آخر تحديث :الخميس-06 نوفمبر 2025-11:24م

عدن اسقطها الاهمال.. انقطاع الكهرباء والمياه مشاكل عالقة بدون حلول

الإثنين - 30 مايو 2022 - الساعة 10:48 م
علي هيثم الغريب

بقلم: علي هيثم الغريب
- ارشيف الكاتب


لا يوجد ضعف بالإمكانيات المتاحة للنهوض بعدن ولكنه مرض البعد عنها وإهمالها، نستطيع ان نوصل بعدن إلى المدن العالمية كما كانت، فأنامل ابناءها الذهبية وعقولهم وسواعدهم وحسهم الفنى العالى ساعدهم قبل نصف قرن فى أن يحفروا أسم عدن فى أكبر العواصم العالمية، عندما تزينت عدن بأفخم ميناء دولي، وذلك المطار الدولي في خور مكسر(انشىء عام 1917)، الذي كان يستقبل اثنين مليون سائح سنوياً حينذاك، وكان يزاحم مطارات كندا وهولندا، عدن استطاعت أن تجبر ملوك العالم ورؤساءها على زيارتها بسبب موقعها بين الشرق والغرب.

واليوم اين هي عدن؟! من خطط لها لتصبح قرية .. من جعل الإهمال يغزوها، والامبالاءة في الادارة والخدمات والمدارس وحتى الاندية والبلديات في مدينة عدن، كما انقطعت الكهرباء  والماء الصالح للشرب بشكل اجرامي، ما جعل البعض يصف الصيف الحار الذي تعيشه هذه السنة عدن بـ"الجحيم". مشاكل بلا حلول تنضاف إلى مشاكل انقطاع الرواتب والبطالة وتهديدات الحوثيين والارهاب، مما يضع الحكومة أمام اختبار جديد لواجبها وقدرتها على معالجة الأزمات المتتالية التي تمر بها عدن والمناطق المحررة.
يشكو اهالي عدن اليوم من مشاكل متعلقة ببعض جوانب الحياة اليومية من بينها الكهرباء حيث يصل انقطاع التيار إلى 12 و 18 ساعة يوميا. ونقص في توزيع المياه الصالحة للشرب ومشاكل جمع النفايات في أحياءها ومديرياتها.
مشاكل تؤرق الناس خاصة أنها تأتي خلال فصل الصيف الحار الذي تتجاوز فيه الحرارة 40 درجة مئوية. وحرمان مناطق كاملة ومدن من المياه الصالحة للشرب لأيام واشهر كاملة ما جعل الأوضاع لا تطاق، بل وتتكرر بنفس الصورة منذ 7 سنوات.

أن تدهور الوضع الخدماتي في عدن ليس حديثا بل يعود إلى الفترة التي تلت الانتصارات المتتالية التي تحققت ضد مليشيات الحوثي والارهاب، من تراجع على مستوى الكهرباء والمياة والخدمات والنزوح الداخلي. ويعود ذلك لوجود مشاكل هيكلية مرتبطة بوضعية المصالح والفساد والتجاذبات السياسية.
وكذلك مشاكل متأتية من تراجع الموارد المالية للمحافظة حيث توقف قسم كبير من الشركات والمحلات التجارية والمصالح الحكومية عن دفع الرسوم القانونية وفواتير الخدمات ما أدى إلى نقص في موارد هذه المؤسسات الخدمية وبالتالي عجزها عن توفير الوقود لتشغيل المحطات، وحفر آبار المياة وربطها شبكياً بالكهرباء، وتوفير قطع غيار المحطات والوحدات المولدة للطاقة، وكذلك هناك عدداً كبيرا من المعدات أتلف بالإحراق أو التخريب، 
وتوجد في عدن محطات كثيرة لإنتاج الطاقة الكهربائية، إلا أنها لا تقوم بتوليد التيار الكهربائي بالشكل المطلوب، بسبب عدم وجود الوقود وعدم إجراء الصيانة اللازمة لها.
فضلا عن اهمال الجهات المعنية لهذه المؤسسات الخدمية المرتبطة بحياة المواطن اليومية.
أيضا ساهمت التحركات السياسية المتكررة وعدم ثبات الادارات المعنية في تعطيل الاصلاحات والصيانة لاغلب المحطات الكهربائية.
ويبلغ عجز الطاقة الكهربائية في عدن خلال الشتاء 300 ميغاواط، ويصل إلى 600 ميغاواط خلال الصيف بحسب تصريحات سابقة لمدير المؤسسة العامة للكهرباء.
علاوة على أن الجانب الأمني لم يستقر تماما حيث أن هياكل المراقبة تبدو عاجزة عن فرض النظام والقانون والتصدي لاكتساح المسئولين للمناطق والاراضي والربط العشوائي، والبناء العشوائي، في الجبال والمزارع والاراضي البيضاء.
حاول محافظ عدن معالجة هذه الملفات وبإطلاق حملة لمناشدة الحكومة كما منح اعتمادات مادية لمعالجة العطالات الكهربائية والمياة في وقتها، ولكن اليد الواحدة لا تصفق، وكون حجم الظاهرة وتفاقمها خاصة تزامنها مع فصل الصيف الحار في عدن جعل انعكاسات ذلك على المسنين والاطفال والمرضى كارثية.

هناك مقترح!!!
لماذا لا يسمح لنا بمد علاقة مدينة عدن بدولة مصر العربية، بحيث تقوم الجهة المختصة في مصر 
بإعداد دراسة استكشافية حول احتياجات عدن من الكهرباء والمياه(بدلاً من تكليف جهة من دول الغرب مشهود لها بزرع الفساد تحت راية حقوق الانسان) وكذلك على الصعيد التنموى وكيفية تلبيتها، ووقوف مصر إلى جانب أشقائها العرب ليس جديداً، فهل نعطيها فرصة لتحقيق التنمية في بلادنا ومواجهة ما نتعرض له من أزمات خدماتية وكوارث، كما نؤكد ومن خلال العلاقة الاقتصادية حجم الثقة التى توليها دول التحالف لمصر ولدورها الداعم والمساند لها.