أملنا كان كبير من أن المعاناة الذي عاناها أبناء الجنوب من قبل الوحدة ومن بعدها قد غيرت كل المفاهيم عند الجنوبيين وأن أبناء الجنوب قد استفادوا من هذه المعاناة وأنها لابد وقد صنعت من أبناء الجنوب عقول راجحة وصدور واسعة لأن هذه المعاناة الذي مر بها الجنوبيون قد تكون فوائد وعبر لمن كان له قلب وعقل وإن لم يكن كذلك فإنها ستبقى كوارث مستمرة ومستمر ضررها وأثرها إلى أن يشاء الله خصوصاً وما حصل للجنوب بعد 94م لا نستطيع أن نصفه أو نشبهه في أي ظلم طغياني استعماري في العالم حتى أننا تأكدنا في هذه الفترة القصيرة فترة ما يسمونها وحدة بأن البريطانيين الأفاضل لهم قيم ولهم شيم والذي احتلوا الجنوب في 94م ليس لهم نصيباً في ذلك وفي ذلك لم تكن مصيبتنا إلا من أنفسنا واليوم هل آن الأوان لنعترف بأخطائنا جميعناً كبيرنا وصغيرنا حتى يطمئن شعبنا بالفئات الصامتة المؤيدة قبل أن يطمئن الشباب البواسل الذي يحملون أرواحهم على أكفهم في ساحات الحرية والكرامة في جميع أنحاء الجنوب يطمئنون من أن قياداتهم قد أصلحوا حالهم وقد وضعوا أول خطواتهم على الطريق الصحيح
وبعد ذلك على الشباب الجنوبي الناشط في مجال الأبحاث والدراسة أن يقدموا دراسات وأبحاث متعمقة عن المراحل السابقة دراسات وأبحاث توصلنا وتوصل الأجيال القادمة إلى معرفة كيف كان دبي ودول الخليج والسعودية في وقت استقلالنا في 1967م وكيف كنا نحن الجنوب العربي آنذاك عندما أسقطنا اسم بلدنا الجنوب العربي ودخلنا في يمننه لم نجني منها إلا الخسارة وأعلنا ثورة تقدمية ونظام تقدمي وكذا توصلنا هذه الدراسات لمعرفة ما هي الأسباب الذي عصفت بالجنوب العربي إلى هذا الحد وما هي العقول الذي أوصلتنا إلى هذا المستنقع الوخيم الموبوء بالرجس الخنزيري واليوم نحن نطلب من قياداتنا السابقة أن كلاً منهم يعترف بخطأه وكلاً منهم يقدم اعتذاره لزملائه وشعبه عن ما حصل سابقاً نحن لم نبرئ أحداً منهم ولو حصل ذلك التسامح فهي باتعود الفوائد كبيرة على القيادات الميدانية الشابة ويمكن لهذه القيادات الجنوبية أن تستوعب دروس مهمة تفيدها وتفيد وطنها ولكن إذا نحن لم نفكر إلى بالعقول الذي أوصلتنا إلى هذا المستنقع ولا نرحم إلا بالقلوب الذي كانت لا تعرف غير الحقد والكره فبلادنا ستبقى بعيداً جداً عن تحقيق أي نجاح وسيبقون أهل صنعاء متفقين ومتوحدين على الباطل ونحن قضيتنا قضية حق لم نستطيع نتوحد من أجلها .
عفواً كلامنا هذا لقياداتنا وليس لشعبنا البطل ولم يزل أملنا بالقيادات الميدانية الشابة أملنا فيهم أن لا يفكروا إلا بعقول صافية ونقية لأننا في الجنوب بحاجة إلى العقول أكثر من حاجتنا إلى الثروات . الجميع يعرفون أن مشروع التصالح والتسامح أكبر منجز للثورة الجنوبية ولم ينجح ذلك المشروع إلا في ذكراه السابعة عندما اكتمل نصابه بأبناء شبوة حياهم الله وعلينا جميعاً الحفاظ على هذا المشروع والعمل على تعميق وتجسيد روح التصالح والتسامح وأكيد كل من تهمه القضية الجنوبية سيعمل على ذلك بين أبناء الجنوب كافة كما يجب علينا أن نحرر أنفسنا من سياسة (إذا لم تتبعني وتمشي بعدي فأنت ضدي) مشروع التصالح والتسامح لم يمضي على نجاحه إلا بضعة أشهر فإذا ببعض القلوب قد أظهرت ما تخفي بداخلها من سوء وبدءوا يهددون بمحاكمة الذين ذهبوا إلى صنعاء للحوار من أجل التحرير والاستقلال وأحرقوا صور أحدهم وهي لم ترفع له إلا صورة واحدة في جميع ساحات الجنوب ولم توجد له صورة في الضالع ولكنهم اهتموا بإحضار صور لهذا الرجل من خارج الضالع ليعبروا عن ما في نفوسهم من حقد وأي حاقدين لم يرجوا منهم الوطن خير ومن فعلوا ذلك هم ليس حريصين على وحدة الصف الجنوبي ومع جزيل احترامنا لأبناء الضالع الأشاوس الذين يعملون ليل نهار على لمَّ الشمل الجنوبي ووحدة الصف الجنوبي وكذلك لهم حضور كبير من الوهلة الأولى للثورة علينا جميعاً أن نعي ونفهم ما نقول .
