آخر تحديث :الجمعة-16 مايو 2025-09:49م

رمضانيات(2) أية وتفسير8

الثلاثاء - 20 أبريل 2021 - الساعة 09:45 م
أ/أمين بن عادل

بقلم: أ/أمين بن عادل
- ارشيف الكاتب


 

قال تعالى: *ويْلٌ لِلْمُطَفِّفِينَ*
سورة المطففين (آية 1)
عن ابن عباس رضي الله عنه قال: لما قدم رسول الله-صلى الله عليه وسلم- المدينة، كانوا من أخبث الناس كيلا، فأنزل الله تعالى: *ويْلٌ لِلْمُطَفِّفِينَ* فأحسنوا الكيل بعد ذلك. أي بعد زمن من نصحهم وبيان الأمر لهم.

وقال القرطبي في تفسيره للأية: كان بالمدينة تجار يطففون، وكانت بياعاتهم كشبة القمار: يراد منه، بيع المنابذة، والملامسة، والمخاطرة، وهي بيوع معروفة في كتب الفقه، قال: فخرج رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إلى السوق وقرأها *ويْلٌ لِلْمُطَفِّفِينَ، الَّذِينَ إِذَا اكْتَالُوا عَلَى النَّاسِ يَسْتَوْفُونَ،وَإِذَا كَالُوهُمْ أَوْ وَزَنُوهُمْ يُخْسِرُونَ،أَلَا يَظُنُّ أُولَٰئِكَ أَنَّهُمْ مَبْعُوثُونَ،لِيَوْمٍ عَظِيمٍ، يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ* سورة المطففين 1-6.
وقد جاء في تفسيرها أذكره مختصرا: قال تعالى: *ويْلٌ لِلْمُطَفِّفِينَ*، أي عذاب شديد أليم لهم، وقيل ويل هو اسم واد في نار جهنم يعذب به الكافرون، وعلى كل حتى لو كان ويل واد في جهنم ففيه يقع العذاب الشديد الأليم،
*الَّذِينَ إِذَا اكْتَالُوا عَلَى النَّاسِ يَسْتَوْفُونَ* وسبب هذا العذاب أنهم يغشون المؤمنين والناس ويستوفون حقوقهم ويأخدون أموالهم غشا وباطلا ويدخل فيه كل من غش المسلم في جميع الأمور، *وَإِذَا كَالُوهُمْ أَوْ وَزَنُوهُمْ يُخْسِرُونَ* ويبخسون الناس في الكيل والميزان ظلما وعدوانا فيتلاعبون في الميزان عمدا، وهذه ليست من أخلاق المسلمين ،أَلَا يَظُنُّ أُولَٰئِكَ أَنَّهُمْ مَبْعُوثُونَ،لِيَوْمٍ عَظِيمٍ،
تم وجه الله نظرهم إلى أنهم محاسبون عن هذه الأفعال وأنها دين عليهم واليوم العظيم هو يوم القيامة، *يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ* فيه يقوم الناس لرب العالمين خاصعين.

وفي الأية تحذير شديد بالعذاب للذي يخدع المسلمين ويغشهم في الكيل والميزان، وفي الأية بعد نفسي عميق وترسيخ لقيم الإخوة فعندما لا يغش المسلم أخاه المسلم ويقدمه على نفسه بالإيثار، وكذلك جملة وصايا النبي -صلى الله عليه وسلم- التي تدعوا لإن يكون المسلمون على قلب رجل واحد في دعوتهم إلى الله وفي جهادهم إليه، كل هذا يرسخ محبة الأخ لأخيه فيكون حصنا مجتمعيا قويا ومنيعا لا يقدر عليه الأعداء ويحافظ على أوطان المسلمين ومن يعيش معهم من غير المسلمين تحت سقف العدالة المجتمعية.