آخر تحديث :الجمعة-02 مايو 2025-03:34م

الحسوه سريعاً!

الإثنين - 09 مارس 2020 - الساعة 06:03 م
عوض المطري

بقلم: عوض المطري
- ارشيف الكاتب


بعد إزاحة المرحوم ( سلمان) من وزارة الاسكان في الجنوب قبل الوحدة و تعيين محمد سعيد عبدالله وزيراً بدلاً عنه، كانت هناك مخططات تم إعدادها لتوزيعها على المواطنيين و بالصدفة حضر احد منتسبي(امن الدولة) لوزارة الاسكان للتقدم بطلب الحصول على ارضية.
الرجل من المناطق الوسطى بأبين و كان هارباً في الشمال بعد 86م (الحرب الكارثة) فتقابل هناك في الوزارة مع احد معاريفة الذي ساله : ايه جابك؟
رد البدوي: اريد مقابلة الوزير محسن، للحصول على ارضية.
ضحك صاحبة و قال : كلاكما كان يدور للثاني في 86 يريد يذبحه و الان تريد تروح له برجولك!
اجاب البدوي : ياخي 86 غلطة و خلاص نسيناها.
رد صاحبه: ناهي ناهي بانشوف.
لحظات و دخل البدوي مكتب الوزير ،تحاضنوا و سلّموا على بعض بحرارة، قرأ الوزير طلب البدوي و كتب فيها كلمتين و قال للبدوي سريع الحق ( فلان بن فلان) ذي كان معنا زمان في امن الدولة شفهم الان بايتحركوا بالسيارة، سلمه الورقة و بس.
خرج البدوي من المكتب يجري إلا و صاحبة ينادي علية مالك مستعجل اوقف تعال.
قال البدوي: ياخي بالحق فلان من الناس الان بايمشي بالسيارة، اريد اسلمه تعليمات الوزير.
صاحبه: ايش كتب لك؟
البدوي: و الله ما قرأتها، لكن قال سلم الورقة ذاك الادمي و بس.
نتع صاحبه الورقة و قراءها، ضحك و قال عادك تجري مستعجل!!
البدوي ايوه ابى الحقه قبل ما يروح عليا.
صاحبه : هيا اقراء ايه كتب محسن، شعه كتب ( الحسوه سريعاً) يعني اذبحوه بسرعه.
خطف البدوي الورقة و هو يقول: ايه تقول؟ عاد فيها ذبح و انا مستعجل و رايح للموت برجيلي! هيا خلها الورقة باحتفظ بها عشان الزمن و بانشوف من بايعسر الثاني.
بعد حرب 1994م قابل البدوي احد زملاؤه بالعمل سابقاً ،بعد السؤال عن الصحة و الاهل البدوي سأل زميله، فينك ما عاد نشوفك في البلاد كنك نقلت عدن؟
اجاب زميله : نعم و الله، صرفوا لي بقعة قبل الوحدة و بنيت لي بيت في عدن و الحمد لله.
البدوي : من صرفها لك و فين؟
زميله : صرفها لي محمد سعيد عبدالله ( محسن) في منطقة الحسوة.
البدوي : خرج ورقة من داخل محفظة جلدية و هو يردد : ايه ايه ايه تقول؟ بنّها مثل ذي التعليمات.
زميله : اخذ الورقة و قراءها ثم قال ايوه و عاد انته كتب لك الحسوة سريعا، اما انا كتب لي الحسوة فقط و فعلا حددوا لي ارضية و صرفوا لي وثيقة فيها.
البدوي : الا ليتهم لحسوني و لا ضيعت الارضية و ست سنين و انا مخبى في القرية و خائف من اللحس..