جيش البادية الحضرمي كان اقوي جيش نظامي على مستوى الجزيرة العربية و كان قوة حضرمية خالصة الولاء لحضرموت له استقلاليته التامة ولا يتبع أي السلطنات التي كانت موجدة في حضرموت و قد كان لي شرف الجلوس مع قائد جيش البادية الفقيد احمد نوح بارشيد رحمة الله قبل سنوات ورغم ان عمرة قد ناهز المئة سنة الا انه يتمتع بذاكرة قوية و وعي تام بمجريات الامور في البلاد ومن ضمن ما ذكره ان البريطانيين طلبوا منه حدات تصدي بعض وحدات جيش البادية لبعض القبائل التي تتعرض للقوافل البريطانية و الاحتجاجات ضد الاحتلال البريطاني الا انه رفض ذلك قائلا لهم ان هذا من اختصاص الشرطة و ليس من اختصاص جيش البادية فلم يتدخل جيش البادية في الصراعات الداخلية التي قامت في حضرموت بين السلاطين فيما بينهم او حملاتهم العسكرية لإخضاع بعض القبائل وتوسيع نفوذهم ومناطق حكمهم حيث كان لكل سلطنة جيش يحمي حدودها مع السلطنات الأخرى ويمكن للأقوى التوسع والسيطرة علي مناطق تابعة لسلطنة اخري او يقوم بإخضاع يعض القبائل والمناطق لسيطرتها و التي قامت خلالها حروب عده منها حرب المدحر بين جيش النظام القعيطي وقبائل سيبان .
حيث ضل جيش البادية البادية محايدا في كل هذه الصراعات لانه يعتبرها صراعات داخلية بين الحكام لتوسيع نفوذهم وليس من اختصاص جيش البادية وبعد الاستقلال وسقوط السلطنات كان جيش البادية قادرا علي بسط نفوذه علي حضرموت كلها اوليته فعلها الا انه بقي في حياده حيث اعتبر تسليم السلطة من قبل السلاطين للثوار الجدد من الشؤن الداخلية التي وليس من اختصاص الجيش التدخل فيها خاصة مع الصورة السلمية التمت بها تسليم حضرموت للثوار الجدد والتي تمت دون قطرة دم تذكر .
وجات مرحلة ما بعد الاستقلال التي واكبت مرحلة ما يسمي التحرر والقومية والاشتراكية التي ترفع الشعارات البراقة باسم الثقافة وسيادة الشعب والتطور الثقافي والتي تم ادارتها بقوى خفية قادت الشباب المتحمس باسم هذه الافكار الثورية الي تصفية بعضهم بعض لتدمير حضرموت تدميرا ذاتيا فتم تدمير حضرموت اقتصاديا و فكريا وثقافيا و عسكريا بالقضاء علي جيش البادية بصورة غامضة لم تتضح صورتها حتى اليوم وقد كانت حركة سالم علي الكندي محافظ حضرموت والذي فهم انه تم استغلالهم وانه يجب توقف ما يحصل في حضرموت من تدمير باسم تلك الشعارات الكاذبة الا ان الوقت كان متأخرا فتم القبض على الكندي وارسل الى عدن لقتله لتشهد حضرموت بعدها تحولا تاريخيا رهيبا لهدم كل قيمها وثقافتها وروابطها الاجتماعية والقبيلة والثقافية منها لإنقاذ ما يمكن انقاذه في حضرموت الا ان الوقت كان متأخرا ف حركة سالم علي الكندي دورا بارزا على كل قوي حضرموت الاقتصادية و الثقافية و القبلية و الدعوية تم اغتيال ابرز النخب الحضرمية من علماء ومثقفين ومقادمة قبائل وغيرهم كان من ابرزهم شيخ مشايخ حضرموت المنصب باحسين العمودي منصب بضة .
