آخر تحديث :الخميس-26 يونيو 2025-05:44م

ماذا بعد فشل مخطط اسقاط عدن ؟!

الإثنين - 06 نوفمبر 2017 - الساعة 09:45 م
د.علي قائد علي

بقلم: د.علي قائد علي
- ارشيف الكاتب


قد يصح القول ان الكل بات يضبط ساعته ,على توقيت العاصمه عدن ,ذلك ان الجنوب الذي غدى ساحه الصراع الوحيده للاطراف المختلفه بعد ان حسمت صنعاء امرها ,وحددت خياراتها .

ان الاحد الدامي الذي عاشته عدن يوم امس ,جراء الهجوم الانتحاري الارهابي ,على اداره الامن ,ذهب ضحيته كوكبه من شهداء الجنوب الابرار ,وعدد من الجرحى ,يمكن اعتباره حدثا مفصليا ,في مخاض الجنوب العسير ,حيث تختلط فيه الدماء بالدموع ,والفقر بالحرمان ,والاقتصاد بالسياسه ,والمحلي بالاقليمي .

السوال الذي يطرح نفسه ,في ضؤ احداث عدن الداميه ,ترى ماذا يحدث في جنوبنا المنكوب ؟!وكيف يمكننا فهم ابعاده وتعقيداته ,بكل تشابكاته وتداخلاته السياسيه والاقتصاديه والثقافيه والاجتماعيه ؟وكيفيه التعامل معه بمسوؤليه اخلاقيه وطنيه ,لكي لانكتفي بالتعامل بمنطق ردود الافعال مع تبعاته ,بدلا من مواجهته واسئصاله ؟

علينا ان لانتخاذل في طرح الاسئله التي تخالج صدورنا ,وتجول في عقل وقلب كل جنوبي حر وشريف ,لان طرح السوال في حد ذاته هو بدايه الطريق لفهم مايعتري جنوبنا من ظواهر واحداث ,بعيدا عن البحث على الاجوبه السهله السطحيه ,بل علينا التوقف عند جذور المشكله وخلفياتها .

 

من بين هذه الاسئله البدائيه ,الذي تراود خاطر كل جنوبي غيور على وطنه واهله وعرضه هي كالتالي .

من المستفيد من حادث الاحد الدامي ,وفي هذا التوقيت بالذات ,وكما يعلمنا علم الجريمه ,ابحث عن المستفيد ,او المستفيدون من هكذا حادث ,الذي لاشك سيكون هو بدايه الخيط لفهم اشمل واعمق لمايحدث في الجنوب من كوارث ومصائب .

الاسئله الاخرى تقودنا بالضروره ,الى التفاصيل التقنيه الفنيه ,الذي بدونها يستحيل القيام بمثل هذه الاعمال الارهابيه ,وعلى هذا المستوى العالي من الحرفيه في الاعداد والتنفيذ ,من يقوم بتمويل هذه الجماعات ؟من يعمل على تجنيدها ؟من يشرف على تدريبها والتخطيط لعملياتها ؟من يوفر لها الاحتياجات اللوجستيه الضروريه لتنفيذ اعمالها الشنيعه ,من عمليه الرصد والمراقبه للاهداف المختاره ,وتسهيل تحركاتها عبر المنافذ المختلفه ؟

اذا اردنا التوقف امام ,هذه الاسئله المشروعه ,سيبرز امامنا استنتاج بديهي ومنطقي ,ان مثل هذه الاعمال الارهابيه الكبيره ,لايتم التخطيط والاعداد لها بين ليله وضحاها ,وان اختيار المكان والزمان والوسيله ,لاياتي اعتباطا او بمحض الصدفه ,بل هو نتيجه تفكير ومجهود تراكمي لاختيار الهدف المطلوب ,وليس بمقدور فرد او جماعه القيام بهكذا اعمال خطيره ,دون ان تكون هناك جهات امنيه وسياسيه نافذه كبيره ,قادره على توفير لهم الغطاء السياسي والامني واللوجستي بحريه واريحيه تامه .

