آخر تحديث :الأربعاء-30 يوليو 2025-05:05م

أطفال تعز في يوم الطفل العالمي

الأحد - 21 نوفمبر 2021 - الساعة 04:51 م
خالد الصرمي

بقلم: خالد الصرمي
- ارشيف الكاتب


الطفولة هي تلك المرحلة التي تُعنى بالحب والرعاية والاهتمام ، وهي تلك المرحلة التي ننسج فيها احلامنا ، بل هي تلك اللحظات التي تعاشُ بكل حبٍ وتتُخم بالحنان والدفء ، يعيش أطفال العالم أجمع حياة مستقرةً هادئة يتغذون ،يتعلمون ، يحلمون ، بينما يعيش أطفالنا حياة مكتظة بالمعاناة والألام، يتألمون ، يهجرون وأسرهم من مدنهم ومنازلهم ، يعملون في وقت يكون فيه أقرانهم يتعلمون ،بل أن أكبر أحلامهم أن يعيشوا حياة يجدون فيها تعليماً جيداً ، رعاية صحية، تغذية سليمة ، ومنزلاً أمن يضمهم ويقيهم بؤس الحياة .

في العشرين من نوفمبر يحتفي العالم بيوم حقوق الطفل التي تصله دون عناءٍ يذكر إلا أطفالنا في هذه البقعة المظلمة البعيدة عن العالم يموتون قبل أن يعيشون ، يعرفون العناء قبل الراحة ، تطأ عليهم المجاعة وتكبت الرغبة للحياة فيهم الفاقة ، تجد الطفل فينا إن سمحت له هذه الحرب بالحياة ولو على مضضٍ وشظف العيش يذهب إلى مدرسةٍ صارت ركاماً فيتعلم فوق أنقاظها يدرس يوماً ويغيب آخر نعم يتعلم صباحاً ويعمل مساءاً ، في هذه البقعة البعيدة عن العالم يعيشُ الأطفال فيها حياة الكبار ، يمارسون مايمارسون ويشاركونهم أيضاً ما يهمهم ولا صوت لهم يُسمع ولا ينطقون إلا فعلَ، يعيش أطفال مدينة تعز المحاصرة حياة ليست على مقاسهم أنهم يكبرون على وقع الرصاص وأزيز القذائف ، وعلى صرخات الأمهات، ومناظر تهتز لها الأرض وتخر من هولها الجبال ولعل أخرها أولئك الأطفال الأربعة في حي الكنب بمديرية صالة بتعز والذين إغتالتهم قذيفة ميليشاوية غادرة من الطرف الأخر للموت ارسلتها مليشيا الحوثي على حين لعبة في أواخر الشهر الماضي في حين كانت والدتهم تعد لهم مايسد رمق جوعهم والقليل من الأمان في ظل اللا أمان هناك فجاء هذا المقذوف المشؤم لينهي حياة ثلاثة منهم ويترك حامد وهو رابعهم بإعاقة مستديمة وقدم مبتورة ورغم صراخهم وصوت حامد الذي صرخ حين إفاقته "أشتي روتي" ولم يصل كل ذلك الى مسامع المجتمع الدولي ومنظماته المعنية بإيقاف هذه الحرب أو إيجاد منطقة أمنة للأبرياء من المدنين ولأنهم كذلك لنكن نحن صوتهم الذي ينقلُ معاناتهم إلى المجتمع الدولي والعالم الخارجي.