آخر تحديث :الثلاثاء-06 مايو 2025-02:29ص

الدلالات السياسية للصلاة في الاسلام

الثلاثاء - 06 أبريل 2021 - الساعة 05:03 م
أمذيب صالح احمد

بقلم: أمذيب صالح احمد
- ارشيف الكاتب


إذا نظرنا إلى الدلالة السياسية في الصلاة فأن أول شعائر الصلاة هو الأذان الذي يردده المؤذن بأعلى صوته كالآتي:

 

الله أكبــــــــر الله أكبــــــر الله أكبــــــر الله أكبـــــــر

أشهــــدُ أن لا إلـه إلا الله أشهــــــدُ أن لا إله إلا الله

أشهدُ أن محمد رسول الله أشهدُ أن محمد رسول الله

حــــي علــــــى الصـــــلاة حــــي علـــــى الصــــلاة

حــي علـــــى الفــــــــلاح حـــــي علــــى الفـــــلاح

الله أكبـــــــــــــــــــــــــــر الله أكبــــــــــــــــــــــــــــر

لا إلــــــــــــــــــــــــــــــــــه إلا الــــــــــــــــــــــــــله

فلما أقام الرسول (ص) أول صلاة رسمية في مكة بعد إنتصار المسلمين على المشركين فيها أمر بلال بن رباح وهو عبد تحرر بالإسلام بالصعود على الكعبة ليؤذن بالناس ، وعندما طلب أحد أبناء قريش القيام بالأذان رفض الرسول ذلك ، وأصر على بلال ، مستنكراً بذلك الجاهلية القبلية وعبودية الإنسان للأخر ، ومؤكداً بذلك المساواة بين الناس في الإسلام، وعدم التفضيل بينهم إلا بالتقوى.

 

والأذان هو دعوة بالولاء للإسلام عقيدة وشريعة والتذكير به خمس مرات في اليوم, فهو يحتوي بإيجاز شديد على أركان الإسلام الأساسية من الشهادة بوحدانية الله أولاً ، ثم بالرسالة التي جاء بها محمد "ص" ثم بالدعوة إلى الصلاة ، ثم بالدعوة إلى الفلاح ، وأخيراً بتأكيد الشهادة لله ورسوله .

والفلاح جاء في القران الكريم في عشرات الآيات للدلالة على مختلف مبادى الشريعة الإسلامية ،فالفلاح يعني الإيمان المطلق بالإسلام من ذكر لله وصلاة وعمل صالح وطاعة لحكم الله والرسول ، وأمر بمعروف ونهي عن منكر وتقوى وجهاد وزكاة وإنفاق وفعل الخير وتوبة وتجنب عن الظلم والكفر والزندقة والإجرام والشيطان ، بل إن الفلاح هو دخول الجنة لمن ثقلت موازين حسناته وأعماله الصالحة ، والأذان يبدأ بالتكبير وينتهي بالتكبير مذكراً الناس بأن الله أكبر من في الوجود ،فلا يغرنكم من يجلس من الحكام فرحاً على عرشه، أو من يمشي في الأرض مختالاً فخوراً من المترفين المفسدين.

وبعد كل أذان تقام صلاة ، وهناك خمس صلوات في اليوم الواحد ،أولها تقام في الفجر وأخرها في العشاء ، فللصلاة مقاصد عدة:

(أولهما): الإلتزام بذكر الله وعبادته وطاعته: وتجنب الوقوع في طاعة الطواغيت على الارض، فهم في صلواتهم يطأطؤون رؤوسهم ويركعون ويسجدون لله أكثر من سبع عشرة مرة في اليوم، معلنين أن لا أحد أكبر من الله في الوجود، ومسبحين بمختلف أسمائه الحسنى ،بحيث لا يسمح للشيطان أن ينزغ بذكر طاغوت مخلوق منافس لربهم الأعلى في نفوس ضعفاء الإيمان منهم، لأن الصلاة تقوي شعور الإنسان بالحرية والعزة والكرامة .

