آخر تحديث :الجمعة-27 يونيو 2025-01:38م

لعينيك يا امي

الخميس - 19 مايو 2022 - الساعة 03:03 م
سالم محمد سعيد

بقلم: سالم محمد سعيد
- ارشيف الكاتب


لعينيك يا امي.       اعتذرت للسعودي،،،،ولم يعذرني،،،،

بعد خمسة وثلاثون عام قضاها بين افراد اسرته، ومتنقلآ بين مدن المملكه العربيه السعوديه باحث عن لقمة العيش الشريف والحلال،شابآ خلوقآ كريمآ طموحآ في حدود ما يسر الله له من امكانيات بشريه ومواهب عمليه يبني لنفسه طريق للمستقبل ويساعد اسرته على الحياة الكريمه خصوصآ بعد ان فقدوا والدهم المعيل الاساسي للاسره رحمه الله،تنقل كغيره من الشبان بين الاعمال في المحلات التجاريه الخاصه بحسب ظروف العمل وحاجة العرض والطلب السائده في سوق العمل السعودي،حتى كان ذلك اليوم المشؤم في حياته والذي لم يحسب له ان يكون سببآ في ماساته وعذابه وتشريده.
لقد صادف الشخص الخطا، بل قابل  ابليس المتكبر. الذي ابى واستكبر وهان الرجل وتجبر ودخل معه في عراك بالايدي لسبب بسيط وهو انه حاول منعه من اهانة واذلال رجل مقيم من اهل اليمن، او كما هو متعارف عليه في اليمن مفارع،حالة ليست من المستحيلات ولا هي من الامور النادره بل سلوك طبيعي يومي يحصل في كل زمان ومكان. ينتهي بالمصالحه والتسامح او عن طريق مراكز الشرط وباجراءات عاديه وليست استثنائيه ولا تصل الى ملامسة الامن القومي للبلد او هتك وطعن كرامة المواطن السعودي??!  
حصل العراك بالايدي وفض الاشباك البسيط ولكن العزة بالاثم والاستكبار والغرور المشبع بالتعالي والدونيه للاخرين دفعت المواطن السعودي للاستنجاد بالشرطه واستغلال علاقاته الخاصه ورمي هذا الشاب داخل السجن لمدة سته شهور دون رحمة ولا تسامح،  

وجا القضاء الغادر والقرار المميت لهذا الشاب المسكين الذي ولد واخوته في المملكه السعوديه ولم يعرف غير مدن الرياض وجده ومكه ولم يسبق له ان خرج خارج المملكه اطلاقآ كان والده من المهاجرين الاولين الى المملكه منذ الستينات وفضل الحياة بالرياض وبقي مع زوجته وانجبوا هذا الشاب مع خمسه من الابناء.
جا قرار مركز الشرطه السعودي بتزفير ه ضمن مجموعة من المساجين بالمركز الى خارج حدود المملكه الى اليمن وتم التزفير ودخل الرجل الى ارض لم يعرفها وبلد لم يتهيا لزيارتها غريبة عليه وغريب عنها،وبعد عنى وعذابات شهور استطاع ان يتحصل على بعض العناوين التي ساعدته فيما بعد.  
بعد اربع سنوات في اليمن بعيدآ عن اسرته التي تعيش بالمملكه استطاع ان يحصل على فيزة. عمل. للسعوديه كلفته حوالي عشرة الاف ريال سعودي ،وتنفس الصعدا وعادة له الامال تتنطط من جديد في ان يعيش بين اسرته ويبني مستقبله،وتوجه جوآ الى جده مطمنئنآ سعيدآ وكان في استقباله كفيله السعودي،وفي اثنا متابعة اجراءات القدوم في المطار وقف امام احد موظفي المطار يعمل على جهاز الكمبيوتر الذي اطال الوقوف امامه وكثر تداول الحديث بينهما ثم استأذن بحضور كفيله الى الموظف ،وفي الاثنا اعلمه ان الموظف اخبره بان اسمه على قائمة الممنوع دخولهم،،والمعروفه بالقائمه السودا،حاول االكفيل ان يستوضح الامر وكان الرد ان هذا لا يمكنه الدخول لانه تضارب مع احد المواطنين السعوديين قبل اكثر من اربع سنوات وتم سجنه وترحيله من البلاد بهذ الجرم الكبير ولا يمنكه الدخول مره اخرى الى المملكه، حاول الكفيل السعودي  جاهدآ ان يتفهم الامر ويقدم لهم كل ما يطلبونه من ضمانات او اي اجراءات اخرى يطلبونها عاى.ان   يسمحوا للرجل بعد هذه المعاناة والاهوال والخسائر الماديه بالدخول حتى لو اضطر الامر للبحث عن غريمه وتقديم له ما يرضيه، كل ذلك لم يؤتي ثماره الانسانيه ولا القانونيه ولا بتقدير الحاله النفسيه ولا بجدوى الاخوه والاسلام، وتم حجز الرجل حتى عودة طائرته وعودته من حيث اتى،انا لله وانا اليه راجعون هكذا كانت الصدمه مروعه والمعاناه شدبده والحسرة والحزن تخيم على حياته وتقلب اشجانه.
مضى عام تقريبآ وهو يحاول بكل الطرق ان يعالج نفسه ويصبر روحه المنهكه ليستعيد حياته العاديه،.   غير ان ظروف اليمن القاسيه ولوعة فراق الاسرة وبالذات والدته التي فقدت احدى عينيها من شده البكا وغزارة الدموع على ضياع ابنها وعائلها لم تهدي من روعه ولم تغلق امامه معاودة المحاوله للوصول الى امه واسرته والارض التي عاش بها صباه وشبابه وكان اخر العلاج الكي كما يقول العرب ،وقرر وعزم وتوكل على الله واختار السبيل الوحيد والطريق الصعب الخطير الذي لابدمنه، وكان له ذلك حيث رافق احد المهربين عبر الحدود البريه التي تمر عبر منطقة جيزان وتهامه حتى جده ونجحت التجربه وتوصل جده ومكث بها عام اخر يعمل احيانآ بالسر ليوفر لقمة عيشه  ويحاول ايضآ.  على طريق اخر  يوصله لامه التي كانت هي هدفه الاخير والاهم والتي تعيش بالرياض عاى بعد الف كيلومتر من مكان اقامته.   
واليوم الفجر الساعه السادسه صباحآ توصل بحفظ الله ورعايته الى احضان امه ليبدا رحلة جديده من التستر والخوف والحياة الرتيبه التعيسه.    
                 سالم محمد سعيد. 18/5/2022.