حين يكون الرحيل .. يذهب كل شيء يتعلق بالإنسان، و يبقى عمله وسيرته والأثر الذي تركه في قلوب الناس وبصماته التى أحدثت فارقاً ، وعندما نكتب عن صاحب قلب اتسع للجميع وامتلك من الأخلاق منظومة قيم متكاملة، انعكست على سيرة حياته المليئة بالأحداث والمواقف والأعمال القيمة ، يقف القلم عاجزاً عن سرد مشاعر لا يمكن أن تكتب على صورة تواريخ أو أحداث.
فعند وفاة الدكتور عادل علي محمد القاضي اتذكر ذلك اليوم الحزين.  الذي اصاب منطقة انبو وماجاورها من المناطق التابعة لمديرية ماوية محافظة تعز ومديرية المسيمير. محافظة لحج  ، حيث غيّمت سحب من  الحزن وخيمت على كل من عرف الفقيد الدكتور عادل علي محمد القاضي ، وقد كتبت أبلغ كلمات الحزن والرثاء لفقيد  بكى برحيله الطفل والشيخ والشاب.
نقف اليوم بمشاعر عميقة تشتعل فيها الحسرة والألم برحيل الدكتور عادل علي محمد القاضي صاحب الابتسامة الدائمة، الرجل البشوش صديق الجميع ، وخادم الكل دون محسوبية ، رحل الرجل الخدوم ذو الأخلاق العالية والتعامل الاستثنائي مع من يعرف ومن لا يعرف ، وترك برحيله ذكرى غالية لكل من عرفه أو سمع عن مناقبه، استحق الثناء من الجميع ، فقد كان من الرجال الفاضلين الساعين للخير ، يسعى دون كلل لمساعدة من يستحق المساعدة دون تردد.
رحل الدكتور  المخضرم ، الذي اتفق على محبته كل من عرفه، وكل من أحبه سيفتقده ، رحل مبكرًا وترك في قلوبنأ حزنًا كبيرًا وألمًا عميقًا، كانت ملامحه مميزة، فقد كان ذا ابتسامة أخاذة ووجه بشوش، كان يقابل محبيه بضحكة مجلجلة، ولكن الصفة الأهم في وصف الراحل قلبه الكبير، الذي لم يعرف الغضب ولا الضغينة، بل كان يتسع للكل بلا استثناء.
رحل صاحب الابتسامة المشرقة الذي تبسم لكل شيء في الحياة بكل ما حملته من آلام ومصاعب وتحديات .. متفائل دوماً .. محب للجميع .. كان إذا تكلم قال خيراً .. وكان حين الغضب من الكاظمين الغيظ والعافين عن الناس ، نم قرير العين يا صاحب المواقف النبيلة فخصالك الكريمة لا يمكن أن تعد أو تحصى ولا يمكن أن يكتبها قلم، فقد كنت قيمة عظيمة أضاءت تاريخ قبيلة وعشيرة  (ال القاضي الحديقي  )  وما فيه ، وستبقى ذكراك في القلب والذاكرة على مر الأيام وكر السنين، تقف اللغة التي تباهت بخصوبتها عاجزة عن إيفاء آثاره حقها في ميدان الوصف ، أو تأدية ما يجيش في القلب من التقدير والثناء ، فقد كنت من أصحاب الهمم العالية الذين لا يرحلون، إلّا بعد أن تستقر محبتهم في القلوب ، تموت الأشجار واقفة ومات صديقي الدكتور عادل علي محمد القاضي  واقفاً بالقيم التي عبّر عنها ، ومعه مواقفه التي ستبقى دوماً ، لقد كان الدكتور عادل علي محمد القاضي الأب والصديق والأخ بكل مثالية .. كان الإنسان بكل اقتدار .. كان الوجه الجميل والمشرق صاحب الابتسامة المشرقة الذي تبسم لكل شيء في الحياة
