آخر تحديث :الجمعة-16 مايو 2025-07:58م

رمضانيات(2) أية وتفسير10

الخميس - 22 أبريل 2021 - الساعة 06:38 م
أ/أمين بن عادل

بقلم: أ/أمين بن عادل
- ارشيف الكاتب




قال تعالى: *أَلْهَاكُمُ التَّكَاثُرُ ،حَتَّىٰ زُرْتُمُ الْمَقَابِرَ* سورة التكاثر 1،2 ومما جاء سبب نزول وتفسير هذه الأية أذكره مختصرا: قال مقاتل والكلبي: نزلت في حيين من قريش: بني عبد مناف، وبني سهم، تعاند السادة والأشراف أيهم أكثر، فقال بنو عبد مناف: نحن أكثر سيدا وعزا وعزيرا وأعظم نفرا، وقال بنو سهم، بل نحن أكثر سيدا وعزا وعزيرا وأعظم نفرا، وقالوا نعد، فعدوا الأحياء فكثرهم بنوا عبد مناف، فاغتاظ بنوا سهم وقالوا: نعد موتانا فهم منا، فذهبوا للقبور وزاروها، فعدوا موتاهم، فكثرهم بنوا سهم، لأنهم كانوا أكثر عددا في الجاهلية، فنزلت الأيات عليهم: *أَلْهَاكُمُ التَّكَاثُرُ ،حَتَّىٰ زُرْتُمُ الْمَقَابِرَ* يعيب الله عليهم ويوبخهم فكيف صنيعهم هذا وهم يموتون ضلالا وبعدا عن الحق وينشغلون بهذه الأمور،

وقيل نزلت الأية في اليهود ما استجابوا لدعوة النبي -صلى الله عليه وسلم- وانشغلوا بأيهم أكثر عزة وشرفا ومكانة ونسوا الموت والآخرة، وقالوا نحن أكثر مالا وقلاعا وحصونا، وأكثر عددا فألهاهم ذلك عن الحق حتى ماتوا ضلالا كفارا ومانفعهم هذا القول؛

تفسير مختصر للأيات:
قال تعالى: *أَلْهَاكُمُ التَّكَاثُرُ ،حَتَّىٰ زُرْتُمُ الْمَقَابِرَ َّكَلَّا سَوْفَ نَعْلَمُونَ،ثُمَّ كَلَّا سَوْفَ تَعْلَمُونَ،
كَلَّا لَوْ تَعْلَمُونَ عِلْمَ الْيَقِينِ، لَتَرَوُنَّ الْجَحِيم،ثُمَّ لَتَرَوُنَّهَا عَيْنَ الْيَقِينِ،ثُمَّ لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيم* جاء في تفسيرها: عاب الله على قوم تفاخروا بالأنساب قيل أنهم من اليهود وقيل حيين من العرب -كما ورد في سبب النزول مسبقا- حتى من شدة تفاخرهم انشغلوا عن الأخرة ودخلوا المقابر يعدون أمواتهم، فقال تعالى: شغلكم التكاثر بالمال والعدد والأولاد ونعيم الدنيا، حتى زرتم المقابر لعدد الموتى!؟، وكل هذا من نعم الله عليكم وأنتم لا تشعرون، كلا سوف تعلمون ثم كلا سوف تعلمون أي شعور الموت وأن هذا الطريق يقود إلى نار الحجيم، وانكم سترونها بأعينكم يقينا وحقا وصدقا، ثم في ذلك اليوم يسألهم الله عن النعيم الذي كانوا يتفاخرون به أين هو؟ وهل ينفعهم الآن؟.

إضاءات حول الأيات:
كثير من الناس اليوم يفعل ما فعلته اليهود وبني عبد مناف وبني شمس ولكن بأسلوب مختلف، فكثير من الناس منشغل بدنياه غير مهتم بعباداته لا يتذكر الموت ولا يتعظ به، وبعضهم يتفاخر بمكانته وثروته وولده وينسى آخرته أو يتجبر بهذه النعم على خلق الله، وقد يقدم بسببها على المعاصي والرذائل كبائر الذنوب،وكل هذا طريق للجحيم، فهو مسؤول عن هذا النعيم كله أمام الله،وفي الأية توجيه للإنصراف حول عمل الآخرة، وتذكر الموت فهو قادم لا محالة.