من تريم صوب الوديعة ومروراً بمديرية العبر كان الطريق طويلاً صحراوياً ، وعلى الرغم من أن زجاج نافذة السيارة كان موصداً فقد كان الجو خارجها يبدو بارداً بالرغم من سطوع الشمس وزرقة السماء .
شعرت بالغثيان وبدأ النوم يلاعب اجفاني صحيت فجأة بعد أن التطم وجهي على الكرسي الذي أمامي بسبب ضغطة الفرامل ، أخيرا ، ماذا حدث ؟
يرد صديقي لاشي فقط نحن في نقطة تفتيش ، سألنا الجندي الى أين رفعت له الكاميرا فرد مبتسماً ها اعلاميين الله معاكم ، أدرك الجندي حينها أن لاخوف فوجوهنا حقا كانت برئية .
على الطريق مئات الشاحنات يصطففن في طوابير طويلة؛ يبدو وكأن أصحابها يعانون من طول الإنتظار وأرى على وجهوهم الشاحبة الكآبة والملل .
وما أن وصلت على مقربة من منفذ الوديعة حتى رأيت أناس و ازدحام يصحبه ضجيج وكأن عين تنبع ماءً من قلب صحراء قاحلة جافة .
لفت انتباهي طفل يلوّح بيده مبتسماً، ابتسمت وقلت في نفسي كن بخير ياصغيري، رغم الألم سأنتظر مستقبلك الذي لا أتمنى أن يكون كذات المستقبل الذي اصطدم به أبوك يوم ارتحل مغترباً بعيداً عنك وعن الوطن .
بطبيعة الحال أشعر بإرتياح وانا أرى هذا المنفذ البري الوحيد يأوى اليه اليمنيون خارجين وداخلين .. هو بإختصار مجرد شريان حياة .