آخر تحديث :السبت-07 يونيو 2025-09:18م

قضية إقليم تهامة!

الإثنين - 21 نوفمبر 2011 - الساعة 10:39 ص
حميد عقبي

بقلم: حميد عقبي
- ارشيف الكاتب


منذ ما  يسمى  بثورة  سبتمبر  الى  اليوم و تهامة  تعيش  تحت القمع  و الاستبداد و التهميش, فهي  الارض  المباحة لرجالات  النظام  الحاكم و اصهارهم و اقاربهم, يملكون  وحدهم  السلطة و المراكز  في  السلك  العسكري و الامني و الاقتصادي يتولون  وحدهم  المناصب في  مؤسسات  الجباية و يفرضون  مكوس و جبايات  ظالمة حق  الدولة و حقهم  الشخصي, ياتون  لتهامة  لا يعرفون  الفرق  بين  السكر  و العسل و القات  الجعشني  و الشامي ما  ان  يتولى  احدهم  منصب او  مركز و خلال مدة  بسيطة  تتغيير  عاداتهم الغذائية فيصبح  غذائهم  العسل  الصافي الدوعاني او  العلب و يصبح لهم  قاتهم  الخاص فيغدقون  على  انفسم بلبس  الحرير  و ما  لذ من  الطعام و الشهوات, ليتهم  يتوقفون  عند  هذا  لحد  بل يمارسون  كافة  الوسائل  و الطرق  للجني  غير  المشروع و ظلم  الناس  و اخذ حقوقهم و اهانة كراماتهم دون وازع  او ضمير.

مؤسسات  و هئيات حقوقية و مدنية  نشيطة  لها  انشطة كثيرة  في  مختلف  المحافظات  لكن  نشاطها  في  اقليم  تهامة ضعيف  او معدوم, فرجال  الصحافة و قادة  الفكر و المؤسسات  الحقوقية نادرا  ما  يتحدثون  عن  الظلم و الاستعباد في  تهامة و لا يضمنون  تقاريرهم  الدورية  تلك  السلبيات بل  الجرائم من  هتك  الاعراض  و سرقة  الاراضي و القتل  و التعذيب, بل  ان  البعض  يعتبرنا  و غيرنا  ذو  نزعات  مناطقية ضيقة  عندما  نتحدث  و نتطرق  للقضية  التهامية فتكال  لنا  التهم و البعض  يعتبر  ان  الحديث  عن  تهامة غير  مقبول و يمس الوحدة  الوطنية, تهامة  سلة  الغذاء لليمن بشكل  عام هم  يريدونها  كذلك الى  يوم  القيامة لكن  هموم  اهلها  و معاناتهم  تظل قضية غير  مهمة.

تاتي  الثورة  المباركة  اليوم فتسارع  تهامة للالتحاق  بها  منذ اليوم  الاول فتقدم  شهداء و دماء  طاهرة  كغيرها  من  المدن  اليمنية لكن  تمثيل  تهامة يظل  متواضع  في  الكثير  من  اللجان الثورية, لكن  تهامة  تظل  في  الظل فتزيد  المخاوف في  استمرار  التهميش و  الاقصاء مستقبلا, تزيد  المخاوف  من ان  النظام  الجديد الذي  سياتي  بعد  رحيل  صالح قد  يرث نفس  الاسلوب  و الممارسات الغير  اخلاقية  تجاه  تهامة, يحق  لنا  ان  نخاف يحق  لنا  ان نصرح بمخاوفنا  و ان  نناقشها  في  العلن من  الان, فمزارع  الرئيس  و الراعي و الانسي و  قادة  الجيش و الامن و اللواء  الاحمر  اغلب  بل  كل  هذه  الاراضي  تم  اغتصابها بغير  وجه حق حتى  تلك  التي  تم  ضمها  لاملاك الدولة و الجيش  هي  ليست ملكهم, هي  ملك  الناس  تم  اخذها  بالقوة و تزوير  وثائق  الملكية ,  الى  هذه  اللحظة لم  يتم  تشكيل  اي  لجنة لاعداد  ملف  المظالم و الجرائم التي  تم  ارتكابها ضد  ابناء  تهامة  منذ عهد الامامة  البائد  الى قيام  الجمهورية ثم الوحدة جميع  الحكومات المتعاقبة اجرمت و ارتكبت  فضائع في  تهامة, لا نتحدث  عن  المعارضة  الرسمية كونها  هي  الاخرى شاركت في  النهب و الظلم و التهميش  و الاقصاء بحق  اهل  تهامة.

لا يجب  الاكتفاء  بالبكاء و العويل و نريد  مواقف  واضحة من  اللجان  الثورة و مؤسسات  الثورة تجاه  القضية  التهامية, فاي  دستوري  جديد  يجب  ان  يشير بوضوح لهذا  الاقليم  برد  المظالم و ايلاء  الاقليم  اهتمام  خاص و ان يتم  مراجعة تلك  المكوس و الجبايات  التي  يتم  فرضها  بشكل ظالم في  تهامة و ان يكون  لاهل  تهامة  نصيب من  الدخولات مثل  دخولات  الميناء و الجمارك و الضرائب, فتهامة  تدفع  اكثر  من  غيرها و تمد  خزينة  الدولة  بمليارات  الريالات  مع ذلك هي الاكثر  فقرا و تهميشا, نطالب  الثورة  اليوم  ان  تعترف بهذا  الاقليم و ان يكون  هناك اشراك  حقيقي  لابناء  تهامة  في  بناء  المستقبل  الجديد  و الا فعلينا  ان نفكر  فعلا  في حلول  اخرى  تلبي  مطالبنا  العادلة و تحفظ كرامتنا و حقوقنا و ارضنا.