كانت القضية الجنوبية رغم مليوناتها الضخمة ورغم اللقاءات العديدة لقياداتنا مع بن عمر ومع مسئولين أوربيين لم تذكر في أي تصريح لهؤلاء الأمميين أو الأوربيين وأخيراً جاء بانكيمون إلى صنعاء في خضم المليونيات الجنوبية ولم يتطرق حتى إلى ذكر القضية الجنوبية وعندما انضموا للحوار من أجل تقرير المصير عدد من رجال الجنوب أوصلوا رسالة قوية تحولت إلى صرخة مدوية في أذن المجتمع الدولي وفي أذن الأمم المتحدة بالذات وبعد هذا سمعنا بن عمر وهو يقول بالفم المليان (شعب الجنوب وقضية الجنوب وهذا تلميح بدأ يقترب من قراري 94م الخاص بقضية الجنوب ) نعتبر هذه رسالة للمتحاورين في صنعاء أقوى من مليونياتنا وأقوى من اللقاءات الذي حصلت لقياداتنا مع بن عمر وغيره..
وكلكم سمعتم كلام نائب السفير الألماني عدة مرات يقول لا يوجد احتلال والآن هل أزعجنا هذا التقدم النسبي الذي حققوه هذه الرجال في حق القضية الجنوبية على المستوى الدولي فيا ليتنا نعرف ما هي الجريمة الذي يستحقون عليها المحاكمة ومن جانب آخر جميعنا يعرف أن الجنوبيين كثير في مؤتمر الحوار انضموا من أجل إصلاح مسار الوحدة وبعضهم لم يتكلم كلمة واحدة لصالح القضية الجنوبية ولم نهددهم بمحاكمة ولم نحرق صورهم ما هذا يا من تحلمون بحكم دولة الجنوب القادمة .
نحن من كل ساحات الجنوب نؤكد أننا جنوبيون متواجدون في أكثر من 38 ساحة خرجنا من أجل تقرير المصير ولا يمكن نعود إلى بيوتنا إلا باستعادة دولة الجنوب كاملة السيادة
ومن جميع ساحاتنا نؤكد بأننا لم نكن تابعين لأحد ولم نخرج إلى الساحات بأمر من فلان أو علاّن وكل من شارك في النضال العمل السياسي هم أهلنا وذوينا ولا يمكن نخون أحداً منهم ولا نتهمه ومن كتب له النجاح وجاب لنا استقلالنا كان من الداخل أو من الخارج فنحن نرحب به وسنحمله على أكتافنا وما أشبه اليوم بالأمس عندما كان محمد علي أحمد محافظاً لمحافظة أبين أحدث تنمية نسبية تمثلت في مشاريع إسكان في المخزن وباجدار وملعب الشهداء لكرة القدم وساحة الشهداء ومشروع جبل خنفر ومشروع إسكان قوامه 500 منزل بالمراقد وهذا المشروع هو الذي أثار حفيظة الحاقدين وقعت الإنشاءات عقد بإنشاء 255 منزل ووقع الأحمدي عقد بإنشاء 245 منزل وهذا مشروع كان على وشك البدء فيه إلا أنها جرت الرياح بما لا تشتهي السفن، هذه المشاريع لم تكلف دينار واحد من خزينة الدولة كلها بجهود وتحركات محمد علي أحمد الذاتية لكن أحسدوا محمد علي لأنه انتشر له ذكر طيب بين الناس لحسن عمله ومعاملته في قوانين الدولة قرروا إفقار البلاد والعباد قرروا وقف أي تنمية محمد علي أحمد بإحداث هذه التنمية في أبين صار مجرم في نظرهم بدل ما يقولون للمحافظين في المحافظات الأخرى شوفوا محافظ أبين كيف يشتغل اشتغلوا مثله واستفيدوا من خبرته لا .
أوفدوا إلى أبين صالح مصلح قاسم المريسي قالوا مهمتك تروح أبين وتقنع محمد علي أحمد بوقف أي عمل وأي مشاريع وقف نهائي تحرك صالح مصلح وجلس بأبين أكثر من عشرة أيام يناقش ويحاور حول المهمة الذي تكلف بها لكن أن مصلح بالتالي اقتنع بأنه يجب على كل محافظ في المحافظات الست أن يتحرك ويشتغل مثل ما يشتغل محمد علي عاد مصلح إلى عدن وبعودته حصل اجتماع استثنائي شبه طارئ مباشرة ماذا جبت من أبين قال أنا اقتنعت بما أنجزه محمد علي في أبين مشاريع وطنية أنجزها محمد علي ولو حصل وطرده النظام بايرحل ولا يحمل معه أي مشروع في جيبه وهذه المشاريع أنا سميتها مشاريع وطنية ،
شايع أخذ مسدسه من حقيبته قبل أن يتحدث قال أرسلناك تغسل مخ محمد علي فغسل مخك محمد علي سيقتل من مسدسي هذا وما الذي فعله محمد علي حتى نعلن قتله من هذا الموقف وفي اجتماع كهذا لماذا لأنه أنجز مشاريع وطنية ورحل من الجنوب ولم يحمل معه في جيبه مشروع واحد من هذه المشاريع واليوم بانحاكم أصحاب الحوار من أجل تقرير المصير لأنهم أوصلوا رسالة عن القضية الجنوبية لم يستطيع أحد أن يوصل مثل هذه الرسالة.
ختاماً : ما أشبه اليوم بالأمس.