قامت ثورة التغيير في صنعاء لينقلب عليها النظام متمثلا في أهم جزء منه لتتحول إلى انقسام أركان النظام في صنعاء وتبدءا الاستعدادات لخوض حرب أهلية بين أقوى طرفيه.
وهنا تتدخل الوساطات لتحل هذا الأزمة اليمنية لكي لا يستعر اليمن بنار الحرب الأهلية
وانتهى الأمر بالمبادرة الخليجية التي راعت فيها أطراف الأزمة ورؤس المشكلة ومثل فيها كل من الطرفين الذين هم رؤوس النظام في السابق مع حلفائهم.
ولم يلتفت إلى الحراك الجنوبي في هذه المبادرة لأنه أصلا لم يكن طرفا في هذه الأزمة فقد كان متفردا بثورته وانتفاضته التي رحب بقمعها كلا من طرفي هذه المبادرة الذين كانوا تكتلا واحدا في حربهم على الجنوب في صيف 194 وأفتوا باستحلال دمه وماله وعرضه.
ولان كلا من الطرفين ليس لديه ثقة في الأخر ويخاف مكره وتقلباته لجاءوا إلى بعض الجنوبيين لتوليتهم المناصب الكبيرة في الدولة مع الاحتفاظ لسطوة المشائخ اوالمتنفذين السابقين في السلطة
وقد كان من بنود هذه الاتفاقية إجراء انتخاب الرئيس عبدربه منصور هادي والتي فشلت فشلا ذريعا في الجنوب ليس اعتراضا على شخص عبد ربه منصور او التقليل من شانه وانما لإعلان ان الجنوب ليس طرفا في هذه المبادرة التي لا تعتبر هذه الانتخابات الا بندا من بنودها فقط.
فإذا كان الجنوب لم يكن طرفا في هذه الأزمة ولم يمثل في المبادرة الخليجية ولم يأخذ له إي اعتبار في إي بند من بنودها لأنها أصلا لم توجد لحل قضية الجنوب وانما وجدت لحل الأزمة المستفحلة بين رؤؤس النظام الذي سحق الجنوب واستباح ممتلكاته لإصلاح ذات البين بينهم فهل يعقل بان يلزم بان يشارك في الحوار الذي يعتبر اللقطة الأخيرة في العرض كممثل كومبارس لا يظهر الا مرة واحدة قبل إسدال الستار
لذالك فالواجب أولا ان يكمل أطراف المبادرة مبادرتهم باختتام عرضهم وإجراء حوارهم فيما بينهم كأطراف أزمة وبعد هذا الحوار وما ينتهي علية وبعد ان يختار أطراف هذه المبادرة من يمثلهم ويعود له الفصل في أمرهم يأتي بعدها هذا الممثل عنهم ليطلب الحوار مع الجنوب حينها
.
عندها يجب على الجنوبيين هم ايضا ان يجروا حوار جنوبي جنوبي فيما بينهم ليختاروا من يمثلهم ايضا فنحن بحاجة ايضا إلى مبادرة أسوة بالمبادرة الخليجية بين رؤؤس النظام في الشمال ليختار الجنوب من يمثله ,,بعد ان يجلس الجميع على طاولة واحده وان يعترفوا بالأخطاء السابقة بعد 67 م ليعود الجميع إلى أرضهم وان تمثل كل القيادات والكوادر والمفكرين الجنوبيين في كل مكان.
ثانيا على ماذا نتحاور؟ :
يجب على الجنوبيين عدم التطرق إلى ما يطرحه البعض مما يسميه الفوارق الثقافية والتاريخية بين الجنوب والشمال والتي نرى البعض يدن دن بها فهذا غير ذي جدوى أصلا في القانون الدولي وقانون السياسات الخارجية فقد كانت بلوشستان وهي جزا من باكستان تابعه لسلطنة عمان رغم اختلاف العرق واللغة والمسافة الشاسعة بينهما كما ان التبت تابعة للصيت رغم اختلافهما وكذالك بعض الجزر في الكاريبي التي تتبع بريطانيا وفرنسا والولايات المتحدة الأمريكية رغم التناقض الهائل في الثقافة واللغة والتاريخ ولا مقارنه بين تلك الفوارق والفوارق بين الجنوب واليمن لان العبرة بالسيادة والسلطة السياسية عليها كما ان هذا الطرح لا يعني الا كون الجنوب إقليما أقاليم الجمهورية اليمنية وان اختلفت ثقافته.
**لذلك يجب التركيز على ان الكيان السياسي المسمى الجمهورية اليمنية كان ناتج عن إدماج كيانين لكلا استقلاليته التامة ويعتبر دوله مستقلة ذات كيان خاص بها وذالك عبر توقيع هذين الكيانين اتفقا لدمجهما وتكوين دوله واحدة وقد حوت هذا الاتفاقية التي تعتبر اتفاقية دولية بين دولتين بمعنى الكلمة على العديد من البنود والشروط التي يفترض مراعتها .
لذالك فالحوار المطلوب يجب ان يكون حول تلك الاتفاقية ومدى بقاء فعاليتها من عدمه وبحث هل طبقت واحترمت بنودها ام أنها تم نقضها فأصبحت كان لم تكن وعلى هذا الأساس فانه سيكون التمثيل للحوار على هذا النحو بين طرفين يمثل كلا منها المجتمع الذي كان تحت نطاق طرف من أطرافها .
*خاص عدن الغد