ماذا أراد الشعب الجنوبي بتفويضه القائد عيدروس الزبيدي لتشكيل كيان سياسي يقوم بادارة الجنوب وتحقيق طموحة ؟!...
ألم يكن ذلك التفويض نابعاً من وعي الشعب بأن ثورته الشعبية الهادفة إلى التحرير والاستقلال لا تحتمل وجود أكثر من تنظيم سياسي لقيادة الثورة ، وأنه لا بد من وضع حد لأي نشاط باسم الشعب الجنوبي أو باسم ثورته ؟!.
هل كان المقصود بـ"إدارة الجنوب" مجرد إدارة التعدد في مكونات الحراك السلمي آنذاك بما كانت تحمله تلك المكونات من ولاءات متعددة ، سواءاً كان للسلطة أو للأحزاب اليمنية أو لقوى خارجية ؟!.
ألم ينطلق الشعب بذلك التفويض من وعيه بأن الثورة الشعبية كانت معرضة للتشويه والمصادرة نتيجة عبث أولئك الذين ادعوا كذباً أنهم قيادة الحراك السلمي بينما الشعب كان يعرف حقيقة نشاطهم وانتماءاتهم ، وأن الوقت كان مناسباً لإعطاء الثقة للقائد الذي يستحقها ؟!.
ألم يأتي التفويض في الوقت الذي أدرك الشعب أن المقاومة الشعبية الجنوبية بحاجة إلى التنظيم والتوسيع والتطوير في ظل وحدة القيادة الثورية عسكرياً وسياسياً ، وأنه كشعب ثائر ومقاوم قد عبر عن وحدته ووحدة طموحاته في عدة مليونيات ضخمة خلال الفترة السابقة أمام الاحتلال والعالم ، ولا بد من اختيار هذه القيادة الموحدة بإرادة شعبية ؟!.
أليس الشعب الجنوبي -المنزه من فساد الأحزاب- هو فقط الذي يؤمن بأن طموحاته لا يمكن أن تتحقق بوجود أحزاب الاحتلال اليمنية التي تتعارض مصالحها مع مصالحه ، وأن كل نشاط حزبي في الجنوب لا بد أن يمثل النقيض المعرقل للثورة التحررية القائمة ضد تلك الأحزاب نفسها ؟!.