آخر تحديث :الخميس-18 سبتمبر 2025-03:43ص

ذكرى الانتصار

الأربعاء - 27 أبريل 2022 - الساعة 09:47 م
نايف البكري

بقلم: نايف البكري
- ارشيف الكاتب


ما أقرب الليلة إلى البارحة، تمضي كومضات محمَّلة بالفخر والاعتزاز، يُسرد شريط الأحداث كلما حلَّت على الوطن ذكرى يوم من أيام الوطن العظيمة، ذكرى التحرير وتطهير عاصمتنا العظيمة عدن من وصايات السلالية وشعارات الملالية التي يأنفها اليمنيون جميعًا وتنفضها الأرض الجمهورية القائمة على كلمة الشعب المتعدد المشارب، والطامح لوطن تسوده روح النماء، والإزدهار.


بزغت شمس التطهير والتحرر من السلالة لتقشع الظلام وتنشر النور، ومرَّت بمنعطفات وتحديات تاريخية، إذ انتُزعت السلطة وسقطت في مستنقع الفوضوية على أيدي ميليشيات سلالية هوجاء مراهقة الفكر السياسي، ومشحونة بالمعتقد الحربي والاستبدادي، لتندفع بأيدولوجيا خربة ورجعية لإسقاط الدولة واحتلال الأرض،وبدعم إيراني توسعي أراد لليمن أن تسقط كاملة بيد أدواتهم العابثة، ولكن قرار الشعب كان أكبر وأعظم من طموحات أدوات إيران التعيسة متمثلة بالانقلابيين.

 

قاوم الوطن بكل أطيافه تلك الميليشيات العدائية، وكانت الحرب الخيار الوحيد للحفاظ على اليمن بأيدي أبنائه وسحب البساط من تحت المخططات الإيرانية المتمثلة في جماعة الحوثي، فكانت عدن المدينة التي تقود مسيرة القرار الوطني والاقليمي، وتتحرر من عباءة الإمامية بأيدي رجالها من أفراد المقاومة الشعبية، وبمساندة مباركة من الأشقاء في التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية.دولة الامارات.
يمثل يوم التحرير علامة فارقة في التاريخ اليمني الحديث والمنطقة عموما، فقد مثل نقطة تحول فارقة في التعامل مع المخططات الإيرانية التوسعية في المنطقة، ومنارًا بارزًا يوجه المسار الجمهوري ومقدرات ثورتي سبتمبر وأكتوبر، وبارقة أمل تعيد لليمنيين حلمهم في وطن لا يتكلم بصوت الإمام الأوحد أو يخضع لنفوذ الفكر الأهوج، المليء بالدماء والقمع وثلاثية الجهل والجوع والمرض.


الدور المحوري الذي تصدرته عدن في أشد الظروف وأحنكها، يجعلها متصدرة المشهد لبناء اليمن الجديد، وترميم الصدع الذي أصاب الجميع، وهو ما تثبته هذه المدينة الأيقونية مرة أخرى في احتضان الدولة، ومد جسور السلام بين الجميع، ليتخلص الوطن من العدو المشترك، وتبدأ مرحلة السلام والبناء.


إننا إذ نحتفل بذكرى النصر، نتطلع لنصر يمني أشمل، بتغليب المصالح الوطنية على الاعتبارات الفئوية، وبدء سجل يكتبه اليمنيون دون استثناء، تاركين الصراع المهلك جانبًا، ومرحبين بسلام عادل، يضمن لكل الشعب حقوقا وواجبات متساوية، وفقا للآليات المتفق عليها وطنيا.

نايف البكري
وزير الشباب والرياضة