وطن تتكالب وتتآمر على مستقبله الأعداء وتدمر اقتصاده وتأخذ ثرواته وتذل شعبه عبر ساسة الأحزاب الوكلاء وتمارس شتى أنواع التعذيب والتركيع لأبناء شعبها، فمنذ سنوات وحتى اليوم والشعب يصرخ في المدن المحررة ويتظاهر أمام مقر التحالف العربي المنقذ للبلاد وأمام مقر الحكومة المعنية على اموره، ولكن بحت اصواتهم دون أن تجد صراخاتهم آذاناً صاغية تستجيب لأبسط الأمور من معاناتهم سواءً في الجانب الخدمي أو المعيشي وعلى قول المثل الأبيني الذي يلامس واقعنا ويتداوله الكثير من عامة الناس بعدة مدن "يافصيح لمن تصيح".
يعيش العسكريون منذ أشهر بدون مرتبات ووصل بهم الحد إلى التظاهرات والاعتصامات أمام مقر التحالف العربي بعدن وأمام مقر حكومة المناصفة بمعاشيق ولكن لم يلتفت لهم أحد كثير من الصحفيين الأحرار كتبوا عن حقوق شريحة من المجتمع المدني والعسكري خلال فترة التظاهرات والاعتصامات المطالبة بإصلاح الوضع الخدمي والمعيشي في المدن المحررة ونقلوا صورة واضحة ورسالة إعلامية إلى من يهمة الأمر في الحكومة والتحالف العربي حتى يستجيبوا لهذه الأصوات التي تدعي بمظلومية حقيقية لم تحصل بأي شعب من الشعوب الأخرى على هذه الأرض.
إنما يحصل من معاناة ومن ظلم وقهر وآلام وإذلال لأبناء الشعب ومنتسبي المؤسستين العسكرية والأمنية في بلادنا نقلته الصحف والمواقع الاخبارية ونشرت كلما وثقه كتاب الصحافة والإعلام بأقلامهم من خلال متابعتهم للأوضاع الراهنة والمأسوية السيئة في المناطق المحررة دفاعاً وإنصافاً منهم للحقوق المتمثلة في المرتبات المنقطعة لأشهر وعن الحقوق الخدمية والمعيشية للمواطنين بشكل عام نتيجة لغياب دور الحكومة الفعلي الذي يتتطلع إليه المواطن في هذا الوطن الذي يعاني من ويلات الحروب والأزمات المتتابعة والمتعمدة.
قلة من الصحفيين الذين دوماً ماتبحث أقلامهم عن كسب الأموال وتعمل على تغطية وطمس الحقائق والواقع الذي يعيشه المواطن العسكري والمدني بهذه المدن وتبرر في كتاباتها للأحرف والسطور الهزيلة الكاذبة التي تخطها على صفحات الصحف والمواقع وتصنع لهم الأعذار لكي تجد لهم مخرجاً تجاه ذلك الظلم والفساد الذي يعذبون ويعاقبون به أبناء هذه المناطق دون أي أسباب تذكر سوى أن يقضوا ويحققوا مآربهم السياسية على حساب البسطاء من المدنيين والعسكريين لإرضاء الجهة الممولة لهم التي يأتمرون لها.
لقد أثبتت ذلك الواقع وتحدثت عنه تقاريراً دولية بأن شعبنا يواجه أسوأ كارثة إنسانية وفقراً مدقع على مدى هذه السنوات الـ 7 بسبب السياسات الممنهجة والحروب التي دمرت البلد من قبل أطراف سياسية عبر قلة قليلة من المسؤولين في الحكومات المتعاقبة على الشعب مسبقاً حيث إن الجهات الدولية وأبناء المناطق المحررة لايزالون يعقدون الآمال والطموحات على حكومة المناصفة المشكلة من 24 وزيراً لانتشال الوضع المأساوي الذي تمر به بلادنا، ويرى مراقبون ومحللون سياسيون واقتصاديون بأن اتفاق الرياض أتى لدرء الفتنة وانقاذ مايمكن إنقاذه في هذه المناطق ولم الشمل لمواجهة المد الحوثي شمالاً، ولكن الحال يبدو إنه سيظل مثل ماهو بل أكثر تعقيداً، حسب مايراه الجميع.