تابع الجميع في محافظة حضرموت في الفترة الأخيرة تداعيات الأوضاع الأمنية وما خلفته من اضطرابات واختلالات أمنية أربكت المشهد الأمني بحضرموت وبالأخص في وادي حضرموت الذي ما زال يتجه نحو المجهول.
وأبرزت هذه الأحداث الأمنية تحركات واسعة النطاق قام بها محافظ محافظة حضرموت قائد المنطقة العسكرية الثانية اللواء الركن فرج سالمين البحسني ، ومعه الوكلاء ، والوكلاء المساعدون ، وقيادات وعمداء المنطقة العسكرية الأولى والثانية ، ومدراء وعمداء الأمن في الساحل والوادي ، إضافة إلى (مرجعية حلف قبائل حضرموت).
إثر هذه التداعيات والاجتماعات والمشاورات لتدارس الأوضاع الأمنية بحضرموت ، تصدر المشهد بحضرموت (مرجعية حلف قبائل حضرموت) لتقوم بدورها في المشاورات والمناقشات والاجتماعات لإيجاد حلول ومعالجات جذرية عاجلة لمجمل الاختلالات الأمنية بوادي حضرموت.
وكما هو من المعلوم لدى الجميع أنه بعد أحداث الهبة الحضرمية في 2013م ، دخلت حضرموت مرحلة جديدة تم فيها إشهار (حلف قبائل حضرموت والمرجعية) ، ليأتي بعده مؤتمر حضرموت الجامع ، ليكون (الحلف والمرجعية والجامع) هذه التحالفات الثلاثة المحسوبة على (القبيلة) بحضرموت هم المتصدرين للمشهد السياسي بحضرموت ، حيث انتهى المشهد السياسي الماضي وانتهى دور التحالفات السياسية الحزبية السابقة (المؤتمر والإصلاح) واللذان كانا يمسكان بزمام الأمور في محافظة حضرموت ، وخروجهما أي الحزبين (المؤتمر والإصلاح) من المشهد السياسي بحضرموت نتيجة الحرب التي أنهت تحكم مركزية صنعاء وأحزابها ، وتم خلو الساحة السياسية بحضرموت وفرغت من التنظيمات والجماعات الدينية والتحالفات السياسية التي كانت تمولها (صنعاء).
ومرورا بهذه التحولات السياسية خلال الفترة من 2014 إلى اليوم وهي فترة الحرب ، فقد تصدرت (القبيلة بحضرموت) بتحالفاتها الثلاثة (الحلف والمرجعية والجامع) قرار المشهد السياسي والإداري والتنظيمي والأمني في محافظة حضرموت ، لعدة أسباب وعوامل أهمها مثل ما أسلفنا سابقا : إنتهاء تحكم الدولة السابقة (صنعاء) و إنتهاء دور أحزابها السياسية الفاعلة في حضرموت ، إضافة الى خلو الساحة وفراغها من التنظيمات الدينية والسياسية والحزبية القادرة على التحكم بالمشهد السياسي والإداري لحضرموت ، كذلك فإن التنظيم والتماسك القبلي (للقبيلة) بحضرموت وعملها المنظم جعلها أكثر التنظيمات قدرة على تصدر المشهد السياسي والعسكري والإداري بحضرموت في الساحل والهضبة والوادي والصحراء.
أيضا لا يخفى على الجميع إن صانعي القرار السياسي والمتحكمين في المشهد السياسي في اليمن والأوصياء عليه ، ربما قد وجدوا إن (القبيلة) في حضرموت هي أفضل من يدير المشهد السياسي بحضرموت خلال هذه الفترة الصعبة لتماسك القبيلة وتنظيمها القبلي المنظم ، وارتباطاتها وتحالفاتها بصانعي القرار السياسي في اليمن والأوصياء عليه ، اضافة الى التزامها بالسمع والطاعة لولي الأمر والوصي عليه.
ولذلك وجدنا إن معظم التعيينات والتكليفات والمهام الإدارية والأمنية في محافظة حضرموت تعود لشخصيات منسوبة ومنتمية ومحسوبة على (القبيلة) ابتداء من محافظ حضرموت ، ثم الوكلاء ، والوكلاء المساعدون ، ومدراء الأمن ، ومدراء العموم ، والجامعات ، والنخب العسكرية والأمنية ، ومؤتمر حضرموت الجامع ، والحلف والمرجعية ، وغيرها من المهام الإدارية والأمنية والسياسية والاستشارية الاخرى التي أصبحت محسوبة على (القبيلة) وتحالفاتها بحضرموت..
كان الله في عون (القبيلة) بحضرموت..