محمد عوض عريق العولقي :

من يحتفي ب ٢٢ مايو عن ماذا يحتفل وجغرافيا الشمال ( الجمهورية العربية اليمنية ) ، بيد الطرف المنقلب على دولة الوحدة التي قامت ١٩٩٠م ( الجمهورية اليمنية ) ، ومن المعروف أن مليشيا الحوثي هم جزء لا يتجزأ من مركز المقدس ( الزيود ) ، والحقيقة أن الانفصال وفك الارتباط أبتداء من الشمال ، وذلك بإعلان المجلس السياسي الأعلى لإدارة المحافظات الشمالية عام ٢٠١٦م ، إضافةً إلى ذلك عودة الإمامة وأن كانت بوجه آخر ما يسمى ولاية الفقية وقائد الثورة ..
وهذان الأمران بحد ذاتهم هما السبب الشرعي للتفكير لأبناء الجنوب للعودة إلى فك الارتباط عن الشمال ، خصوصاً أن معركة تطهير جغرافيا الشمال من براثن الكهنوت والتخلف من مليشيا الحوثي والخلاص منهم أصبح وأمسى صعب التحقق والمنال ..
ومما لا شك أن هناك رضاء لما يفعله الحوثي في المحافظات الشمالية من قبل بعض من ينتمي إلى الشرعية ( الإخوان - الزيود ) ، ولم تحدث هناك مقاومة وانتفاضة في الشمال بمعناه الحقيقي بأستثناء محافظة مأرب التي يمثلها قبائلها الأبطال ، وكذلك أحداث ديسمبر عام ٢٠١٧م من قبل المؤتمر الشعبي العام بقيادة الرئس صالح ، الذي كان شريك لمليشيا الحوثي وهو من أضفاء للانقلاب الحوثي الشرعية ، وذلك بإنشاء المجلس السياسي في صنعاء وموافقة مجلس النواب على هذا الكيان ، وهو الكيان القائم اليوم والذي يطرح شروطه ويفاوض بقوه ويفرضها ..
ولم يكفي ذلك لمن هم في الشرعية بل تم حرف بوصلة الحرب إلى جغرافيا الجنوب ، بمليشيات متطرفة خائنه وغادره ( الإخوان - الزيود - التنظيمات الإرهابية ) وهم ذاتهم من شن الحرب في صيف ١٩٩٤م ، وقدموا الأعتذار عن الحرب الذي شنت في صيف ٩٤م التي وصفت من قبلهم أنها حرب إستعمارية ..
وما يحدث اليوم في الجنوب هو أفضع وأشنع مما حدث في حرب صيف ١٩٩٤م ، فما هي المبررات التي أستند إليها الحاكم الذي أعتذر عن الحرب وأعترف بمظلمة شعب الجنوب ، ولاسيما أن من أعتذر هو من يشُن على الجنوب الحرب اليوم تحت قيادته ، وكذلك القيادة الفعلية لهذا الاجتياح تقع لمن وصفِ أن ما حدث في الجنوب هو أستعمار وليست حرب ما كان يسمى بحرب الردة والانفصال ..
المجلس الانتقالي والمكونات السياسية الجنوبية الأخرى بما فيهم جنوبي الشرعية تقع على عاتقهم مسؤولية وأمانة ، لديهم فرصه تاريخية ومشروعة بإتخاذ خطوات نحو العمل الجدي والصادق المخلص بتوحيد الصف الجنوبي ، بعيد عن المناطقية والجهوية والفئوية التي مزقت شعب الجنوب منذ الاستقلال ، وفي مقدمة ذلك التمثيل العادل في المؤسسات الأمنية والجيش حسب الجغرافيا والسكان والثروة ..
وبما أن المجلس الانتقالي هو متصدر المشهد الجنوبي اليوم خصوصاً بعد أتفاق الرياض ، فمن الواجب عليه المبادرة بكل ما يلزم عمله ويفرضه الواقع ، لإعطاء بعض المحافظات والمناطق المحرومة حقها في التمثيل والتجنيد العسكري ، وعمل تغيير وتدوير كينونة المجلس إذا كانت هناك نيه للوصول نحو الهدف المنشود ...
والحقيقة المُره التي نتابع حيثيات المجلس الانتقالي وسُيرها على هامشها ، أنها هشه وغير سليمة ولن تفيد بل هي ضاره على المستقبل الجنوبي ، ولم نرى إلا عناية بالناطق الرسمي بأسم المجلس وتدويره وتغييره ، ما عدا ذلك فهو راكد وغير مهم ، وكأن هذا المجلس لا يعنيه إلا صياغة العبارات وإصدار البيانات ، التي لا تجدي نفعاً في الوقت الذي نحن في الجنوب في عمل ثوري وليس سياسي نظامي ..
يحدونا الأمل أن تتلاشى كل الاهتمامات الصغيرة وتسقط كل الاعتبارات الهامشية ، أمام المصيرية الوطنية الكبرى ونسمو نحو الأهداف السامية والنبيلة ..
الله الموفق والهادي إلى سواء السبيل ..