آخر تحديث :الخميس-19 يونيو 2025-11:54ص

ابنٌ ثم أب

السبت - 23 فبراير 2019 - الساعة 07:54 م
فاطمة الوليدي

بقلم: فاطمة الوليدي
- ارشيف الكاتب


حديثنا عن الأب لايوجزه قلم ولا كتاب. الأب هو المسكن الدافئ والشمس الوهاجة والقمر المضيئ. هو سكر الحياة وعطرها وأريجها. هو البلسم والأمان والراحة والاطمئنان.

ديوننا نحو الأب، لايمكن أن ترد، ولو حمل على الأكتف، ولو سهرنا سنواتٍ عليه، ولو تجرعنا المر لأجله، ماوفيناه حقه.

الأب يعطي ولايأخذ، خوفه عطاء، وعقابه محبة، وغلظته تربية.

تخشن يداه لٳطعامنا، ويجف ريقه لسقينا، يرتعش برداً لدفئنا، ينشرح صدره لعافيتنا، ويضيق صدره لمرضنا.

وجبت طاعته بأمر الملك العلام، فلاعذر لسفرك ولامرضك ولاعملك. فإن وزنت سعيك في الدنيا بأجر الطاعة والبر، فإنها كفة خاسرة. فاعمل للكفة الرابحة أولاً وآخراً، في الطفولة والشباب، كنت دارساً أو عاملاً.

قال المصطفى صلى الله عليه وسلم (أنت ومالك لأبيك). نعم أنت بكل ماتملك، بيديك، وأقدامك، وعقلك، وفكرك،وروحك وقلبك. ومالك من الريال إلى آخر ماتملك.

والآن أنت هو الأب. هل ستكون مثل الذي ذكرتُ آنفاً! أستجعل من نفسك قدوة!! هل ستربي أبناءك مثلما تربيت! كيف ستتعامل مع عصر الإنترنت وعصر التكنولوجيا!! هل ستحضرهم إلى الدنيا ولن تكترث إلا بأن تحمل نداء الأب!!

أن تكون أباً،يتبعه مسؤوليات عظيمة تحاسب عليها. أن تكون أباً، أي تكون مراقباً لأبنائك، بانياً لشخصيتهم، عادلاً بينهم، أن تحن عليهم بالصغر وتصادقهم في الكبر، أن تكون حكماً ومستشاراً ومديراً.

قال علي بن أبي طالب رضي الله عنه (لا تربوا أولادكم كما رباكم أباؤكم فإنهم خُلقوا لـ زمان غير زمانكم )

تختلف عقلية وفكر كل جيل عن الآخر، مما قد ينشئ صراعاً بين جيل الأباء وجيل الأبناء، لذا لابد من ترشيد هذا الصراع وتوجيه شحناته. والذي أدى بدوره الى اختلاف أدوار الآباء المربية لهذا الجيل عما كانت عليه قبل ثلاثين سنة.

بعد قراءة مقالة حول صراع الأجيال استخلصت ٳلى فروق متعددة في أدوار الآباء خلال الأجيال، وهذه الفروق قد تجعل منك مربياً ناجحاً لهذا الجيل. وهي كالتالي:

اختلف دور الأب من السلطة إلى التوجية. ومن الاخضاع بالأوامر إلى الاخضاع بالتحاور. ومن مربٍ ناقلٍ للثقافة إلى مربٍ معززٍ للثقافة. تغيرت علاقتهم من التبعية إلى التعاونية.

تغير دورهم من تعبئة فكر الأبناء إلى توعيته. تغير من جعلهم اتباعاً لقرار إلى جعلهم صناعاً له. أصبح دورهم تفهم الآراء لاتصلبها.

وختاماً، فلنكن أبناءاً بارينَ بآبائنا، وآباءً ناجحين لأبنائنا.