كيف صارت عدن فجأة مجرد مخيم لجوء
وكيف صار أهلها لاجئين فيها
كيف صار سكان عدن لاجئين في بيوتهم دون ان يدروا...او يعووا ذلك..
كيف صاروا فجأة لاجئين دون ان يهربوا من بلادهم..
ما الفرق بين سكان عدن واللاجئين الهاربين من بلدانهم الى مخيمات الايواء في الغابات و الصحاري والتلال الجرداء في بلاد الاخرين والتي نراها في كثير من بقاع الأرض. مخيمات لجوء بلا بنية تحتية.. الناس فيها تبدو مشردة تائهة بلا امل ويعلو وجوهم الخوف والذعر من الغد. مخيمات بلا ماء.. يأتيهم الماء نادرا في اوعية بلاستيك متسخة من حين الى أخر.. مخيمات بلا كهرباء يشعلون الحطب والأوراق للإنارة والطبخ. اولادهم مشردين في الخلاء بلا تعليم.. بلا مستقبل. وتتكالب عليهم المنظمات الدولية ترمي لهم فتات الخبز وتتصور بينهم مفتخرة بعطاياها البائسة. اهاليهم يشعرون انهم صاروا بلا هوية بلا وطن...ينتظرون ان يتصدق عليهم بلد اوروبي حتى تستضيفهم كلاجئين مستضعفين.
كل ذلك يعيشه أهالي عدن منذ خمس سنوات في مخيمهم الكبير عدن. لم يعد هناك فرق بين اوليئك المشردين و بين سكان عدن الذين تحولوا فجأة دون ان يهربوا من وطنهم الى مجرد لاجئين غصبا عنهم في مدينتهم المنكوبة. حيث سرقت المافيا وسائل الحياة من الكهرباء والطاقة وانهارت شبكة المياه ودمرت الابار وصار الناس يشترون حتى الماء الملوث ويجمعونه في علب بلاستكية ملوثة.
لم يعد هناك تعليم والأطفال مشردون تائهون وحتى لا يجعلون الناس تشعر انهم صاروا مجرد لاجئين في عدن-المخيم فان القائمين على المخيم اخذوا يوزعون شهادات نجاح على الاطفال بدون تعليم في المدارس وكذلك يفعلون في الجامعة. وصارت المستشفيات مراكز لنهب الناس وبؤرة للتعذيب و للموت الاكيد.
وهكذا فان عدن تعتبر اول مدينة في التاريخ تصير مخيم لجوء يديرها الأجانب والهاربين في الفنادق. و اول مخيم كارثي للموت الجماعي تسمى مدينة و صار سكانها في داخلها مجرد لاجئين بؤساء يحكمهم مشردون ولاجئون غرباء و غزاة أجانب.