عندما يترك جيل كامل ، مقاعد الدراسة ، وتهجر قاعات المحاضرات في الجامعات والمعاهد ، يصبح الوطن غابة ، ويتحول ابنائه إلى وحوش يأكل بعضهم البعض .
ما يجري اليوم في عموم البلاد ، هو تدمير للإنسان قبل دمار البنيان .
استهداف التعليم وتشجيع العملاء واللصوص والخونة واغراء الجهلة للشباب وتجنيدهم كمرتزقة والزج بهم ، في حرب حتما لن ينتصر فيها أحد ، أو بتحشيدهم في مراكز الجهل والغباء والتطرف ،
هو أخطر الأسلحة الفتاكة على المجتمع ، واقوى من كل أسلحة الدمار الشامل المستخدمة في
حرب اجتمع فيها كل شذاذ ٱفاق الكون ، حاملين معهم مطامع كل العصور وأحقاد كل المراحل التاريخية لتدمير وطن تداخلت وتشابكت على رقعته الجغرافية الأطماع الإقليمية والدولية بالمصالح الشخصية ، وحولته الى ساحات حروب بالوكالة لتدمير تاريخه وحضارته ونسيجة الاجتماعي باستهداف إنسانه قبل بنيانه.
اليوم أو غدا ستنتهي هذه الحرب ، وسيحترق كل من اشعل فتيلتها بنيران جرائمه ، ولن يسلم من لظها أحد .
ومثلما احرقت نيران الحقد والمصالح الشخصية هذا البلد ، ومزقته الاطماع الإقليمية العالمية وسحقت كل شيء ودمرت كل جميل فيه ، حتما سيكتوي الجميع بجحيم هذا الغباء .