بدأت عقارب الساعة في الدوران، وتحريك المياه الراكدة على مستوى المحيطات والأنهار .. فلا المهزوم فاني، ولا المنتصر ضامن في البقاء على هذا الكوكب.
فمنذ سنوات وعقود من الزمن والحرب الأمريكية الظالمة على المنطقة العربية ومحيطها، فتدمر الأخضر واليابس، وتسيطر على الثروات النفطية، وحقول الغاز، ومناجم الخام، وهناك بحر من الدماء والآلاف من المشردين ، ونزوح الملايين من البشر في الوطن العربي ..
طوائف متعددة، وجماعات متفرقة، وقواعد متأسلمة زرعتها الولايات المتحدة الأمريكية من أجل تنفيذ أهدافها وهيمنتها وتسلطها على المنطقة والشرق الأوسط .. وإن ماهو حاصل باليمن خير برهان ودليل على ذلك .. فلا زالت أمريكا تتحالف مع الشرعية، وتتعاون مع التحالف العربي ، وكذلك حليفة وبقوة مع التمرد الحوثي.. وعلى مرور سنوات من الحرب والولايات المتحدة الأمريكية لازالت تلعب في أوراقها وحلفائها، ولا تريد لأي طرف أن ينتصر ..
ولاشك أن الواقع الملموس أثبت حقيقة ذلك،فالتمرد الحوثي يستهدف السعودية والإمارات والجنوب، ويستهدف مطارات دولية ومنشأة عالمية مع مراوغة أمريكية في الشجب والاستنكار، وبدون أن تظهر أي مواقف رادعة وحازمة تجاه تلك القوى الارهابية والمتمردة والمتطرفة.
وبعد أن دق الجرس وأعلن ناقوس الحرب الروسية والأوكرانية ، تسارعت الوفود الأمريكية والأوروبية الى اليمن ولبحث تنشيط عملية السلام الشامل ووقف الحرب، ولأسباب سياسية غربية عميقة ، ولأن الخطر القادمة من موسكو بأت يهدد عقر دارها وهيمنتها..
وكما هو مشاهد اليوم أن أمريكا وحلفائها الأوروبيين يشنون هجمات شرسة على الرئيس بوتين ومستشارين دولة روسيا العظمى .. ويتحدثون بكل وقاحة، ويتكلمون بكل حماقة باسم القانون الدولي ، وحقوق الإنسان وفرض العقوبات على روسيا، وبشكل لم يتصوره العقل ولا يقبله المنطق .. حيث استطاعة روسيا العظمى أن تكشف عورة أمريكا وهيمنتها العدوانية على المنطقة العربية والعالم بأكمله ..وبات الجميع تحت الهيمنة الأمريكية ولا صوت يعلوا فوق أمريكا ولن يتجرأ على مواجهتها أحد..
ولكن !! شاءت الأقدار وانكشفت الحقائق وبانت الأهوال، وهاهو الزعيم الروسي بوتن يقف بكل قوة وشجاعة قائلا لقد طفح الكيل، وفاق الصبر حده، ولابد من تغيير المعادلة السياسية والعالمية ..
فأما سلام شامل او حرب عالمية ثالثة ، والموت بعزة وشرف وكرامة .. فالعالم اليوم أصبح أمام مرحلة عصيبة ، وتحدي كبير، فإما تحكيم العقل والعمل الجاد مع الدبلوماسية الدولية في إيجاد الحوار والبناء الصادق ، وأما خيار الحرب.. وهذا خيارين لا ثالث لهما، ولكل واحد قسمه ونصيب ..
وأننا نطلع بأمل كبير أن المجتمع الدولي اليوم يتحمل مسؤوليته التاريخية، ويخرج من صمته وسبات نومه في توقيف الهيمنة الأمريكية في المنطقة وحربها الدموية الذي بدأته تهدد العالم وتثير الفتن وتنشر المصائب.
ونحن على ثقة بأن رجل المرحلة بوتين هو القائد المحنك والجدير في تصحيح المسار الدولي وردع الهيمنة الأمريكية.