أحمد عسيري لسكاي نيوز: لسنا في مجال الآن للحديث عن هدنة إنسانية، والحديث عن هدنة من طرف واحد أمر عبثي.
تم استهداف الهدنة بنجاح.
ومن لا يعرف أهمية هذه الهدنة لا يعرف حجم ومعنى الكارثة الانسانية التي خلفتها الحرب حتى الآن والتي ستتعاظم أكثر إن تم إفشال الهدنة المرتقبة.
الهدنة السابقة كان لها أثر لا يستهان به، ويكفي أن تنظروا فقط الى الانفراجة البسيطة التي حدثت فيما يتعلق بالوقود. لم يكن هذا كل شيء، لكنه الأسهل ملاحظة للجميع. لقد كان أثر تلك الهدنة ايجابيا ومهما لليمنيين من نواح كثيرة رغم أنها كانت من خمسة أيام فقط.
الهدنة المرتقبة التي يضغط المجتمع الدولي من أجلها كانت هدنة طويلة من خمسة أسابيع، هدنة طويلة من خمسة أيام وشهر كامل. وأثرها على حياتنا كان سيكون إيجابيا أكثر، وكان سيحدث خلخلة لا يستهان بها في الحصار السعودي الخانق والقاسي علينا، وكان من شأن هذه الهدنة الطويلة أن تنجح في ما لم تنجح في تحقيقه الهدنة السابقة وهو: التحول الى مقدمة لايقاف نار دائم. وحتى لو لم تنجح في ذلك، فآثارها التي ستنعكس ايجابا على حياة اليمنيين من نواح عدة ستكون كبيرة ومهمة. وحتى لو لم ير البعض ايجابياتها هذه، فيكفي أن اليمنيين سيأخذون شهر ونصف إجازة من القتل والدمار بفعل القصف الخارجي والقصف الداخلي.
كم قتل القصف السعودي من اليمنيين اليوم فقط؟
ما يحز في النفس أن السعودية تقدم نفسها باعتبارها الملتزمة بالهدنة. وما يجز النفس من بالكامل ويلقي بها جانبا حين يأتي حوثي غاضب ومستهتر ويصفك بالانهزامي لأنك تريد الهدنة وتدرك أهميتها من مختلف النواحي الانسانية والاقتصادية والسياسية حتى، ويسألك بغطرسة ويقين قاطع: ما نفعل بالهدنة؟
- ما نفعل بالهدنة؟
* نحتاجها عشان "نفور" بها شاهي.
*من صفحة الكاتب بالفيس بوك