صقر عبدالله أبو حسن
"إن لم تستطيعوا اسقاط كل السلوكيات الخاطئة في نمط حياة الإنسان العادي,,, فتأكد أنكم تناضلون من أجل إسقاط صنم لصنع أصنام جديدة", تلك هي عبارة قالتها لي دكتورة كندية مسلمة, كنت أحدثها ذات نهار مشمس عن ثورتنا في أيامها البكر, تذكرت تلك العبارة وأنا أشرعي في هذا المقال, وشيء ما يدعوني بالجزم بصدق ما قالته, أو على الأقل بالكثير منه.
فالأصوات المتعالية المطالبة بالجدل في تكوين مستقبل, لا تلتفت كثيراً إلى الماضي, تكون المدنية عنوان واضح, بالضبط ما نريده بعد أشهر من المرابطة في ساحات الحرية والتغيير, رافقه خوف من القادم, ومازال, توجها عبارة "استطعنا انتزع معالم الحاضر".
ليس من الضروري التحدث عن شخوص بقدر الاهمية التي يجب فيها ابرز الاحداث ببعدها الاكثر جدية, وليس من الضروري البحث عن الاخطاء فالبحث عن اخطاء الاخرين, عبثية, تشبه عبثية البحث عن كوب ماء سكب في ارض قاحلة, لكنها تضل اخطاء المرور منها غير مجدي ان لم يرافقها تقييم.
والذي يحزن حد الالم, مواصلة السير في خطى لا ندرك مدى واقعيتها, رغم اني اجزم بصحتها مادامت تسير في ظل الثورة... خطى ثابتة,لا كنها مخذولة, وتريد مساندها من الجميع, لأنها حتماً تعني الجميع, ومنذ انطلاق شرارة الثورة, كانت سلمية رغم العنف الموجة ضدها, مازالت كذلك, وسيكون علينا النضال لتستمر في سلميتها, وضوجها الثوري, نعم: تسير في خطى بطيئة ولكنها ثابته ولا تترك خلفها فارغ, محرقة مراحل قد تجلبها بهجة النجاح السريع.
ليس من المهم البحث عن اسباب كافية للتبرير اخطاء يواصل الاخرين عملها, تتسم دائماً بالثورية في التصرف والاقصاء للأخر, لكن من القيم طرح الافكار على طاولة النقاش, والبداء في خلق صيغة تحاورية جديدة, لا يتاج فيها لاحد رمي أمال البقية ليتصدر قائمة الطامحين, كنموذج لما كان يحدث قبل الثورة... حوار يكون الجميع طرفان فيه, ويناقش هم الجميع, يبدا من المنزل وينتهي في المدرسة ويمر بنموذج حياة الانسان اليمني العادي, كأسلوب جديد لحل الخلافات واحتواء الاخطاء وتطوير الافكار الابداعية.
لن يكون لطالبي "حيز جديد لنفوذهم" مكان مفضل في وعي الجماهير, لسبب قد يكون بسيط, وهو: ان وعي الجماهير تحسن بشكل افضل من ذي قبل, إن لم يكن تغيير بشكل جذري. لتهيمن على وعي العامة صفت المدنية, لتكون هدف ومطلب, متجاوزة الى واقع, لابد ان نصل الية بطرق اكثر رقي وهو ما يحدث اليوم.
وبالتأكيد جزئية "المدنية" تثير قلق البعض, لكنها في النهاية, هي ما ناضلنا من اجلها طويلاً.