قال تعالى: *إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ* عن مجاهد رضي الله عنه قال: ذكر النبي-صلى الله عليه وسلم- رجلا من بني إسرائيل لبس السلاح في سبيل الله ألف شهر،فتعجب المسلمون من ذلك؛ فأنزل الله الأيات *إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ*
قال: قال أي الرسول-صلى الله عليه وسلم-: خير من التي لبس فيها السلاح ذلك الرجل. وفيه إشارة إلى فضل ليلة القدر ومكانتها فهي ليلة فيها من الخير والبركة ماهو خير من ألف شهر وجهاد فيه في سبيل الله.
وقد اختلف أهل العلم في أي ليلة هي ليلة القدر في أكثر من أربعين قولا كما قال ابن حجر العسقلاني رحمه الله في فتح الباري 309/4. وذهب الأكثرون إلا أن الأقرب أنها في العشر الأواخر من رمضان لقوله صلى الله عليه وسلم تحروا ليلة القدر في الوتر من العشر الأواخر. والأصل أن تلتمس ليلة القدر في كل ليلة من رمضان من أول يوم إلى آخره وماذكر اليوم السابع والعشرين إلا لأنها نزلت على بعض الصحابة فيه فنقلوها نقلا قبل الأمر بكتمانها، وكذلك رؤي غير هذا وقد سبق وذكرت ما قاله ابن حجر باسناده أنها فيها أكثر من أربعين قولا كلها تدور حول أيام شهر رمضان.
علامات ليلة القدر
يكون الجوء مناسبا، تنزل فيها الطمأنينية والسكينة التي تتنزل بها الملائكة، تطلع الشمس في صبيحتها صافية لا شعاع قوي لها.
وقد ورد في هذا أحاديث أختصر منها: عن ابن عباس رضي الله عنه قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ليلة القدر ليلة سمحة، طلقة، لا حارة ولا باردة، تصبح الشمس صبيحتها، صعيفة حمراء. ذكره البزار1034 وابن خزيمة 232/3
وعن أبي بن كعب أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: صبيحة ليلة القدر تطلع الشمس لا شعاع لها، كأنها طست، حتى ترتفع. رواه مسلم 1174.
هذا والحمد لله رب العالمين