آخر تحديث :الأحد-17 أغسطس 2025-09:44م

الخفايا المكشوفة !

السبت - 23 أكتوبر 2021 - الساعة 03:16 م
وحيد العبسي

بقلم: وحيد العبسي
- ارشيف الكاتب


قُسمت محافظة تعز  إلى ثلاث مناطق ،إدارية وعسكرية ،يقع الجزء الأكبر الذي يتواجد فيه النشاط التجاري تحت سيطرة حكومة صنعاء ،ومفتوح على محافظات أخرى ،والجزء الثاني تحت سيطرة حكومة عدن شكليًا! ويعاني من وضع أسوأ من في المحافظة فيما يقع الجزء الثالث :المخا وباقي المديريات الساحلية تحت سيطرة الإمارات ويشكل (%45)من إجمالي مساحة محافظة تعز.

وصل وفد يمثّل الإمارات عبر وكلها "طارق صالح "الى السلطة المحلية في محافظة تعز التي لازال موقفها ضبابي حول ما يدور في المحافظة

مهمته الوفد عرض مساعدة الإمارات عبر طارق عفاش لمواجهة الحوثي كما قيل.

يقال أن الإمارات لن تقدم لتعز أي مساعدة إلا عبره أي طارق صالح .

يحاصر التحالف تعز اقول ذلك ليس بلغة دبلوماسية ،هناك مجموعة من الحقائق تبدو واضحة للعيان، ليس في تعز وحدها بل في محافظات أخرى ايضًا.

يقال أن في السياسة لا توجد مسلمات ولا ثوابت ،وإنما توجد مصالح ولو مع الشيطان لكن مايدور ،حول  تعز ليس في سياق ،المصالح وإنما لإقعها في قبضة الإمارات وذلك سيقضي على حرية  الرأي والتعبير عن مشكلات اليمن والمشروع الوطني الذي لازال ينبض من هناك ،وسيصمت الجميع بعد ذلك، يكفي أن نشاهد مناطق سيطر عليها التحالف، فتحوّلت فيها الإشكاليات من البسيط الى المركبة ومن التعقيد إلى الأشد  تعقيدًا.

حولت الإمارات منذُ سنوات إنشاء أحزمة أمنية في تعز لكنها فشلت، أما الخطابات والترنيم الوطنية التي يردّها طارق صالح ألفناها منه ومن عمه وقادة عسكريين ومشايخ ،مضت بهم وطنيتهم إلى أحضان العمالة للخارج.

قبل مجيء طارق إلى "المخا" كان التحالف يمارس نفس السياسة التي تمارس اليوم تجاه تعز، خلال الشهر الحالي سلمت باقي مناطق ساحل محافظة تعز لدولة الإمارات عبر وكلها طارق، وطلعت اصوات تؤيد سياساتها .

تُردّد روايات تقول ان مواطنين من الجغرافيا الزيدية وصلوا مع مجيء طارق إلى المخا وسكنوا ريف تعز في المناطق التي تمتد من المدينة حتى التربة.

هذه المقدمات تأتي مثابة إرهاصات لدخول تعز بالقوة العسكرية ،إذا حدث ذلك سيكون مدينة تعز وريفها التي تحت سيطرة الشرعية ،وليس التي تحت سيطرة حكومة صنعاء .

وهكذا  سوف تتفاقم الأوضاع ،لماذا؟ لأن طارق عفاش ينفذ اجندات دول خارجية عبر دولة الإمارات ،أما البديل لتعزفي الظروف الراهنة هوَ طارق كما يراد لها من قبل التحالف وأعوانهم قد.

 يأتي من نية التحالف لمواجهة الحوثيين في مدينة تعز لتكون ركام للحرب ،عقابًا لها ،مما سيؤدي إلى نزوح جماعي ،وسيتغير المشهد فيها تمامًا.

لقد ظهرت بعض "الخفايا المكشوفة! "لدول التحالف تجاه اليمن ،التي عملت على تعطيل الشرعية بتواطؤ سافر من قبل هادي ومعين وبقايا النظام السابق والأحزاب لقد فعلو كما فعل طارق وغيره لكن من جانب سياسي واقتصادي؟ لقد تم التنازل عن البلد لطرف التحالف ، والذي بدوره عطل أمور الحياة! مما خلق وضع سياسي واقتصادي وأمني وبؤر صراع أضرت بكل مقومات الحياة .

تتعامل الإمارات في جزيرة سقطرى كما لو إنها إمارة تابعةً لها !؟وهكذا تتعامل السعودية في المهرة وكلما تتكشف أهدافهما لا يقابله أي حرج.

تكمن الإشكالية اليمنية في أنه كلما طال بقاء هادي في السلطة ،تمكنت السعودية والإمارات من إيجاد وقائع جديدة كلما زاد احتمال، إنهيار الدولة اليمنية أكثر فأكثر.

لقد جاءت  تلك الدول ،في زمن أفلت سياسات   الاستعمار القديمة لكنهما تحملان مخططات ضد اليمن إلى درجة لا معقولة ،لم يعد السكوت عليه ممكنًا أو مسموحًا به،إلا صار السكوت هذا مشاركة وخيانة عظمى .