آخر تحديث :الخميس-22 مايو 2025-08:45ص

نعم للمؤتمر الشعبي العام

الجمعة - 16 يونيو 2017 - الساعة 08:08 ص
نجيب غلاب

بقلم: نجيب غلاب
- ارشيف الكاتب


المؤتمر يمتلك القدرة على ان يكون مركز الاجماع الوطني لانقاذ الجمهورية وقوة حاضنة لحماية كل الجمهوريين.

المؤتمر اصبح مركز الثقل الاقوى شعبيا ولم يعد خيارا من اجل مصلحة قواه وان كانت مأخوذة بالاعتبار فالمؤتمر واقعي يرى السياسة صراع من توزيع الموارد بما ينتج حراك يجمع ولا يفرق يلملم ولا يزعزع جذور الامن والعمران، يرى السياسة قرار متحرك لا نضال من اجل خيال تنظيري، يخطئ المؤتمر ويقلق ويبرر لكنه يتحرك وهو اليوم اكثر رغبة بالتحرك بخطوط لا تميل الا باتجاه ما ينقع ومواجهة ما يضر دون إخلال بالواقع ومتطلباته التي ينتجه حراك المجتمع لا خطابات الرطانة للمتقعرين المؤدلجين.

اصبح حبل نجاة وطن عند عامة الشعب لكنهم يطالبوه بان يبني شراكة تكتل التناقضات لتجاوز النزاعات وكثير من النخب تراه بداية أمل واقعية بعد تجربة مرك.

وللمؤتمر كارهين غاضبين لكنه اكثر الاحزاب قدرة على الاقتراب اكثر ممن يكرهه ويحقد عليه ويحاول احتواء الاكثر تأثيرا وتجاوز المتمردين الذين خلهم الله غضب لا يرضيهم شيء غير المواجهة وخراب المعبد.

لا يحمل المؤتمر مشروع فوقي استعلائي ولا نخبط متقعر بالكلام المبجل انه تلقائية تشبه الواقع وفِي داخله تعتمل رغبة قوية بالتغيير والتقدم وتتنازعه قوى الواقع العملي وقوى الطموح لتجاوز الواقع ومنهما تتولد طاقات الانتقال.

وهو اليوم في اعلى مراحل النضج بعد تجربة مرة في الحكم والمواجهة والخروج من الحكم وبعد ان خاض صراعات شتى وتحالفات وسخة ويريد ان يعود الى ذاته وينفجر تجديدًا وتواصلا إيجابيا بعد بلغت ثقته بنفسه حدها الاعلى فقد حماه الشهب من السقوط ولم يعد يعاني من عقدة ان الدولة هي حاضنته وبدونها يموت اكتشف انه بدون الحكم أقوى وان شعبيته ليست بالغنائم التي كان يوزعها بل لانه مشروع مأمون وأقدر على التعامل مع الواقع بواقعية بلا ادعاءات كاذبة يعكس طبيعة القوى وحركة السياسة كما تخلقت في الواقع، اصبح المؤتمر اليوم ان التماهي مع الواقع مهم الا ان اخلاص الناس له جعلته متيقن ان التحرك لابد ان ينضبط بالمبادئ الحامية للناس.

وهو اليوم يجاهد حتى لا تسقط الدولة وبالسعي الدائم وبالتضحية والتحدي والإنهاك يواجه التحديات والمخاطر التي تكاد تقتله ويتعامل مع واقع الانهيار لحماية بقايا الدولة فالسقوط للدولة يعني نهايته هو الحزب الوحيد الذي لا يعيش الا بوجود الدولة لذا يرى كل شيء ينهار من حوله ويصاب بالرعب اكثر من اي طرف.

لا تصدقون المنظرين المثاليين الباحث عن سطوة تسلط باسم ادعاءات النقاء لقد كشفت الحجب كلها وان الشعب احكم الحكماء وانضح من يحكم ويرى فانه نتاج المعاناة ولا تؤثر فيه الغرف المعلقة وحلقات البروج العاجية او محاضن الايديولوجيات التربوية.