فالمسلم في صلاته يكبًر لله في كل ركعة ،ويسبح لله في كل قومة من الركوع ، فإيمانه العميق بربه يقول له لا تركع لغير الله الذي لا أحد أكبر منه .

(وثانيهما): التأكيد الدائم على المساواة بين الناس : فالناس في صلاتهم يتراصون صفوفاً في الصلاة ،كل كتف بجانب أخيه لا يميز بينهم بسبب اللون أو الجنس أو العرق أو النسب أو الفقر أو الغنى ، يؤدون جميعاً شعائر الولاء والطاعة من دعاء وركوع وسجود وتسبيح بطريقة واحدة لربهم العلي القدير، الذي قال لهم أن الناس قد خلقوا من نفس واحدة ، وأن أكرمهم عند الله أتقاهم ،فلا تفضيل إذن بين الناس إلا بالتقوى ،أي مدى الالتزام بأوامر الله في الحلال ونواهيه في الحرام ، وما أمر به من معروف ونهى عنه من منكر. وبما أن الاذان يستدعي الناس للصلاة من الفجر الى العشاء خمس مرات في اليوم للمثول أمام الله للعبادة والخشوع فانه يقطع على الانسان المسلم انعزاله او ابتعاده عن الناس او انشغاله بأمور الدنيا من مال او جاه التي قد تشعره بالاختلاف والتميز والاستعلاء ليجد نفسه بين اخوانه عبدا راكعا خاشعا لا يختلف عن غيره ولا يستطيع التعالي على أحد أمام ربه. ان الزام المسلم بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والتشاور في امور الدنيا يؤكدان مبدأ المساواة بين الناس في الحقوق والواجبات، وهي منحة ربانية من الله ، وليست مكتسبة من أي مخلوق أخر في الأرض، مما يشعر الفرد المسلم بأنه لاحق لأحد في الوجود أن يطغى أو يتجبًر عليه أو على غيره من الناس.

ان حق المساواة الذي قرره الاسلام يعتبر ام الحقوق الانسانية فمنه تنطلق كل الحقوق الانسانية الاخرى. فحق الحرية الذي يتغنى به الغرب هو فرع ناشىء من حق المساواة وليس العكس. لأن المساواة بين الناس تشعر كل انسان بنفس الحرية. ان حق المساواة يقيد حق الحرية لأي فرد في التمرد على حق المساواة بين الناس, فالذين يجعلون حق الحرية حقا رئيسيا يهدفون الى جواز تمردهم على المساواة بين الناس بدعوى حريتهم الفردية التي قد تتجاوز حقوق الاخرين. اما المساواة فتقتضي أن الناس يتمتعون بنفس الحقوق والواجبات. ان الحرية حق من الحقوق فقط واذا تجاوزت حدودها فانها قد تخترق حقوق الاخرين وواجباتهم. فالعدل ينبع من حق المساواة وليس من حق الحرية كما أن مكارم الاخلاق واحترام حقوق الاخرين تنبع من الايمان بالمساواة وليس من الايمان بالحرية. اما اختراق القوانين والاعراف والاعتداء على حقوق الاخرين واستعبادهم فانها امور تصدر عن سوء استعمال لحق الحرية. ان الأنانية والجشع والاستغلال وارتكاب المعاصي والمنكرات لاتصدر عن الايمان بحق المساواة ولكنها تصدر عن الايمان بالحرية التي تجيش بها النفوس الوالغه في فرديتها. ان الاسلام قد جعل التميز والافضلية للتقوى في المساواة بين الناس لأن جانبا من التقوى هو امتناع الانسان عن الاضرار والايذاء بالاخرين وفقا لاوامر الله ونواهيه ورسوله الكريم الذي يؤدي في النهاية الى احترام حقوق الاخرين والمساواة بهم. ان الناس يطمئنون الى اتقاء شرور المؤمن بحق المساواة غير انه لايمكنهم الاطمئنان الى اتقاء شرور المؤمن بحق الحرية التي تتدافع خلفها أهواء الانسان ورغباته ونزغاته. ان التقوى تؤكد حق المساواة التي هو مصدر جميع الحقوق الانسانية. فالشعور بالمساواة والشعور في ذات الوقت بالإشتراك في شريعة إجتماعية وإقتصادية وسياسية بين المصلين يؤدي إلى التقارب والتواد والأخوة ، والله قد قرر ذلك في قرانه العظيم بأن التاس اخوة ومتساوون عنده فهو يؤكد المساواة في هذه الآيات بمستوياتها المختلفة على النحو التالي :