عاشت حضرموت وعلى مدي خمسين عاما مرحله شبيهه بالاحتلال .. حيث تم حشوها بعشرات المعسكرات المسلحة بأعتى الاسلحة وانتشرت نقاطها في المن والارياف و والطرقات والمؤسسات والمستشفيات ومختلف الادارات بعساكر تلك المعسكرات التي تأخذ الاتاوات و الرشاوي وتذيق الحضرمي مرارة الاهانة والذل والاخضاع والاقصاء .
واليوم وعنما سنحت الفرصة بتشكيل جيش النحبة الحضرمية من ابنا حضرموت الذين تطوعوا تلبية لندا الواجب و حفظ ما تبقى من كرامة وادمية الانسان الحضرمي الذي ذاق مرارة الظلم و الاستبداد و القهر على مدى خمسين عاما ياتي من يعترض على تشكيل هذه القوة ويتهمها بانها مليشيات مسلحة تعيث فسادا في حضرموت تقل وتنهب ..و ينادون بحمية المجتمع الحضرمي من بطش هذه القوات .
السؤال اين كانوا هؤلاء عنما عاني المجتمع الحضرمي من ويلات المعسكرات السابقة التي اتت من خارج حضرموت واستباحت الدم والعرض والمال والارض في عرض النهار وقتلت المقدم بن حبريش قايد حلف حضرموت في عز الظهر وسط مدينة سيئون وبطشها وعنجهيتها لا تخفي على أي حضرمي، الا ان بعض ممن لا يرون في حضرموت الا ثروة واموال يجب الاستفراد بها عن طريق اخضاع اهلها و الاستبداد بهم يرون احلامهم تتحطم بتشكيل قوة النخبة الحضرمية فهم يستأجرون حضارم للنيل منها وبث الاشاعات لإشعال الفتن وتفريق الصفوف وذلك عن طريق الترويج بالقصص الخرافية السخيفة التي لا تمر الا على عقلية سخيفة مثلها .
لذلك ننبه على ما يلي :
اولا يجب ان يعلم الجميع ان مسالة فصل حضرموت عن اطار الجنوب ليست في اذهان النخبة الحضرمية ولا مجتمع حضرموت كله بل حتى وان طالبت عدن بالانفصال فحضرموت لن ترضى فعدن من حضرموت والارتباط بينهما منذ قرون و منارة الامام العيدروس في عدن خير شاهد على الارتباط الاجتماعي والثقافي
اما ما يروج من ان الاماراتيين محتلين حضرموت ويعيثون فيها فسادا فلم نرى ابدا اماراتي في مقر عمل مرتبط بالمواطن وانما يقتصر دور الإماراتيين على الدعم اللوجستي والمادي والاشراف على ان يصرف ذلك الدعم في طريقه الصحيح فحتى من يقوم بتدريب المجندين حضارم وقادة جنوبيين اخرين، ولكن هناك من لا يريد هذا الدعم لحضرموت لانهم يفقدون مصالحهم الخاصة وهناك من يريد دعما دون اشراف ليملا جيوبه بالأموال ولا يرتاحون في ظل وجود الفساد والمحسوبية والرشوة وهم من يروجون بمثل هذه الشائعات .
اما ما يروج له من ان الاماراتيين اقاموا المراقص ومحلات الدعارة فاعتقد انه من السخافة بما لا يحتاج الى ردا والسخيف من يستمع الى مثل هذه السخافات لذلك على الحضارم بكل تياراتهم عدم السماح لاي احد لان ينال من هذه النخبة والنضر جيدا الى افرادها من خيرة شباب .
نعم قد تكون هناك بعض السلبيات من قبل النخبة ومن حولها فلا يسلم الادمي من الخطاء ولكن يجب علينا ان نتذكر ونعي ان هذه هي الخطوات الصحيحة الاولي التي تخطيها حضرموت في طريق مشوار طويل طويل جدا .
ونتذكر ان فئة المؤلفة قلوبهم كانت موجودة في عهد نبينا الاكرم صلوات الله عليه فاصبروا حتي تثبت حضرموت علي رجليها فتستغني عن هولا ولكم في رسول الله خير قدوة .