيث تم اعلان استقالات لمنصبي الرئاسه ورئاسة الحكومه ، ومن الطبيعي أنها ستؤثر على الحياة العامه للناس والبلد ، ولكن كيف ستؤثر تلك الأستقالات على حياة الناس وسيناريو الوضع السياسي أو كيف سيسير ؟
هنا لايمكن التنبؤ بذلك وخصوصآ نحن في العالم الثالث حيث كل الأحتمالات وارده ، ولكن دعونا نحن من ننتمي ونسكن في أقليم حضرموت نكون أو نحرص أن نكون بعيدين عن أي سيناريوهات خطيره لاتحمد عقباها ، وبذا نجنب منطقتنا وأهلنا كل انزلاقات السياسه ونتائجها الكارثيه والتي ان ( لاسمح الله ) وصلت الينا ، حينها لن يطفئ نار الفتنة الا سنوات طوال من العذاب والمعاناه والتشتت والحرب وأخيرآ الهجرة كلاجئين لدول الجوار .
بالتأكيد لن يقبل أحد أن تصل الحال الى هذه الدرجه من المآساه والأضطرابات والتشتت والفتن واذكاء نعائر الثأر وافراغ الأنفس المريضه من حالات الحقد والبغض والأنتقام ، ولن نرى يومها الا كل شخص ينظر للآخر وفقآ لموقفه السياسي والطائفي والقبلي بريبه وتعود وتُفَتَح ملفات سوداء قديمه ، قد تفضي الى حالات لاتُحَمَد عُقباها في وضع غير مستقر .
في السياسه وعلومها الأستقالات شكل من أشكال الأعتذار عن ممارسة العمل السياسي ، وهي صورة طبيعيه تحدث في كل بلدان العالم ، والذي يحكم ويتحكم في الوضع السياسي هنا هو مابعد الأستقاله ، ماخطه الشعب ونوابه من دستور وقرارات ، تضمن الخروج بأمن وأمان في حالة كالتي نحن فيها في اليمن ، وكون الأستقاله هنا حصلت مباشرة وفي وقت واحد من رمزين هامين وحساسين من رموز السياسه في الدوله ، فهي هنا قد تشعر الناس بربكة وخوف وقلق على مصير بلدهم وهذا شعور وطني طيب ، ولو كانت الأستقاله قد حصلت لأحدهم فقط لما وصل هذا الشعور والأحساس بالخوف والقلق لدى الكثير من الناس وعامتهم ، ومن هنا وصل خوف الناس على بلدهم ومستقبلهم ولكنني شخصيآ لست متشائم .
المهم هنا والذي يجب أن يدركه الجميع ويحرص عليه هو الحفاظ على رباطة الجأش لدى الناس ، واليقظه من الدخلاء والموتورين والعابثين بحياة الناس ، وغير الواعين بمجريات الأمور والأحداث والسياسه ، فهناك الكثير ممن يصطادون في الماء العكر في مثل تلك الأحداث ، للوصول الى أهدافهم وغاياتهم بصرف النظر عن الضحايا والنتائج السلبيه التي تترتب على تصرفات حمقاء غير مدروسه في السياسه ، وهناك أيضآ أناس بيننا ينظرون ويعتقدون أن حدث كهذا فرصة عظيمه لهم لتحقيق مطالبهم في الأخلال بالأمن والسطو والسرقه واغتصاب حقوق الآخرين معتقدين أن لاقانون ولاحكومه ولا دوله تستطيع أن تردعهم أو توقفهم وهؤلاء يجب أن يقف أمامهم جميع شرائح المجتمع في السلطة المحليه وخارجها.
وهناك أيضآ ممن يمتهنون السياسه يجدونها فرصة سانحة لهم لركوب موجة غياب السلطه في نظرهم ويبدأون في تجييش الشباب والبسطاء ونشر الذعر لدى الناس لغاية تأسيس سلطة لهم ، وانفرادهم بالخروج على السلطة الأداريه والسياسيه والأمنيه في البلد أو اعلانهم التمرد عليها وليس بعيدآ استعمالهم لوسائل العنف الممنوعه قانونآ وبكل أشكاله .
ان مكونات أقليم حضرموت (( أكرر للتوضيح أقليم حضرموت فقط )) السياسيه والأمنيه والقبليه والثقافيه عليهم مهمة كبيره في هذا الظرف الصعب الذي تمر به البلاد ، وهو امتحان لكفائتهم وأرجحية عقولهم وحكمتهم ورؤيتهم للأمور من جميع زواياها ، وتماسكهم هنا مطلوب سينتج عنه استقرار أقليمنا حتى الخروج من عنق الزجاجه الضيق ، وان واجبهم اليوم أكبر وأهم من الفترة الماضيه ، ومن واجب الجميع أن ينظروا لمنطقتنا وبلدنا بمنظار حساس في الرؤيه ، حتى لاتنفلت عليهم الأمور وتدخل البلد في متاهات الفوضى والحرب والأقتتال ، ان كفاءات الرجال تظهر في هذه المواقف الصعبه ، وهي ليست بهذه القساوه من الصعوبه ، فطباع وسلوك وديدن وتاريخ وتفكير وثقافة أهلنا في أقليم حضرموت تدعو للأطمئنان وليس الى القلق .
فمتى ماحافظت كل تلك الهامات الحضرميه على أقليمها ومنطقتها وأبعدتها عن متاهات الكراسي الموسيقيه في السياسه ، وأهداف الآخرين البعيدين عن أقليمنا ، واحتفظت بحضرمية القرار بالتحديد ، دون الرضوخ أو الأنصات أو الأصغاء أو التأثر من شطحات الآخرين العنتريه والثوريه والبعيدين عنا وعن تاريخنا سيكون أقليم حضرموت بأرضه وأهله في أمان واستقرار، مما ينبئ ويؤشر الى أحقية وأهلية هذه المنطقه وأهلها في التفرد والأستقلال بقراراتهم وادارتهم لأنفسهم وبأنفسهم وهنا التاريخ المجيد لأقليم حضرموت والحضارم سيعيد نفسه وانا هنا لمتفائلون .