 

: ((يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيرًا وَنِسَاء وَاتَّقُواْ اللّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا (1) ))سورة النساء.

في هذه الأية يؤكد الله على المساواة النابعة من خلق الناس رجالاً ونساءاً من نفس واحدةً أي من أصل واحد ، وللحفاظ على هذه المساواة بين الناس وحمايتها ، أمر الناس بالتقوى ، لأن التقوى تمنع الإعتداء على هذه المساواة ، فأتباع أوامر الله في كل معروف ، وتجنب كل منكر تحقق المساواة بين الناس ، فالله كرم الإنسان بالعقل من بين مخلوقاته وفضله عليها وأمره بإستعمار الأرض حسب أوامره ونواهيه.

أما الحيوانات التي خلقت من أصل واحد فهي لاتحترم المساواة بينها ، فالأقوى والأمكر قد يحتكر الطعام أحياناً وقد يحتكر ملكية الأرض وقد يحتكر حق التناسل أيضاً ، بل قد يتمادى في قتل الأخرين ..فغرائزه تتحكم في مصالحه .

ولما كان الإنسان يسعى للمفاضلة والتميز بينه وبين الأخرين ،فقد جاءه الآية التي تسمح للإنسان بالتفاضل والتمايز عن غيره ، قائلةً ((يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ)) (13) سورة الحجرات.

فالله هنا يساوي بين الرجال والنساء ، وبين الشعوب والقبائل ، وهي الكثل الإجتماعية المختلفة ، ويجعل المفاضلة بين الجميع في تكريم من يعمل لمصلحة الجماعة ، فالتقوى هدفها الأساسي هو تحقيق مصلحة الناس جميعاً ، لان الثقي من الناس يحترم حقوق الأخرين ، ويعمل لتحقيقها وفقاً للأخلاق الإسلامية .

تم أنتقل الإسلام للحديث عن المساواة بين الأفراد حسب الفوارق الفردية بينهم ، فيقول الرسول الكريم (( ياأيها الناس ألا أن ربكم واحد ،وأن أباكم واحد ، ألا لا فضل لعربي على أعجمي ، ولا لا أعجمي على عربي ، ولا لأحمر على أسود ، ولا لاسود على أحمر إلا بالثقوى )).

وهنا ركز الإسلام على المساوة بين الناس حسب أجناسها وعلى المساوة بين الناس حسب أولوانها ، لانهم من أب واحد ، ومحكمون برب واحد ، وجعل المفاضلة بينهم بالثقوى فقط .

ولم يكتف الإسلام بتقرير المساواة بين الشعوب والقبائل وبين الأجناس والألوان ، ولكنه كلف جميع أفراد المجتمع المسلم جمعاً وفرداً بتنظيم إستعمار الأرض ، وتطوير الحياة البشرية ، كما جاء في أيات الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، فهو يقول في بعضها [ ال عمران 104- 110 التوبة 71 الحج 41] .

