آخر تحديث :الإثنين-23 يونيو 2025-06:15م

هل تتوحد القيادة كما توحدت القاعدة

الجمعة - 25 يناير 2013 - الساعة 11:09 م
مدحت السقاف

بقلم: مدحت السقاف
- ارشيف الكاتب


بنجاح شهد له الجميع الغريب قبل القريب أكمل مهرجان التصالح والتسامح المنعقد في مدينة عدن يوم الثالث عشر من يناير الماضي وأوفى بكل عهوده وحقق كل غاياته وأهدافه , بل انه تجاوز الأهداف التي عقد من اجلها وارتفع هذا المؤتمر بأبنائه والمشاركين فيه إلى عنان السماء ورسموا لوحة وطنية وتلاحم جماهيري ارتفع عن الصغائر ونبذ الأحقاد والضغائن ونسيان الماضي البغيض وطووا إلى الأبد كل ما يعكر صفو وحدتنا الوطنية وتلاحم نسيجنا الاجتماعي ..

 

بعد هذا النجاح وهذا الانتصار الساحق الذي حققه أبناء شعبنا واسقطوا كل الرهانات التي تعلقت بالاسطوانة المشروخة إن أحداث يناير 1986 م لم ولن تمحى من تاريخنا الوطني ..
وإنها فرقت الوطن وأبناءه وغرست بذور الحقد والانتقام التي ستبقى عالقة في النفوس والوجدان ..وهاهو شعبنا الجنوبي ضرب أكثر من عصفور بحجر واحد أولهما انه صنع صرحا خالدا للتصالح والتسامح ونسيان الماضي ورميه في مزبلة التاريخ .. وانه أكد ورسخ اللحمة الوطنية .. وانه اثبت للعالم اجمع إن الصف الجنوبي واحد موحد وواقف على قاعدة راسخة ثابتة ومتينة لاتتزعزع ولاتهتز ..


والاهم من ذلك إن نضاله السلمي لإعادة دولته السليبة وبلاده المغتصبة مهما كانت التضحيات والثمن .. وان الأرواح سوف تنهمر على مذبح الجنوب بكل أريحية وسرور ..

 

فكيف نستثمر هذا التراص الاجتماعي والوطني للأفضل ..وكيف نسخره ونوجهه لعملنا القادم ونضالنا السلمي للطريق الشاق الذي ينتظرنا لتحقيق كل الأهداف والأماني التي رسمناها جميعا ودفع فيها شعبنا الجنوبي كل غال ورخيص لبلوغها .


ومهرجان التصالح والتسامح كان رسالة واضحة المعالم شديدة اللهجة وثابتة الموقف إن الجنوب كقاعدة وشعب وجماهير قوة تلاحم لاتنفصم عراها .. وان القاعدة الجماهيرية هذه قدمت دروسا وعظات بالغة الأهمية لبعض قياداتنا الجنوبية المختلفة والمتباينة والتي لم تصل بعد إلى الموقف القيادي الموحد .. وهذا ما يراهن عليه الأعداء والخصوم الذين لأيريدون لأبناء الجنوب استعادة دولته وتقرير مصيره وإعادة ماخربته ونسفته سنوات الوحدة المزعومة والزائفة التي عرضت شعبنا الجنوبي للنهب والسلب واغتصاب الأرض والثروة .


مهرجان التصالح والتسامح بهكذا زخم وتراص يعتبر نقطة فارقة ومفترق طرق ينبغي علينا جميعا استثماره واستغلال ثماره ونتائجه نحو تحقيق الهدف الأسمى والاستقلال الثاني لإعادة بناء الوطن .. وما أجمل الأوطان عندما تكون لحمتها الوطنية ثابتة ونسيجها الاجتماعي متين وقوي وقادر على رسم أجمل الصور وأروع اللوحات الباحثة للنور وللحياة المدنية على ارض الواقع كحقيقة ملموسة ومحسوسة نتعاطاها جميعا ونمارسها في سلوكنا اليومي .


وكما قلنا سلفا ماذا بعد هذا الارتقاء والسمو الذي أفرزته لنا مليونيتنا التصالحية التي جعلت العالم بأسره ينظر ألينا بأعين /لابعين / الإعجاب والتقدير وفرضت على قنوات وفضائيات عديدة أن تنقل بعدساتها تلاحمنا الوطني رغما عنها بعد فترات من التجاهل والتناسي ..صوتنا وصل للعالم اجمع وأعاد ترتيب الأوراق والمواقف والتوجهات ..وهذا ما فرزته الأيام التي تبعت مهرجاننا ألتسامحي واللقاءات المنعقدة بعده تماما .. المهم أن نتعلم من درس الجماهير ولاندع للتفكك مكانا في إعرابنا اللغوي ولا في قاموسنا التعاملي أكان ذلك في القمة كما كان في القاعدة ..فهل تتعلم القيادة /هذه المرة/من القاعدة ..اللهم أمين