كما ان هناك عامل اخر لايقل اهميه عما اوردناه سلفا ,ويتمثل في السياق الموضوعي لايقاع احداث الاحد الدامي ,والذي جاء بالتزامن مع التحركات النشطه واللافته لقياده المجلس الانتقالي في بعض محافظات الجنوب الاستراتيجيه ,,وبدء حركه التصعيد الشعبي ضد حكومه الشرعيه ,وبعد احكام السيطره على ميناء الزيت بمدينه البريقاء ,كلها في تقديري المتواضع عوامل لها علاقه مباشره ,بالهجوم الانتحاري على اداره الامن بخورمكسر .

المستهدف من عمليه الاحد الدامي ,ليس مركز امن العاصمه رغم اهميته الحيويه ,ان طريقه تنفيذ الهجمات ,وبمثل هذه الاداء المنسق والمنظم ,كان يهدف الى خاخله الامن في مدينه عدن ,تمهيدا لانهياره ,لتمتد شراراتها الى بقيه ارجاء العاصمه عدن ,بحيث تعمد الخلايا الامنيه الاخرى المتواجده في المدينه ,للقيام باعمال مماثله وبصوره متناغمه ,,لاسقاط عدن من الداخل ,من خلال سلاح داعش واخواتها ,,الذي سيعلنها اماره اسلاميه داعشيه ,ومن ثم وبعد ان يتم تصفيه خصوم اللوبي الشمالي في العاصمه عدن ,والتاكد من انهاء مايسمونه مشروع الانفصال ,حينها ستاتي قوات علي محسن الشماليه والجنوبيه سواء المتواجده في المدينه اواستقدام قوات من خارجها , لتحريرها من قبضه الدواعش ,في عمليه استلام وتسليم ,كما كان يحدث سابقا في حالات مشابهه ,كما رايناه في المكلا عقب قيام عاصفه الحزم مباشره ,لان داعش واخواتها هي اداه اللوبي الشمالي ,لمواجهه مشروع الاستقلال الجنوبي ,الذي تخشاه قوى الشمال مجتمعه ,ومثل تلك السيناريوهات ,شاهدناها مرارا في سوريا والعراق ,حيث يسهل لداعش احتلال المدن ,كما في سقوط الموصل والرقه ,بعدها تاتي القوات الكرديه وبدعم امريكي لتحريرها او استلامها ,لتصبح امر واقع جديد ,وورقه سياسيه في ميزان التفاوض والتسويات ,لكن ابطال الجنوب الاشاوس ,احبطوا وافشلوا هذا المخطط الجهنمي الخطير ,وقدموا ارواحهم الغاليه رخبصه ,لتبقى عدن قلعه الجنوب الصامد ورمز للتضحيه والفداء .

ان تصاعد وتيره السجال السياسي ,بين اللوبي الشمالي ,سواء المتواجد في الرياض المتخفي وراء ستار الشرعيه ,او اخوه القبيله في صنعاء ,,وبين المجلس الانتقالي حامل لواء القضيه الجنوبيه وممثلها الشرعي ,في خط بياني متصاعد ,ساهم في شحن الاجواء المكفهره اصلا بين الطرفين ,الامر الذي كان ينذر بتفاقم الامور ,ووصولها نقطه اللاعوده .بعد نجاح اللوبي الشمالي بقياده الجنرال علي محسن ,من تجيير وتوظيف عاصفه الحزم لخدمه مشروعه السياسي الكبير ,وهو الانقضاض على الحلم الجنوبي بالتحرر والاستقلال ايذانا بعوده الجنوب الى المركز الصنعاني المقدس .

هذه هي معركه الجنرال علي محسن الحقيقيه ,الذي استطاع جعل العاصمه عدن ,الذي يفترض بانها محرره ,لكن ايادي الجنرال القذره ,تمكنت من زرع الفوضى والخراب والدمار ,منذو اليوم الاول لتحريرها .

ويالها من مفارقه صارخه ,صنعاء المحاصره رسميا ,تنعم بالامن والامان ,بل تمكنت من تعزيز قدراتها العسكريه ,بعد اكثر من عامين ونصف من عمر العاصفه ,بحيث وصلت صواريخها الى عاصمه المملكه العربيه السعوديه ,في الوقت الذي العاصمه عدن ,تسبح في بحر من الفوضى ,مضرجه بالدماء واشلاء جثث ابنائها المتناثره هنا وهناك .

