عدن ..ياعدن :
أهديك هلال العيد ..وأضاحي عرفة ..وليالي الترحيب بشهر الصيام..أهديك سجّادة أمي وكوفية أبي ..وضحكة ابني الرضيع ..أهديك..حلم المستقبل الذي لم تكتب حروفه بعد ..واضع على كاهلك أسراري وشراري وخطاياي علها تتطهر وتتطيب من رحيقك
عدن ياعدن ..ماذا تريدين
أريد الوفاق ..وعودة رفاق ..ونبذ الشقاق
عدن ياقبلة دون اتجاه..وياكعبة دون طواف ..ويا حصنا وحضنا يسع الجميع
يارتقا ..يضم ويلم ويعم الروح وشغاف القلوب .. عدن ..ياحزنا مقيما يلوذ بالفرح والابتهاج ..عدن ياوجعا ..ارجوه ضراما ..وشفعا لايعرف الوتر والتوحد والانحباس الذاتي .. عدن يافجرا مقبلا ..نامت الديكة عن الصياح ..ويا نفقا موحشا عيناك ضوئي ودليلي .. عدن ..ياعدن .. ياسفرا وكتابا عجزت مفردات اللغة عن اللحاق به ومعجمات التراجم عن احتوائه وظل فريدا وحيدا مجيدا في عيون الفقراء
عدن ..ياعدن..ياشريانا وذاكرة .. تعفو ولا تحاسب ..تمحو ولاتعاقب .. تصفو للربع والأهل والأقارب..وتحلو كثيرا كثيرا للمارق والابق والسارق ..ويا بحرا يلفظ منه الجيف والشوائب ..فصبرا جميلا
وياشريانا ..يضخ في اوداجنا التحايا والهدايا والصبايا وجمال الاماسي على النواصي والشوارع ..ولحنا قديما حفظناه ونحن صغار (الزين جزع مرة ..يمشي ويتمخطر).. ومازال متمخطرا
يا ترابا وارصفة ..طليناها باللون الأجدر /الأحمر/ ..فصارت ازقتنا والشوارع تفوح برائحة المسك والعنبر ..فكان الخضاب والرضاب عطرا من الجنة وجزءا منها..يا نبعا وصنابير تتفجر حين يشتد العطش ويخيم الظمأ على المكان والسكان ونرشف منه حد الثمالة ..ياصخورا وجبالا راسيات ..سطرت ونحتت في الوجدان والذاكرة تواشيح الصمود والبسالة والرجولة ..فهب الصغار والكبار .. الشيوخ واليافعين لدرء الردى ..وصد العداء وتفجير ثورة ضد البغاة والغزاة وفتاوى الضم والإلحاق
وأبى الجميع تجرع الأسى مرتين
..ياصدورا عاريات ونعالا حافيات وبطونا خاويات ونفوسا ضارعات وانوفا شامخات ووجوها راكعات داعيات ان يحفظ الله حبك لهم ويعصمك من شر مضى وشرور ترعد وتزبد وتتحين اللحظة للخروج من باطن الأرض أومن بواطن بعض النفوس والمتوحشة لبوس الزهد والتقوى وهي كالثعلب ..مخطئا من ظن يوما .............
يا رحمة من السماء هلت علينا فعاملها البعض كمائدة بني إسرائيل في المن والسلوى
أنت ابحاري وأشجاري واسفاري واشعاري
يا وجعي اللذيذ الذي لم اشبع منه
احبك بلاسبب وارفع عنك العتب وامسح من عينيك الغضب والنصب والتعب وادفع عنك حمّالة الحطب التي في جيدها حبل من مسد
أهديك /في يوم عيدك :
قبلة الابن في كف أبيه /ودعوة إلام في حلم ابنها /وتوق المعلم في توصيل الدرس / وأمنية الشهيد في ديمومة عزك واباك /ورجاء التائب في مغفرة الله له
الهي ومرتجاي اقبضني فيها وأدخلني في جوفها لعلنا نعرف كنه وسر عشقنا لها..وكفى