بدايةً أنا لا أعرف محمد علي أحمد إطلاقاً لكن أنا كنت معجب في قيادته المحافظة أبين آنذاك وبعد ذلك بقيت متابع لأخباره حتى بعد 13 يناير الأسود الذي كسر ظهر الجمل ولم ينتصر فيها أحد والذي خرج محمد علي أحمد بعدها واستقر في صنعاء وكان هو يتابع أخبار الجنوب وأنا أتابع أخباره ومع ذلك أنا لم أهتم بالتعرف عليه ولا جاءت فرصة مناسبة لكن أنا أقدر أقول أنني هويت متابعة أخباره هواية وسارت الأيام تطبقت الوحدة وأضأنا سماء الجنوب برصاص المضوي كل الجنوبيين أطلقوا كل ما لديهم من الرصاص تعبير عن فرحتهم والذي لم يوجد لديهم رصاص صعدوا الجبال ليشعلوا النار لهذه الفرحة ولم نسمع أي صافرة استهجان من أي جنوبي إلا محمد علي أحمد عندما استهجن للطريقة والسرعة الذي تطبقت بها الوحدة وبقينا على هذا الحال من الترقب علي عبدالله بدأ يعد العدة لحرب الجنوب من الأشهر الأولى وتأسيس حزب الإصلاح كان أول خطوات علي عبدالله في هذا الاتجاه حسب مذكرات الشيخ عبدالله وبدأ علي عبدالله يشتري الجنوبيين واحد واحد واقتربت الحرب وأخذ يرفع مستوى الإغراءات والعروض لمحمد علي أحمد قال له اختار أي منصب من وزارة الداخلية وفوق انته كنت مسئول في الجنوب لا تملك شيء نحن بانخليك مسئول تملك أشياء قال له محمد علي نحن نشوف الحرب اقتربت وأنا لابد لي ما أكون مع أهلي في عدن.
انتقل محمد علي من صنعاء إلى عدن وفي أحد اجتماعاتهم في عدن قدم خطة الإسقاط البيضاء وقوبلت برفض مباشر بحجة من يضمن أن محمد علي اليوم يختلف عن محمد علي أمس وهو أمس كان يدافع عن الوطن ونحن كنا ندافع على الماركسية وفي اجتماع ثاني تقدم 3 ضباط من يافع بخطة تكاد تكون مضمونة النجاح وقام نفس الشخص الذي رفض خطة محمد علي رفض هذه الخطة وبنفس الطريقة فأسرع محمد علي للحديث قال هذه الخطة أفضل خطة قدمت في كل اجتماعاتنا وأفضل من الخطة الذي تقدمت بها أنا لكن تأكدنا الآن أنكم با تقودون البلاد إلى حرب خاسرة ولكن نحن مستعدين أن نخوض هذه المعركة والذي ناكد فيها انتصار علي عبدالله مسبقاً, حان الوقت وتوزعت المهام وكان مهمة محمد علي قيادة جبهة دوفس أبين وإلى جانبه عبدالله الشليل وأمامهم عدت ألوية مسبقاً أنظمة تحت اسم لواء العمالقة 5 يوم سقط مكيراس وصل إلى أبين لواء 56 معزز بإمكانيات ضخمة أنا وكل من شاف يقول المعركة غير متكافئة من حيث تعداد المقاتلين.
