آخر تحديث :الأحد-11 مايو 2025-03:20م

مجرد خاطرة

الثلاثاء - 26 أبريل 2022 - الساعة 10:13 م
فارس ناصر باقطيان

بقلم: فارس ناصر باقطيان
- ارشيف الكاتب


مرت علي الليلة من  خلال حديث  كَيفَمَا تَكُونُوا يُوَلَّىٰ عَلَيكُم 
و ما دار حوله  من اختلاف حبيت أن تشاركها معكم  مبرزا رويتي المتواضعة حول الموضوع 
حيث نجد أن كبير  من العلماء بضعفون الحديث ا لا ان  فريق منهم يرى ان هذه مقولة جات لتبرير الظلم و الطغيان بحجج دينية واهية. و  أنه بمجرد أن تَحدث نكبة لِلشعب على يد الحكّام تأتي كتبرير  ديني جاهزاً يرتكن إليه المواطن عندما لا يجد تفسيراً مقنعاً للظلم والخراب الذي ينتشر في بلده، أو هو خطاب يتمّ تسويقه من قبل مَن هم في سدّة الحكم باعتبار أنه يبرر تسلطهم  
بينما يرى فريق آخر منهم إذن هذه المقولة حكمة مأخوذة من خلال النظر في تاريخ الناس، يرى أن معناه أمر أخذ بالاستقراء، فغالباً يكون الناس باهتماماتهم، على حسب الوالي عليهم،  وأنه وان كان الحديث ضَعِيفٌ، وَلَكِنِ المَعْنَى صَحِيحٌ بِشَكْلٍ عَامٍّ،

و الحديث له ما يشده من الآيات القرآنية 
قَولُهُ تَعَالَى: ﴿وَكَذَلِكَ نُوَلِّي بَعْضَ الظَّالِمِينَ بَعْضَاً بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ﴾ الأَنعًامِ: 129
. وَفِي الحَدِيثِ المَروِيِّ عن النبيّ ﴿ﷺ﴾، أَنَّهُ قَالَ: (لَتَأمُرُنَّ بالمَعرُوفِ، وَلَتَنْهَوُنَّ عَن ِالمُنكَر،ِ أَو لَيُسَلِّطُنَّ ٱللهُ عَلَيكُم شِرَارَكُم، فَيَدعُوا خِيَارُكُم فَلَا يُسْتَجَابُ لَهُم).
فالمُجْتَمَعُ إِن كَانَ صَالِحَاً اخْتَارَ صَالِحَاً، وَإِنْ كَانَ غَيْرَ ذَلِكَ اخْتَارَ مِنْ جِنْسِهِ، وَالطُّيُورُ عَلَى أَشْكَالِهَا تَقَعُ. 
وافراز الشخصيات الفاسدة دون غيرهم إلى مراكز صنع القرار في مختلف المرافق الحكومية إنما يأتي بدعم من شريحة  و  تواطي شريحه أخرى  من المجتمع نفسه  
كما أن هذه الشخصيات الفاسدة إنما تأتي من وسط المجتمع نفسه و من إفراز تربيته 
و ما كان للفاسد أن يصعد إلى مراكز صنع القرار الا بأصوات تطبل له و تشجعة و من  يدعمه بالمال و السلاح  و يحملونه على أكتافهم ليتولى ذلك المركز
في ضل تخاذل البقية الصامتة التي تعرف الشخص و فساداة 
فلا تبدي اي اعتراض و لا تتحرك لنهى عن المنكر. و ايقاف مثل هذه المهازل و كان الأمر لا يعنيها 
فالمجتمع بهذا الطريقة ظالم مصداقا للآية القرآنية فولي عليه الظالم و كذلك مصداقا للحديث لتامرن بالمعروف و لتنهزن على المنكر أو ليسلطن الله عليكم شراركم و هذا واقع نراه بام الأعين 
و بهذا   نجد أن ما يجري من تولى الفاسدين اليوم لمواقع صنع القرار و تولي أمور الناس  إنما يحصل بموافقة ضمنية و تواطى من المجتمع نفسه. و اعتقد ان المجتمع ككل يأثم لذلك الوضع المخزي الذي يعيشه من تولى الفاسدين عليه لأنه قصر و أفسح لهم المجال بشتى الطرق للوصول إلى تلك المراكز 
و إن الاجر و الثواب في ينكر المجتمع ذلك و يعمل بشتى الطرق على تغيير الواقع المزري إلى الافضل بكل ما يستطيع بعيدا عن الخزف و الفزع و تغليب بعض المصالح الشخصية 
فالمجتمع لو لم يرضى على ذلك و خرج من صمته و وقف و قفة بشجاعة  ضد هولا الفاسدين فإنه دون شك سيتغلب عليهم و يرمي بهم في مزبلة التاريخ . و سيدفع بالأخبار منه  لتولي أمرهم. هذا  أن إرادوا ذلك

مع تحياتي / فارس ناصر باقطيان