هذا المشهد السوريالي ماكان له ان يتم ,لولا الدور الدموي الحاقد للوبي الشمالي "الاصلاحي "وموامراته الدنيئه ,الذي لم تتوقف يوما عن شعب الجنوب الباسل ,انطلاقا من شعارهم القديم الجديد" الوحده او الموت ,"كما ان سذاجه التحالف ولاسيما السعوديه وتغاضيها عن هذا الدور الخطر والماكر ,ساعدهم في انجاح مخططاتهم الشريره ,ربما اعتقادا منها ,بانه اذا تخلت عنهم ,فهذا سيدفعهم للارتماء في احضان الحوثي ,وهذه حسابات وتقديرات خاطئه وقاصره ,لان جماعه الرياض لو ارادت تحرير صنعاء ,لفعلوا ذلك في الاسابيع الاولى من العاصفه ..

لعبه الجنرال علي محسن وحزبه الاصلاح بمعيه الشرعيه ,بعد ان تقينوا من استحاله العوده الى صنعاء في ظل سيدها الجديد الحوثي ,واختلال موازين القوى القبليه هناك ,بات لزاما عليهم الظفر بالجنوب وتقديمه كجائزه كبرى للمركز القبلي المقدس ,يرفع من اسهمه فيه ,من بوابه الجنوب ,بعد ان يكون قد تم تطويعه لمشروع الشمال القديم الجديد .

وهنا يقف المجلس الانتقالي ,ودوله الامارات حجر عثره ,امام مخططات اللوبي الشمالي الجهنميه ,وهذا مايفسر الهجمه العدوانيه الشرسه ,على المجلس الانتقالي ودوله الامارات ,ولذلك هي تسعى بكل الطرق والسبل لازاحتها من الطريق ,تمهيدا لالحاق الجنوب بالشمال ,كما كان في زمن الاحتلال ,ولكن تحت عناوين ومسميات مختلفه .

لقد راينا ابواقهم وادواتهم الاعلاميه ,وفي مقدمتها راس حربتهم قناه الجزيره ,الذي ما انفكت التسويق والترويج ,بان مايحدث في الجنوب ,لايعدو من كونه صراع بين الامارات التي توصف بانها قوه" اختلال " وبين الشرعيه ,التي يتم اضفاء صبغه القدسيه والطهاره عليها ,ليتم تقديمها كما لو انها من المسلمات الطبيعيه ,ونسي هولاء او تناسوا بان المقاومه الجنوبيه الذي دافعت وحررت الارض بدعم مشكور من التحالف ,قاتلت تحت رايه العلم الجنوبي ,وليس تحت علم الشرعيه البائد الذي تركت عدن واهلها لمصيرهم المجهول ,بعد ان تبخرت لجانهم الشعبيه ,وقبائل بتي هلال ,ولم يبقى ويصمد للدفاع عنها ,غير ابنائها الشرفاء والبسطاء ,وبالتالي فان الجنوب ,لم يلتزم يوما منذو انطلاق حراكه الجنوبي المبارك سابقا ,والمقاومه الجنوبيه لاحقا ,لا بالشرعيه ,ولابشعاراتها ,ولا بمنهجيتها الوحدوديه المعاديه لقضيته الوطنيه العادله ,الذي وجدت في ظرف استثنائي عندما كان العالم والاقليم ,على سمن وعسل مع نظام صنعاء عفاش ومابعده بما فيها دول الخليج ,الذي عقدت الصفقات والتحالفات مع سلطات الشمال .

ان خضم هذه المواجهه الملتهبه والمصيريه ,لابد له وان يفضي الى نهايه حتميه ,التي لن تخرج عن بديلين اثنين لاثالث لهما :اما نكون اولانكون .

اما ان يكون الجنوب الحر المستقل عن الشمال ,او ان يكون الجنوب الفرع التابع للشمال ,المنزوع من الهويه التاريخيه والوطنيه والثقافيه ,هذا هو باختصار فحوى كل ماحدث وماسيحدث للجنوب من احداث وتطورات وعنوانها الكبير اما "هم "اما "نحن "والباقي مجرد تفاصيل في المشهد الجنوبي الكبير .

