آخر تحديث :الأربعاء-30 أبريل 2025-08:03ص

وداعا محمد الصبري

الأحد - 08 مارس 2020 - الساعة 08:51 ص
نبيل سبيع

بقلم: نبيل سبيع
- ارشيف الكاتب


استحضرتُ الكثير من اللحظات التي جمعتني بمحمد الصبري، وما أكثرها! فهي تمتد لأكثر من عقدين.
لقد جمعتني به في الغالب المناسبات والفعاليات العامة الثقافية والسياسية والمقايل، مقايل أكثر من عقدين، ونقاشات أكثر من عقدين، ولحظات ولقاءات خاصة كثيرة، وخلال كل تلك اللقاءات والنقاشات، لم أَرَ محمد الصبري يَحْتَدّ فوق أحد.
لم أَرَه يغضب أو يشتم خلال إختلاف أو خلاف مع أحد.
كان يبتسم لكَ حين تختلف معه كما يبتسم لك حين تتفق معه.. نفس الإبتسامة.

وداعاً يا محمد الصبري!

آلمتني عيون إبنيك جمال وعيسى اليوم في المقبرة.
أحزنني حزنُهم.
وأوجعني وجعُهم.
لكنني، وأنا أحتضن جمال وعيسى، شعرتُ بقوة قلبيهما وقوة الرجلين اللذين صارا عليها.
ذهبتُ وزاحمتُ كي ألقي نظرة أخيرة على جثمانك الطيب وهو يُوَارَى الثرى، ودعتُكَ بنظرة أخيرة، ثم التقيت بالكثير من أصدقائك وكانوا حزانى بجدّ، وحين عزيّتُ إبنيك جمال وعيسى، عزّياني هما. لقد أشعراني بالقوة وكم أنتَ لم تمُت!

وكما قال محمود درويش:
"لم يمُتْ أحدٌ تماماً
تلكَ أرواحٌ
تُغِيِّرُ شكلَها ومُقامَها"

ليتكَ تستطيع رؤية كيف حمل إبناك جمال وعيسى نعشك!
ليتكَ ترى هذه الصورة!
ليتكَ ترى كل هذا الألم المعجون بالرجولة والإصرار!
لكنكَ كنتَ تعرف كيف سيحملان نعشك، كما تعرف كيف حملا وكيف سيحملان إسمك:
تماما، بنفس الرجولة والإصرار في هذه الصورة، ولكن بدون ألم إن شاء الله.
خالص تعازينا لأمل وعبدالعزيز وجمال وعقبة وعيسى وأسد وماجدة التي عَزَّيتُ أباها في وفاتها قبل ثلاث سنوات بسكتة قلبية.
وبالطبع، خالص التعازي لزوجته ورفيقة عمره وأم أبنائه نجاة.
وخالص التعازي لنا جميعا.

رحمة الله تغشاك أستاذ محمد الصبري وعصم قلوب أولادك وأم أولادك وعصم قلوبنا بالصبر!