آخر تحديث :السبت-07 يونيو 2025-06:46م

الانتقالي جنوباً .. كيف يمكن تجنب المتملقين؟! 

السبت - 18 سبتمبر 2021 - الساعة 11:43 ص
عدنان حلبوب

بقلم: عدنان حلبوب
- ارشيف الكاتب


يخبرنا سكرتير الدولة ابن فلورنسة الإيطالية وصاحب كتاب "الأمير" نيقولا ماكيافللي بأنه " ينبغي على الأمير أن يكون سائلاً محنكاً ومستمعاً متأنياً لما يسأل عنه، وأن يغضب ممن يحجم عن ذكر الحقيقة المجردة، وكما هي تماماً وهو يحدثه. ويخطئ من يظن أن الأمير الحكيم حكيم بسبب طبيعته الشخصية فقط، لكن ذلك يرجع أيضاً للمستشارين المحيطين به".

من مدخل عرّاب علم السياسة وقوة السلطة ودهاء القائد لما يُحاك حول الدولة من دسائس ومؤامرات ما تنتهي بسقوطها واندثارها لأسباب وعوامل داخلية بدرجة رئيسة ، وهنا يجب على الرئيس أو القائد تدارك المخاطر التي تتسبب في ضياع الدولة، وافتراضاً قد ينطبق  التشبيه والمقارنة في الحالة الجنوبية من ضياع وفقدان المكاسب الوطنية التي تحققت عقب 2015م على المستويين العسكري والأمني 

تسابقت بيانات التأييد لقرارات رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي عيدروس الزُبيدي عشية الأربعاء الفائت معتقدة تلك الهيئات والشخصيات المنضوية في وحدات الانتقالي بإنه من واجبها لأن تسارع وتدعم ما جاء من جملة نقاط أهمها فرض حالة الطوارئ على جغرافية إقليم الجنوب ورفع الدرجة القصوى لمواجهة الخطر الحوثي حدوداً وكبح القلاقل داخلياً في تسييس فاضح من أعداء القضية لضربها من العُمق 

فهؤلاء السياسيين قد لا يدركون أو يفرّقون بين التنظير والممارسة السياسية كنشاط يمارس، بما معناه أن تكون جزء من المسؤولية التي تضطلع بواجبها وتقوم بمهامها بمنهجية وعلم دولة بعيداً عن منافسة الأفراد في السلوك والتفكير العفويين، غافلين عن براغماتية أن السياسة قائمة على المصلحة القومية وأن المثالية مستبعدة من قواميس النظام العالمي المعاصر وتصبح لا قيمة لها في العلاقات الدولية وصنع القوة.

هل يستوعب الساسة والإعلاميين والقانونيين والاقتصاديين والعسكريين داخل دوائر وهيئات الانتقالي بأن بيانات التأييد عند كل مناسبة يضعهم في موضع التملق والفشل، سيما وهذا العمل يصبح تكراراً وغير ناضجاً لتظل العقول تقليدية سياسياً ولامجال للإبداع  يُذكر وما هو مأمول منهم للمجتمع بوصفه وعاء السياسة؟!