آخر تحديث :الخميس-26 يونيو 2025-05:44م

المشروع الوطني الجنوبي ؟

الأحد - 10 يونيو 2018 - الساعة 10:42 م
د.علي قائد علي

بقلم: د.علي قائد علي
- ارشيف الكاتب


يمر الشعب الجنوبي بمرحلة خطيرة في هذه الظروف الحساسة والمصيرية ,ومن المتوقع ان تفرز الزيارة المرتقبة للرئيس هادي لدولة الامارات بعد عودة الوزير الميسري وتصريحه بان هناك تفاهمات ستظهر نتائجها في الايام القليله القادمة ,بالإضافة الى ماتم تسريبه من مسودة خطة السلام للمبعوث الاممي لوقف اطلاق النار ,مقابل التخلي عن الصواريخ البالستيه ,من المبكر تقييم وتحليل هذه التطورات المرتقبه ,التي ستفرز امور قد تفوق حساب المحللين والمتابعين للمشهد الجنوبي انطلاقا من معطيات ومؤشرات كثيرة ,فالمنطقة دخلت مرحلة البيع والشراء في سوق النخاسة السياسي ,فالحرب في سوريا عمليا انتهت ,بعد تقاسم الكعكة بين اللاعبين هناك امريكا روسيا تركيا وايران ,والملف الليبي تولى الرئيس الفرنسي صياغته حتى نهاية العام الجاري ,ولم يبقى الا الملف في بلادنا يجري الاعداد لطباخة صفقة سياسية على مقاس ومصالح اعداء الجنوب .

وامام هذه المخاطر يقف الجنوبيين امام مفترق طرق تتطلب 
منهم الحيطة والحذر لما يخطط في الغرف المظلمة السوداء ,الامر الذي يحتم ضرورة الاستعداد له حتى لايتفاجى بنتائجه الخطيرة ,ولكي يستقيم الحال للجنوبيين ,لابد من رؤيه ,والرؤيه هي الهدف وإستراتيجية تحققه ,ولاسيما لشعب لايزال يعاني من بقايا وتوابع منظومه الاحتلال البائد .
لايمكن لشعب الجنوب ان ينجح ضد مؤامرات اعدائه بدون مشروع وطني واضح وثوابت متفق عليها تلهمه وتوحده وستنفر قواه للدفاع عن قضيته العادله كما عمل يوم ما الحراك الجنوبي المبارك .
ماوراء الفشل المتعاظم والتخبط الواضح والتيه المعمم على مستوى نخب الجنوب وقواه الوطنية ,يكمن في غياب الرؤيه او المشروع الوطني الجنوبي ,علاقه ملتبسه مع الشرعيه ,وعلاقه غير واضحه مع التحالف ,وواقع جنوبي يومي بائس ,بفضل سلطه الامر الواقع الوهميه ,فساد شامل مستشري في كل مفاصل الحياه ,فوضى وفلتان امني منظم وومنهج ,مع غياب ردود افعال تتناسب وحجم التحديات الذي يمر بها الجنوب اليوم .
وعلى الرغم من الانجاز التاريخي الكبير بقيام المجلس الانتقالي ,كمكسب استراتيجي للقضية الجنوبية ,باعتباره نواه واطار سياسي للشعب الجنوبي ,الا انه مع الاسف الشديد يفتقر الى المشروع الوطني الجنوبي ,مما قد يحوله الى جهاز اداري بيروقراطي ,وورقه سياسية بيد الخارج يحركها عند الضرورة لأجندات سياسية معينة .
الشعب الجنوبي يعيش حالة من التيه السياسي او غياب الرؤيه للتعاطي مع معادله بقايا الاحتلال وادواته ,ومع الخارج الذي يسعى بكل السبل والطرق لاعاده النظام القديم ,.وحتى لانضيع في دهاليز السياسة بين حسابات الشرعية واجندات التحالف والمصالح الانية الظرفية ,علينا كخطوه اولى التفكير بصورة ابداعية خلاقه لتاسيس عقد سياسي او مشروع وطني جنوبي يكون اساس لاستنهاض الحاله الوطنية الجنوبية الراهنة,بما يتوفر من امكانيات بشريه وعسكرية ولوجستيه ,لان المشروع الوطني الجنوبي ليس شعارا او صياغة لغويه جميلة ,وليس محاصة وتقاسم المغانم ,بل هو برنامح عمل وطني جذري كما كان ذات يوم عند انطلاق الحراك الجنوبي المبارك ,ان يكون اسلوب حياه واستراتيجيه كفاحية نضالية لانقاذ شعب لايزال يعاني من موثرات الاحتلال وادواته الخبيثه .
الهدف من تاسيس المشروع الوطني ,ليس ايجاد مخارج للازمه الراهنه ,بل لتكون بمثابه خارطه طريق للاجيال الراهنه والاجيال القادمه ,فاهم مرتكزات المشروع الوطني الجنوبي في هذه الظروف التاريخية المصيرية ,الذي ينبغي تحديدها هي كالتالي :اولا :تحديد الهدف ثانيا :الوسيله لتحقيق هذا الهدف ثالثا :المرجعية وهو يعني التعاطي مع المرجعيات القائمه الدوليه منها والاقليميه بطريقه تخدم المشروع الجنوبي بما فيها اتباع التكتيكات اللازمه واللعب على تناقضاتها كما يعمل اعداء الجنوب رابعا :الاطار السياسي رغم وجود المجلس الانتقالي فلابد ايضا من استيعاب كل القوى الجنوبيه المؤمنه بقضيه الحرية والاستقلال واشراكها الى الهدف الوطني المنشود خامسا :الثوابت ينبغي تحديد ثوابت وطنيه تكون محل توافق غالبية الجنوبيين تشكل برنامج الحد الادني الذي يمكن ان يقبل به شعب الجنوب في هذه المرحله ضمن اي صياغات او تفاهمات مستقبلية مع القوى الاقليمية والدولية .
نحن ندرك ان هناك اطراف كثيره في الداخل والخارج لاتحبذ ولاتريد ان يكون للجنوبيين مشروع و طني جنوبي ,لانها تفضل ابقاء حاله الفوضى والخراب الشامل ,وعليه فقيام المشروع الوطني الجنوبي الواضح والشفاف هو ضرورة وطنية وموضوع عير لوقف حاله الانهيار واعطاء فسحه امل للأجيال الجنوبية القادمة