قد يصح القول ان الكل بات يضبط ساعته ,على توقيت العاصمه عدن ,ذلك ان الجنوب الذي غدى ساحه الصراع الوحيده للاطراف المختلفه بعد ان حسمت صنعاء امرها ,وحددت خياراتها .

ان الاحد الدامي الذي عاشته عدن يوم امس ,جراء الهجوم الانتحاري الارهابي ,على اداره الامن ,ذهب ضحيته كوكبه من شهداء الجنوب الابرار ,وعدد من الجرحى ,يمكن اعتباره حدثا مفصليا ,في مخاض الجنوب العسير ,حيث تختلط فيه الدماء بالدموع ,والفقر بالحرمان ,والاقتصاد بالسياسه ,والمحلي بالاقليمي .

السوال الذي يطرح نفسه ,في ضؤ احداث عدن الداميه ,ترى ماذا يحدث في جنوبنا المنكوب ؟!وكيف يمكننا فهم ابعاده وتعقيداته ,بكل تشابكاته وتداخلاته السياسيه والاقتصاديه والثقافيه والاجتماعيه ؟وكيفيه التعامل معه بمسوؤليه اخلاقيه وطنيه ,لكي لانكتفي بالتعامل بمنطق ردود الافعال مع تبعاته ,بدلا من مواجهته واسئصاله ؟

علينا ان لانتخاذل في طرح الاسئله التي تخالج صدورنا ,وتجول في عقل وقلب كل جنوبي حر وشريف ,لان طرح السوال في حد ذاته هو بدايه الطريق لفهم مايعتري جنوبنا من ظواهر واحداث ,بعيدا عن البحث على الاجوبه السهله السطحيه ,بل علينا التوقف عند جذور المشكله وخلفياتها .

 

من بين هذه الاسئله البدائيه ,الذي تراود خاطر كل جنوبي غيور على وطنه واهله وعرضه هي كالتالي .

من المستفيد من حادث الاحد الدامي ,وفي هذا التوقيت بالذات ,وكما يعلمنا علم الجريمه ,ابحث عن المستفيد ,او المستفيدون من هكذا حادث ,الذي لاشك سيكون هو بدايه الخيط لفهم اشمل واعمق لمايحدث في الجنوب من كوارث ومصائب .

الاسئله الاخرى تقودنا بالضروره ,الى التفاصيل التقنيه الفنيه ,الذي بدونها يستحيل القيام بمثل هذه الاعمال الارهابيه ,وعلى هذا المستوى العالي من الحرفيه في الاعداد والتنفيذ ,من يقوم بتمويل هذه الجماعات ؟من يعمل على تجنيدها ؟من يشرف على تدريبها والتخطيط لعملياتها ؟من يوفر لها الاحتياجات اللوجستيه الضروريه لتنفيذ اعمالها الشنيعه ,من عمليه الرصد والمراقبه للاهداف المختاره ,وتسهيل تحركاتها عبر المنافذ المختلفه ؟

اذا اردنا التوقف امام ,هذه الاسئله المشروعه ,سيبرز امامنا استنتاج بديهي ومنطقي ,ان مثل هذه الاعمال الارهابيه الكبيره ,لايتم التخطيط والاعداد لها بين ليله وضحاها ,وان اختيار المكان والزمان والوسيله ,لاياتي اعتباطا او بمحض الصدفه ,بل هو نتيجه تفكير ومجهود تراكمي لاختيار الهدف المطلوب ,وليس بمقدور فرد او جماعه القيام بهكذا اعمال خطيره ,دون ان تكون هناك جهات امنيه وسياسيه نافذه كبيره ,قادره على توفير لهم الغطاء السياسي والامني واللوجستي بحريه واريحيه تامه .