ففي هذه الأيات يقرر الله مسألتين في المساوة ، الأولى أن الأمم تتساوى أمامه ، والأمة الإسلامية هي خير الأمم حين تلتزم بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، والثانية أن المجتمع المسلم وجميع أفراده من الرجال والنساء يتساوون في تحمل مهام وصلاحيات الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، أي أن الأمر بالمعروف يقتضي إستعمار الأرض وبناء المجتمع والدولة الإسلامية وفقاً لمصالح المسلمين ، وهو مايستدعي حق كل شخص المشاركة في سلطات التشريع والقضاء والتنفيذ ، وجميع ماتسلتزمه المصالح العامة للناس من الإدارة والعمل .

أما مسئولية النهي عن المنكر فأنها تتطلب من كل فرد في المجتمع والدولة أن يشارك في الرقابة والتوجيه والمراجعة لكل الأعمال المتعلقة بالمصالح الإجتماعية للناس .

فالتكليف الإلهي بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر هو فرض كفاية على المجتمع ، وفرض عين على كل مسلم بنفس الوقت ، ولكن الأمة الإسلامية لم تجد من حكامها ودولها الرغبة أو القدرة على تطبيق هذا المبدأ الإسلامي العظيم تطبيقاً عملياً وفقاً للشريعة الإسلامية في الظروف المختلفة لأسباب تاريخية كثيرة .

 

(وثالثهما): التأليف بين قلوب المسلمين: إن الصلاة تجمع المسلمين في المساجد والمصليات للتعارف والتقارب والتأخي ـ والإنخراط في حركات منتظمة لأداء شعائر العبادة- وإقامة الصلات بالله واقامة الصلات بين المسلمين.

فالله قد جعلنا شعوباً وقبائل للتعارف ، وهذا التعارف يبدأ بمعرفة من حولك من الناس ثم يتطور إلى تشاور وتفاهم حول القضايا والمسائل المشتركة بين الناس ، فيتفق على تقاليد وأعراف وقواعد معينة ، تحكم العلاقات وتحدد الحقوق والواجبات بين الأطراف المختلفة ، وتنظم العلاقات والمعاملات وطرق حل الخلافات والنزاعات ، ومع تطور المجتمعات في شكل دول تطورت الأعراف إلى دساتير وقوانين ، فالتعارف يفرض على الناس التشاور دائماً في أمور الدنيا والدين ، إن التشاور مبدأ أصيل قرره الله في كتابه العزيز كركن من أركان الشريعة الإسلامية في إدارة المجتمع والدولة ، فألزم الإسلام كل مسلم بأن يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر ، أي أنه ملزم إجتماعياً بالمشاركة في إدارة المجتمع المسلم، وفقاً للقيم التي جاءت بها شريعة الإسلام التي هي إنسانية في الأساس فيما يتعلق بما تعارف عليه المجتمع المسلم من القيم العامة التي تنظم حياة الناس وتحكم حقوقهم وواجباتهم وأصبحت في حكم "المعروف والمنكر شرعا".

 

و(رابعهما): التطهر الروحي والبدني: فرضت الصلاة خمس مرات في اليوم، ووزعت على فترات محددة طوال النهار ، أولها صلاة الفجر التي تبدأ صباحاً مع إنتهاء ظلام الليل ، حين تستيقظ معظم الكائنات ،ويكون الإنسان قد أمضى ليلة من النوم والإسترخاء فيستقبله ربه مذكراً إياه بمن يعبد وبمن يستعين ، ولمن يركع ويسجد ، قبل أن يكد في طلب رزقه ، ويتكسب من عمله ، بحيث لا تستعبده طواغيت الأرض الذين يتزعمهم الشيطان وأعوانه في الفحشاء والمنكر، ثم يتركه ست ساعات تقريباً للكدح والشقاء حتى يحين موعد صلاة الظهر فيتذكر الإنسان ربه ويعاود عبادته والإستعانة بهوالتعوذ به من الشيطان وأعوانه.