كان يحبه جميع الناس .. الطفل والكبير والقريب والبعيد .. والتمس العذر لمن أخطأ أو قصّر .. كان سباقا في كل المواقف والمناسبات .. صاحب بصمة لا تنسى في لمسات يضفي بها على كل تعاملاته مع الآخرين وفي جميع المواقف والتصرفات له لفتات تميزه في التعامل مع الجميع في مختلف المناسبات،  الجميع في حضوره يشعر باهتمامه و رعايته وتميزه عن الآخرين
ابن منطقة انبو.  تلك القرية التي  انغمس في تاريخها وشكّل عبق هذا التاريخ وأصالة وتراث المكان ، هذا الرجل الذي كان أباً للجميع بكل ما تحمله الكلمة من معنى .. كان الحنون الكريم والمساعد في كل الأمور، كان القدوة والحريص المحب في جميع أمور الحياة ..  الغني بالقيم والأخلاق والمبادئ .. رحل من غير رجعة وترك لنا تركة من الأخلاق وحب الناس له
لقد كان الدكتور عادل علي محمد القاضي  رجل عظيم ورحل وتوفي  بهيبة السلاطين نعم إنه سلطان زمانه .. سلطان بكل شي بهيبته وقوله وفعله وكلماته التى إلى وقتي الحاضر وأنا أجد صداها
رحل وترك بقلوبنا جرحا لم ينته ، لقد كان لنا معك حكايات ووقفات لا تنسى كيف ننساك وأنت من علمنا كل شيء جميل في هذه الحياة
كنا نجتمع حولك في كل يوم وننتظر طرائفك الجميلة ونصائحك المثمرة   في وقت المقيل  والسمر  ونسعد ببقائنا معك وحولك
لضحكاتك صدى يملأ المكان وعندما تحزن تظلم الدنيا في أعيننا نعم إنه الدكتور عادل  ما أعظم وماأجمل أوقاتنا معك
رحمك الله اخي الدكتور عادل علي محمد  لن تذهب من ذاكرتي ولن تذهب أوقاتنا التي قضيناها برفقتك كنا حولك وبك ومعك دائما أنا وأخي عبده النعماني  والدكتور بلال الحديقي والصديق سليمان حميد القاضي كنا  ننتظر كلماتك بفارغ صبرنا لاننسى الشهر الفضيل بوجودك حيث كان له طعم ونكهة أخرى  عندما كنا نجتمع نجلس في السمر في قرية انبو.   ولكن اليوم فقدناها برحيلك لا أنسى وجبة الافطار معك. حين كنت تطلب مني ان ازورك لدارك وقريتك  الإفطار وأنت تمشي معي وكنا نصول ونجول في الوادي  ولا أنسى صوت تكبيرات العيد وأنت ترددها ولا أنسى وجودك معنا ربيتنا على المحبة والمودة لبعضنا البعض ونتمنى ألا نفقدها مع مرور الزمن أنت الأب الحنون لنا 
أتساءل دائما لماذا العظماء يرحلون سريعا وأستغفر الله لأن لكل أجل كتاب ولكن كان لرحيلك اخي الدكتور عادل  حزنا وجرحا عظيما لم ينته حتى في رحيلك لجوار ربك وهم يحملونك على أكتافهم والجموع تتبعك كانت ليلة رحيلك ليلة مظلمة حزينة جدا ولكن رحلت رحيل العظماء "وإنا لفراقك لمحزونون"
اللهم ارحمه واغفرله وآنس وحشته ووسع قبره اللهمّ اجعل قبره روضةً من رياض الجنّة، ولا تجعله حفرةً من حفر النّار. اللهم ارحمه رحمةً تسع السماوات والارض اللهم اجعل قبره في نور دائم لا ينقطع واجعله في جنتك آمنًا مطمئنًا يارب العالمين.
 بقلم.  الكاتب مختار احمد نعمان القاضي