كما ان هناك عامل اخر لايقل اهميه عما اوردناه سلفا ,ويتمثل في السياق الموضوعي لايقاع احداث الاحد الدامي ,والذي جاء بالتزامن مع التحركات النشطه واللافته لقياده المجلس الانتقالي في بعض محافظات الجنوب الاستراتيجيه ,,وبدء حركه التصعيد الشعبي ضد حكومه الشرعيه ,وبعد احكام السيطره على ميناء الزيت بمدينه البريقاء ,كلها في تقديري المتواضع عوامل لها علاقه مباشره ,بالهجوم الانتحاري على اداره الامن بخورمكسر .

المستهدف من عمليه الاحد الدامي ,ليس مركز امن العاصمه رغم اهميته الحيويه ,ان طريقه تنفيذ الهجمات ,وبمثل هذه الاداء المنسق والمنظم ,كان يهدف الى خاخله الامن في مدينه عدن ,تمهيدا لانهياره ,لتمتد شراراتها الى بقيه ارجاء العاصمه عدن ,بحيث تعمد الخلايا الامنيه الاخرى المتواجده في المدينه ,للقيام باعمال مماثله وبصوره متناغمه ,,لاسقاط عدن من الداخل ,من خلال سلاح داعش واخواتها ,,الذي سيعلنها اماره اسلاميه داعشيه ,ومن ثم وبعد ان يتم تصفيه خصوم اللوبي الشمالي في العاصمه عدن ,والتاكد من انهاء مايسمونه مشروع الانفصال ,حينها ستاتي قوات علي محسن الشماليه والجنوبيه سواء المتواجده في المدينه اواستقدام قوات من خارجها , لتحريرها من قبضه الدواعش ,في عمليه استلام وتسليم ,كما كان يحدث سابقا في حالات مشابهه ,كما رايناه في المكلا عقب قيام عاصفه الحزم مباشره ,لان داعش واخواتها هي اداه اللوبي الشمالي ,لمواجهه مشروع الاستقلال الجنوبي ,الذي تخشاه قوى الشمال مجتمعه ,ومثل تلك السيناريوهات ,شاهدناها مرارا في سوريا والعراق ,حيث يسهل لداعش احتلال المدن ,كما في سقوط الموصل والرقه ,بعدها تاتي القوات الكرديه وبدعم امريكي لتحريرها او استلامها ,لتصبح امر واقع جديد ,وورقه سياسيه في ميزان التفاوض والتسويات ,لكن ابطال الجنوب الاشاوس ,احبطوا وافشلوا هذا المخطط الجهنمي الخطير ,وقدموا ارواحهم الغاليه رخبصه ,لتبقى عدن قلعه الجنوب الصامد ورمز للتضحيه والفداء .

ان تصاعد وتيره السجال السياسي ,بين اللوبي الشمالي ,سواء المتواجد في الرياض المتخفي وراء ستار الشرعيه ,او اخوه القبيله في صنعاء ,,وبين المجلس الانتقالي حامل لواء القضيه الجنوبيه وممثلها الشرعي ,في خط بياني متصاعد ,ساهم في شحن الاجواء المكفهره اصلا بين الطرفين ,الامر الذي كان ينذر بتفاقم الامور ,ووصولها نقطه اللاعوده .بعد نجاح اللوبي الشمالي بقياده الجنرال علي محسن ,من تجيير وتوظيف عاصفه الحزم لخدمه مشروعه السياسي الكبير ,وهو الانقضاض على الحلم الجنوبي بالتحرر والاستقلال ايذانا بعوده الجنوب الى المركز الصنعاني المقدس .

هذه هي معركه الجنرال علي محسن الحقيقيه ,الذي استطاع جعل العاصمه عدن ,الذي يفترض بانها محرره ,لكن ايادي الجنرال القذره ,تمكنت من زرع الفوضى والخراب والدمار ,منذو اليوم الاول لتحريرها .

ويالها من مفارقه صارخه ,صنعاء المحاصره رسميا ,تنعم بالامن والامان ,بل تمكنت من تعزيز قدراتها العسكريه ,بعد اكثر من عامين ونصف من عمر العاصفه ,بحيث وصلت صواريخها الى عاصمه المملكه العربيه السعوديه ,في الوقت الذي العاصمه عدن ,تسبح في بحر من الفوضى ,مضرجه بالدماء واشلاء جثث ابنائها المتناثره هنا وهناك .

