د. شمسان عبيد
لأشك بأن الغائب عن الوطن سوى كان مغترب أم طالب متلهف في العودة إلى بلده، وبكل تأكيد أمر العودة وما فيه من شوق للأهل والأحباب والأصدقاء لابد منه مهما تهربنا من وضع البلاد التعيس، خلال فترة دراستي ورحلتي البحثية في جمهورية الهند والذي قضيت فيها ما يقارب الثمان سنوات في دراسة الماجستير والدكتوراه وما رافق هذه الفترة من حروب دمرت البنية التحية وفقدنا فيها خيرة أقاربنا واحبابنا وما تلى هذه الحرب إلى يومنا هذا من محاربة للشعب الجنوبي في مجال الخدمات وافتعال الازمات من قبل عصابة الإحتلال اليمني وفي ظل سكوت دائم للتحالف العربي حيال هذا الأمر، ممكن ألخص ما لاحظت من تغيرات في مجالات الحياة منذو مغادرتي الهند في العام 2013 وعودتي الى أرض الوطن في 17أبريل 2021
- استغناء التحالف العربي عن معظم القيادات الجنوبية أصحاب الخبرة والقيادة وتهميشهم وقطع رواتبهم وبالمقابل تشجيع فئة الشباب والزج بهم في حرب عبثية خارج حدود الجنوب ودفع رواتبهم بالعملة الصعبة، وبالمقابل تهميش ممنهج ضد كوادر التربية والتعليم واكاديمي الجامعات حيث أصبح راتب المعلم في التربية لن يتعدى 60 دولار وراتب الدكتور الجامعي ما يعادل 240 دولار...
- توقيف عملية التوظيف في مجال التربية والتعليم بأوامر حكومية للخدمة المدنية بتوقيف التوظيف الجديد، وتهرب الجامعات الحكومية في المحافظات الجنوبية المحررة في توظيف أوائل الطلاب في ظل صمت وسكوت أصحاب الحق عن المطالبة بحقوقهم الأمر الذي أدى إلى توجه الخريجين في رفد الجبهات بالمقاتلين وما نجم عن هذا الأمر من هروب الطلاب عن مواصلة التعليم، حيث أخبرني بعض الزملاء بأن عدد الطلاب المسجلين في كل كلية تتبع جامعة عدن لا يتعدى الخمسين طالباً في جميع التخصصات......
- كثرة محلات الصرافة والتي لم تخلوا منها أي حارة من الحارات وكذلك محلات بيع الثلج بالإضافة الى كثرة محطات الوقود.....
-السرعة الجنونية لسائقي القاطرات والسيارات رباعية الدفع وكذلك السرعة الجنونية لسائقي الدراجات النارية من قبل أطفال وشباب طائشون لن يأبهوا في خطورتها عليهم وعلى المارة..
- الأمر أشد خطورة على النسيج الأجتماعي الجنوبي فئة الشباب المجندين مع التحالف بدون أرقام عسكرية حيث شمل هذا الأمر أكثر من أربعة أفراد في البيت الواحد وما نتج عنه من إهمال معظم الأباء في الإدارة والمتابعة لأبنائهم حيث سخر معظم هؤلاء الشباب مخصصاتهم المالية في شراء افضل أنواع القات والسجائر والمخدرات حيث أصبح هؤلاء الشباب متمردين عن ابائهم، هذا الأمر لم يعد خطرة على مستوى الأسرة فحسب بل سوف يصل تأثيرة على زعزعة الأمن الجنوبي بشكلاً عام خصوصاً بعد أن تنقطع الصرفة عليهم من دول التحالف......
- لوحظ أيضاً خلال هذه السنوات زيادة مشاكل الأرضي والذي يراهن عليها الإحتلال اليمني وعصابته في ضرب اللحمة الجنوبية وزعزعة الأمن والاستقرار في العاصمة عدن والجنوب عموماً حيث تسعى مايسمى بحكومة الشرعية في تشجيع الباسطين على أراضي الدولة وأراضي المواطنين وهذا يعد أشد خطراً على الجنوب من خطر التنظيمات الإرهابية...
- لا توجد أي رقابة على الصيدليات والمحلات التجارية في أسعار البيع من جهة وفي بيع المواد الغذائية والأدوية التالفة من جهة أخرى...
- تكدس الغمامة في الشوارع الرئيسة وفي الأماكن المخصصة لزراعة الأشجاروبجانب أعمدة الأنارة والذي تعكس مدى وعي وثقافة المجتمع......
-خلال السنوات الأخيرة وجود نهضة معمارية في بعض المدن الجنوبية ولكن يقابلها نقص في الخدمات الأساسية من كهرباء وماء وغيرها.....