آخر تحديث :الخميس-08 مايو 2025-11:46ص

تبدو فاتنة

الخميس - 29 مارس 2018 - الساعة 05:40 م
حداد مسيعد

بقلم: حداد مسيعد
- ارشيف الكاتب


نعم هي كذلك فاتنة وطويلة نحيلة الخصر ذات الشعر الطويل المجعد أحبها كثيرا و أتمنى ان أرها دائماً بخير .

هي بالنسبة لي حياة .. بل أكثر من ذلك ، حليها بارزة تتدلى بلونها الذهبي اللامع الذي يعكسه ضوء الشمس في وضح النهار.

قال لي جدي ذات يوم هي مصدر حياة وقد أنعشتنا من الموت في وقت انعدمت فيه ضروريات الحياة ، بل وكانت علاج لنا من الإسقام في زمن قل فيه الأطباء.

 أراها بين فترة وأخرى  تعاني الصد والهجران حتى أصيبت بالجفاف ، الجفاف الذي جعلها تبدو حزينة كئيبة ، صارت عجوزا شمطاء بعد أن كانت مثل عروس في ليلة دخلتها ، لم تدرِ لمن تزف ، بل هي تزف للموت !

 فاجأتني ذات يوم و أنا أراها جاثية على ركبتيها ورأسها المطأطأ أرضاً ، إنها عمة الإنسان ومكرمة آدم  " النخلة "

مشهد مؤثر وانا أرى بعيني جريمة بحقها عندما أشاهد هذا القتل المتعمد للنخيل فأرى جذوع النخيل ممدة على الأرض كأنها جثث لشهداء في حرب ضحاياها مغلوب على أمرهم .

إن خطورة إهمال النخيل وقتله على حساب التمدد العمراني وتوزيع المزارع إلى مخططات سكنية تعد كارثة بحق النخيل في حضرموت الذي ينتج سنويا أجود أصناف التمور ، واعتمادنا على المستورد لن يستمر وإن طال لفترات طويلة ، أليس حديث رسولنا الأعظم دليل قاطع  على فضل وأهمية  النخلة حين قال " أن قامت الساعة وبيد أحدكم فسيلة فإن أستطاع أن لايقوم حتى يغرسها فليفعل "

 لماذا لانطبق مقولة أن " نأكل مما نزع " ونعتمد على أنفسنا في تأمين غذاؤنا  من خلالها ، مادام الأمر بوسعنا وبوسع الدولة أن تضع حد لهذه المعضلة الخطيرة التي نشعر بخطورتها يوماً بعد آخر.

يجب أن نقف جميعاً حكومة ومواطنين وملاك الأراضي الزراعية من أجل  الحفاظ على عمتنا النخلة قبل أن تكثر المجازر بحقها ونندم في يوم لا ينفع الندم  .