هذا المشهد السوريالي ماكان له ان يتم ,لولا الدور الدموي الحاقد للوبي الشمالي "الاصلاحي "وموامراته الدنيئه ,الذي لم تتوقف يوما عن شعب الجنوب الباسل ,انطلاقا من شعارهم القديم الجديد" الوحده او الموت ,"كما ان سذاجه التحالف ولاسيما السعوديه وتغاضيها عن هذا الدور الخطر والماكر ,ساعدهم في انجاح مخططاتهم الشريره ,ربما اعتقادا منها ,بانه اذا تخلت عنهم ,فهذا سيدفعهم للارتماء في احضان الحوثي ,وهذه حسابات وتقديرات خاطئه وقاصره ,لان جماعه الرياض لو ارادت تحرير صنعاء ,لفعلوا ذلك في الاسابيع الاولى من العاصفه ..

لعبه الجنرال علي محسن وحزبه الاصلاح بمعيه الشرعيه ,بعد ان تقينوا من استحاله العوده الى صنعاء في ظل سيدها الجديد الحوثي ,واختلال موازين القوى القبليه هناك ,بات لزاما عليهم الظفر بالجنوب وتقديمه كجائزه كبرى للمركز القبلي المقدس ,يرفع من اسهمه فيه ,من بوابه الجنوب ,بعد ان يكون قد تم تطويعه لمشروع الشمال القديم الجديد .

وهنا يقف المجلس الانتقالي ,ودوله الامارات حجر عثره ,امام مخططات اللوبي الشمالي الجهنميه ,وهذا مايفسر الهجمه العدوانيه الشرسه ,على المجلس الانتقالي ودوله الامارات ,ولذلك هي تسعى بكل الطرق والسبل لازاحتها من الطريق ,تمهيدا لالحاق الجنوب بالشمال ,كما كان في زمن الاحتلال ,ولكن تحت عناوين ومسميات مختلفه .

لقد راينا ابواقهم وادواتهم الاعلاميه ,وفي مقدمتها راس حربتهم قناه الجزيره ,الذي ما انفكت التسويق والترويج ,بان مايحدث في الجنوب ,لايعدو من كونه صراع بين الامارات التي توصف بانها قوه" اختلال " وبين الشرعيه ,التي يتم اضفاء صبغه القدسيه والطهاره عليها ,ليتم تقديمها كما لو انها من المسلمات الطبيعيه ,ونسي هولاء او تناسوا بان المقاومه الجنوبيه الذي دافعت وحررت الارض بدعم مشكور من التحالف ,قاتلت تحت رايه العلم الجنوبي ,وليس تحت علم الشرعيه البائد الذي تركت عدن واهلها لمصيرهم المجهول ,بعد ان تبخرت لجانهم الشعبيه ,وقبائل بتي هلال ,ولم يبقى ويصمد للدفاع عنها ,غير ابنائها الشرفاء والبسطاء ,وبالتالي فان الجنوب ,لم يلتزم يوما منذو انطلاق حراكه الجنوبي المبارك سابقا ,والمقاومه الجنوبيه لاحقا ,لا بالشرعيه ,ولابشعاراتها ,ولا بمنهجيتها الوحدوديه المعاديه لقضيته الوطنيه العادله ,الذي وجدت في ظرف استثنائي عندما كان العالم والاقليم ,على سمن وعسل مع نظام صنعاء عفاش ومابعده بما فيها دول الخليج ,الذي عقدت الصفقات والتحالفات مع سلطات الشمال .

ان خضم هذه المواجهه الملتهبه والمصيريه ,لابد له وان يفضي الى نهايه حتميه ,التي لن تخرج عن بديلين اثنين لاثالث لهما :اما نكون اولانكون .

اما ان يكون الجنوب الحر المستقل عن الشمال ,او ان يكون الجنوب الفرع التابع للشمال ,المنزوع من الهويه التاريخيه والوطنيه والثقافيه ,هذا هو باختصار فحوى كل ماحدث وماسيحدث للجنوب من احداث وتطورات وعنوانها الكبير اما "هم "اما "نحن "والباقي مجرد تفاصيل في المشهد الجنوبي الكبير .