بدأت الجبهات الجنوبية تتساقط وتتهاوى ابتداءً من مكيراس وجبهة دوفس صامدة وشامخة كشموخ الجبال والمقاتلين هم رجال الجنوب في كل جبهة لكن هذا الصمود النادر يعود فضله إلى القيادة صاحبة الإخلاص النادر هذه الجبهة بقيت صامدة ولم يتزحزح منها جندي واحد إلا بعد سقوط عدن الصبح الكل معذور رحل محمد علي مع من رحلوا واستقر في بريطانيا وقليل من الوقت إلا وعلي عبدالله قام بزيارة لأبين وهي أول زيارة بعد الحرب وفي حفل استقبال شعبي كلف أحد ضباطه البحث على أحد أبناء محمد علي وقال له أحضره إلى عنــدي نزل الضابـط وبـحث
(1)
بين الناس ودلوه على أحدهم وأوصله إلى عند الرئيس وسلم عليه وأجلسه جنبه وقال له قبل الحرب عرضنا على والدك عروض ما يرفضها أي عاقل ووالدك عاند عناد وها هو اليوم مشرد أنا با عطيك له رسالة وقبل سفرك با يصرف لك كل تكاليف السفر والإقامة هناك وإن شاء الله با تعود أنته وإياه على طائرة واحدة رسالة الرئيس بعد التحية أنته الآن معترف أنك أصبحت مشرد واعتقد أن التشرد لا يعجب أي إنسان عاقل أرجع مع ولدك على نفس الطائرة وما عرضنا عليك قبل الحرب بعرضة عليك الآن استعمل عقلك محمد علي أنا لن أعود إلى اليمن ما دمت أنته تحكمها إلا إذا طلب مني يوماً من الأيام أحضر للمشاركة في إخراجك من اليمن فذلك ممكن وبعد ذلك جاءت المحاكمة المزعومة والذي كلكم تعرفونها وتعرفون الغرض منها.
بعدها علي عبدالله صالح أحكم قبضته على الجنوب والذي أوصلت الجنوب إلى الوضع المهين وبالمقابل رأينا كثير من الشخصيات الجنوبية المرموقة يتهافتون عند أقدام علي عبدالله ولا يهمهم أي شيء سوى القرب من علي عبدالله حتى أن تقربهم من علي عبدالله سار عندهم أهم من أهلهم ووطنهم وعندما كانوا يشاهدون ما يعاني أهل الجنوب من ويلات تتمثل في القتل وحماية القتلة والإقصاء والتشريد والنهب وكل أصناف الذل وكأنهم يشاهدون أفلام سينمائية هندية ويستمعون في مشاهدة هذه الأفلام، ونحن لم نخونهم ولم نتهمهم ولم نوجه إليهم سلاح ولم نشكك فيهم مجرد تشكيك وكل جنوبي أكد في مشروع التصالح والتسامح بات الجنوبي لا يتهم أخيه الجنوبي ولا يخونه ولا يوجه إليه سلاح محمد علي هذه الأيام يواجه أكثر من هذا ونحن نتساءل هل نحن لازلنا نحمل الحقد والكره الذي شحنت به قلوب الناس في مرحلة النظام الشمولي وهل نحن لازلنا نكذب على أنفسنا في مشروع التصالح والتسامح الشامل أم أن باقي ناس لم يشملهم هذا المشروع محمد علي لم يخون الجنوب زمان عرضت عليه أكبر المناصب وأعلاها فكيف يخون اليوم على ماذا وأيش رأيكم بأننا نتهم أنفسنا بأننا لازلنا ننتقص إلى الفهم الدقيق وإلى الوعي العميق ونعتبر أنه لا يوجد عندنا شيء من هذا وإنما الحقيقة الموجود عندنا حماس بدرجة عالية ولا يوجد عندنا شيء غير الحماس محمد علي اختار الحوار وأنا لا أعتقد أن محمد علي أخطأ في هذا الاختيار بل متأكد أن خطواته ثابتة ومدروسة ولا يمكن أن تكون لمحمد علي أجندة إلا للجنوب وعلى أي حال الجنوبيين محتاجين لسياسيهم وأن تعددت اتجاهات السياسيين فكلها تصب بصالح القضية الجنوبية وعلى كلاً الجميع بانتظارهم بالساحات ومن جاءنا بنتيجة سريعة المضمونة والملبي لمطلب شعب الجنوب فأهلاً وسهلاً به وعلى العين والراس وأي شيء مقبول إلا إصلاح مسار الوحدة مرفوض جملة وتفصيلاً هو ومن جاء به.