وأعوان الشيطان دائما هم من المفسدين والمجرمين والمترفين والمستكبرين في الأرض ، تم تحل صلاة العصر بعد ثلاث ساعات من صلاة الظهر ، تم تتلوها صلاة المغرب بثلاث ساعات تقريباً ، وتنتهي الصلوات الخمس بصلاة العشاء التي تحل في أول الليل .

فهي وإن كان هدفها الأساسي التطهير الروحي الدائم للإنسان طوال اليوم بإقامة صلته وعلاقته برب العباد ، وتجنيبه الوقوع فريسة للشيطان وأعوانه ،وخاصة حينما تخف مشاغله في النصف الثاني من النهار، إلا أنها تحثه على طلب الرزق في أول النهار .

أن التطهر الروحي الذي يحس به الإنسان من خلال الصلاة يشعره بالراحة والإسترخاء ولقد كان الرسول الكريم يقول لسيدنا بلال أرحنا بالصلاة يابلال حين يطلب منه الأذان، والإسلام لم يكتف بدوام التطهر الروحي للمسلم ، ولكنه أرفقه بتطهر بدني في كل صلاة من خلال أركان الوضوء وشروطه الذي يجعل المسلم الصحيح نظيفاً على الدوام .

فالوضوء يشمل جميع أطراف الإنسان التي تتعرض للأوساخ المختلفة ، أن الصلاة تطهر الإنسان من الأدران والأوساخ الروحية والبدنية في أن واحد..

(وخامسهما): المسجد منبر للسياسة الشرعية:

ان وجوب صلاة الجماعة في الاسلام قد اوجبت اقامة المساجد لتأدية هذه العباده التي تقرأ فيها بعض من رسالة الاسلام بالاضافة الى شرح وبيان لها في صلاة يوم الجمعة. ولما اقام الرسول اول دولة للاسلام في المدينه جعل من المسجد مركزا لنشر وتوضيح سياسة الرسالة الاسلاميه في مختلف المجالات. فعقدت في المسجد مجالس شورى ومجالس علم كما استخدمت داراً للقضاء ، وداراً لتوزيع الصدقات ، وداراً لاستقبال الوفود ، وداراً للرعاية الاجتماعية ومأوى للغرباء من ابناء السبيل ، ومركزاً للمداواة والاسعاف ، ومركزاً إعلامياً للدفاع عن سياسات الرساله الاسلاميه التي جاء بها القران امرا بكل معروف وناهيا عن كل منكر في جميع العلاقات الاجتماعيه والاقتصادية. ان مضمون الصلاة ليس هو العبادة لله فقط مالم تنقل شريعته ككل وتجسد عمليا في حياة المجتمع الاسلامي روحيا وماديا من خلال التنفيذ العملي كما كان الرسول يقوم بتطبيقها تدريجيا مع نشوء دولته الوليدة. فالعبادة والسياسة في الاسلام لاتنفصلان.

وعليه فان قضايا الناس وخاصة العامة منها في النظام الاسلامي يجب ان يتشاور حولها المعنيون من اولي الامر حسب درجاتها مع جموع المواطنين بالمساجد بصفة منتظمة حتى يتمكنوا من توضيحها وشرحها للناس وحتى يعرفوا رأي الناس في طرق حلها لأن المساجد هي المقرات الجماهيرية الدائمة التي يمكن لولاة الامور من كافة المستويات وبكافة الدرجات أن يلتقوا فيها بالناس للتوعية وتبادل الآراء والمحاسبة الشرعية. فالخلافة الراشده في الاسلام لم تنحرف الا حينما ابتعد أهل السلطه عن المسجد نحو الدور والقصور قاطعين علاقتهم اليوميه بالناس بينما الرسول الاعظم أقام منهج دولة الاسلام على العلاقة العضوية بين العبادة والسياسة بطريقة حيوية وهو ما ينبغي النهوض به بطريقة خلاقة معاصرة اليوم.

7/4/2021