آخر تحديث :السبت-06 ديسمبر 2025-01:24ص

مستقبل اليمن واتفاقيات ستوكهولم والرياض في التقرير الأممي

الثلاثاء - 01 فبراير 2022 - الساعة 10:13 ص
لطفي فؤاد نعمان

بقلم: لطفي فؤاد نعمان
- ارشيف الكاتب


في "التقرير" تجتمع الخصومُ.. هكذا نخرج من قراءة التقرير النهائي لفريق خبراء مجلس الأمن المعني باليمن، الذي أرسل عبر الواتساب، ثم "تواتسه" كل المعنيين اليمنيين مع المعنيين باليمن.
بعيون الفريق الأممي المحايد، ترى الأطراف جميعاً يستوون بسلوكيات الحرب، منبع كل ذنب وورطة وانتهاك، عن خطأ أو عمد. بيد أن عدداً من الدول كالسعودية والإمارات تدفعان ما يوجه إليهما من تساؤلات أممية، فوفقاً للتقرير قدمت السعودية دليلاً على تعويضها المباشر لضحايا 10 حوادث سبق تحقيق الفريق الأممي في بعضها. ووفقاً لإجراءات صدور التقرير بصيغته النهائية يكون بحكم المؤكد اطلاع الوفد الإماراتي عليه كونه عضواً غير دائم بمجلس الأمن الدولي للفترة 2022- 2023م.
تدفع الدول عن نفسها ما تواجهه من ادعاءات ومزاعم، فيما تمعن الأطراف والجماعات اليمنية في إثبات ما يلصق بها من ادعاءات ومزاعم أورد التقرير مبعثها: تعدد غايات "تعزيز السيطرة". وكذا بروز "مظلوميات" تهدد باستخدام القوة كسابقيها ساعدت الخبراء على تشخيص حالة "تآكل السلطة" وأسباب التآكل المشترك لسلطتي الحكومة والانتقالي جنوباً. ونبهوا إلى أن "تقويض تنفيذ وخرق اتفاقيتي ستوكهولم والرياض" مما يرسي حالة الحرب شمالاً وجنوباً.
ودول كبرى صديقة، بحسب التقرير، التزمت عدم الرد على مسائل معينة تقررها أحكام الجغرافيا وتفرضها ثغرات في قدرات ضبط الحدود البرية الطويلة والآفاق البحرية العريضة، تعيق إمكانية حظر تهريب الأسلحة المخالف لقرارات الأمم المتحدة. بالتالي فإن من يتفهم الموقف بكل أبعاده "الجغراسية" لن يحبطه إحباط محاولات وصول الفريق الأممي إلى فك شفرة "الشبكة المعقدة للتعتيم على تسلسل العهدة للمكونات الحيوية لمنظومة أسلحة" الحوثيين.
صفحتان من التقرير تناولتا "المسائل المالية والاقتصادية التي تشكل تهديداً محتملاً للسلام والأمن والاستقرار"، كل هذه "المسائل المالية والاقتصادية.. السلام والأمن والاستقرار" غائبة بسبب "هشاشة النظام السياسي والاقتصاد في اليمن وطبيعته المهدَّدة" التي يدرك الخبراء أنها نتيجة طبيعية لحرب أطراف "اليمننة"، محذرين المجتمع الدولي من تبعات عدم "اتخاذه (المجتمع لادولي نفسه) تدابير ملموسة لمنع حدوث المزيد من الانقسامات في اليمن قد تؤدي إلى نشوء أمر واقع لا رجعة فيه.."؛ غير جلي بعد إذا ستكون ثمة رجعة قريبة عن واقع حالات دفع الضرائب المحلية للانتقاليين جنوباً والجمارك البرية للحوثيين شمالاً، التي رصدها التقرير.
قبل الانتقال إلى فصول مؤلمة أخرى من مسرحية "اليمننة" يجدر تذكر "ضيوف شرف" التقرير من الستة يهود المقيمين داخل اليمن وسابعهم المعتقل مع مسيحيَين اثنين، والبهائيين المطرودين من اليمن كضحايا "الاضطهاد والتمييز لأسباب دينية" بمخالب ميليشيات الأمر الواقع بصنعاء الذين يتساوون مع "تنظيم القاعدة" بالبيضاء في عدم التعايش مع الآخر ومساومة الحكومة.
ذات يوم من عام 2014م،"فَسْبَكَ" المفكر اللبناني أحمد بيضون على حائط "فيسبوك" معلقًا على "أنباء انقسام اليمن بين القاعدة والحوثيين.. هذا يشبه قولك: الشعب يريد إسقاط المستقبل"!
الشاهد الأقسى على "إسقاط المستقبل" اليمني ما بثته قنوات الإعلام مستفزةً مشاعر الأنام عن 1968 طفلاً يمنياً جندهم الحوثيون وأغلبهم لقي حتفه طبقاً للتقرير الأممي. إذاً المستقبل في اليمن يلقى حتفه.
ليس ثمة استغراب من مصرع المستقبل وابتعاد اليمنيين عنه متى استحضرنا قول البرلماني والكاتب اليمني الراحل عبدالحبيب سالم: "كثيرٌ من اليمنيين لا يعرفون ماذا يعني المستقبل (...)".
لذا لا يذهب الفاعلون إلى المستقبل ويختارونه كذهابهم واختيارهم إحياء الماضي بكل ما فيه، وادعاء النضال ورفع شعارات إعادته وتجديده ومحاولة بعثه في الحاضر غير متبصرين سالف مآسيه.
برغم هذا كله فإن "اليمننة" مهما طالت وتعقدت تبقى مسألةً قابلة للحل لا حالة مستعصية الحل، حالما يكف الفرقاء عن تقويض اتفاقي استوكهولم والرياض، حسب توصيات الخبراء، والتقوا على مراجعة صيغ المستقبل لا ضياع المستقبل، وقرروا التخلص من لعنة الحرب وإزالتها بمقاربة مرافئ #السلام_لليمن.