آخر تحديث :الجمعة-27 يونيو 2025-02:23م

حمار الانتقالي .. وطرفة عولقية

الجمعة - 15 يوليو 2022 - الساعة 12:54 م
سالم محمد سعيد

بقلم: سالم محمد سعيد
- ارشيف الكاتب


سمعت عن طرفة من طرائف العوالق حكاها الشاعر الانيق احمد خشاع الطوسلي عن احد ابناء قبيلته في خمسينات القرن الماضي، حينها كان للعادات والاعراف القبلية حق يقتضى، وللاخلاق العامة احكام قاسية على من تهاون او اخل بها، تلك طباع واصالة القبايل العربية ،، التي تمثل  القوانين والانظمة التي يحتكم لها مجتمع ذلك العهد وما سبقه من قرون خلت، قبل ان تدنسها المفاهيم المغلوطة للمدنية الحديثة والحضارة الغربية
يقول بن خشاع ان احد ابناء قبيلته الطواسل فقد حماره (اضاعه) (وما ادرى بعض القراء وابناء جيل القرن الواحد والعشرين ما يعني الحمار في تلك الايام، انه يعني في تلك الايام اهم وسيلة للنقل بل افضل من الجمل لاسباب عديدة منها سهولة التعامل معه بالنسبة للمرأة والطفل والشايب والعجوز وكذلك قلة تكاليف اطعامه،  ويعتبر سيارة الاسرة الخاصة لقضاء متطلباتها ونقل امتعتها اثناء الترحال والتنقل للبحث عن الكلأ والماء ))

صاحب الحمار ذهب للبحث عنه في كل اتجاه بالوديان والشعاب عند البدو القريبن منهم، وفي يوم وصل الى احد بيوت البادية حولهم واستضافوه وذبحوا له ذبيحة واكرموه، وحين سالوه عن ماذا يبحث بعد الوليمة وتادية واجب الضيف، تردد في الاجابة للحظة ثم اخبرهم بانه يبحث عن جمل وذلك ليعلوا من قدره ويشعرهم بانه يبحث عن شيء كبير وذلك لما للجمل عند العرب من حب ومعنى كبير اذ يعتبر امتلاك الابل ثروة كبيرة وجاه وقدر.  
وأثناء الحديث والدردشة لحَظ من مسافة قريبة منهم مرور حماره وركز على الحمار طويلآ فتأكد انه هو،وحين هّم بالنهوض والاعلان للحضور بان ذلك الحمار حماره توقف وتذكر قبل قليل بانه اخبرهم انه يبحث عن جمل، (فاصابة الحيرة والندم وبقي رهينة بين العيب واللوم اذا اخبر القوم انه كذب عليهم ،،والكذب عند العرب عيب ولوم والكاذب لا امانة له ولا شهادة،، وفي نفس اللحظة يحترق شوقاً لحماره وخوفاً عليه من الضياع بعد ان وجده، ومرت عليه لحظات كسنة من القلق والحيره وتصارع الافكار بعقله، ثم عزم على الثبات والصبر والاحتكام الى القضاء والقدر بالنسبة لحماره)
ودع البدو وشكرهم على الغداء والواجب وتركهم متلهفآ مهمومآ هل سيلحق الحمار ام انه فقده مرة اخرى، َواثناء البحث وبمسافة بعيدة عن سكن مضيفيه وجد بقايا حماره بعد ان افترسته الجعار ( او الضباع) ندم ندماً شديداً وسك على رأسه بيديه وحزن على فقدان وسيلة تنقله الوحيدة. 
كانت تلك الطرفة مثلآ ورد على سؤال لخشاع عن رايه في مآل المجلس الانتقالي وما وصل اليه اوما قد يصل اليه اذا استمر على هذا النهج الذي لم يظهر اي مكاسب حقيقية للقضية الجنوبية التي خرج شعبها في مليونات جماهيرية فوضت هذا المجلس في عمل سياسي وخطوات 
وخطوات ثورية بمشاركة كل قوى الجنوب الملتقية على هدف ابناء الجنوب باستعادة دولتهم ،
ان شعب الجنوب يكن كل الحب والاحترام لابناء دول مجلس التعاون ويلتقون معهم باواصر القربى والجيرة والعلاقات الاجتماعية الواسعة ، كما يحترم ويقدر كل ما بذلته السعودية والامارات من دعم اثناء الكفاح لمسلح لشعب الجنوب ضد محاولة الاحتلال الثاني للحوثه، ونختلف مع دول التحالف بالشق الثاني من الدعم لقوى الشمال تحت مسمى الشرعية اليمنية التي جعلوا منهم دولة وشكلوا لهم حكومات لحكم الجنوب ونهب ثرواته.
الهم الاكبر الذي يعانيه الجنوبيون اليوم هو زعزعة الثقه بالمجلس الانتقالي،
نعم ،،، بلغت المقصدا ،،
لا تطلق الصوت سدى ،،
الشي هذا لا ينادى بفم
فاخفض جناح الفم وارفع اليدا ،،،،،،
احمد مطر

نعم ارفعوا ايديكم باعلان دولة الجنوب كما نصحكم محبي الجنوب، ،،او ارفعوها باوراق استقالاتكم مشكورين،،

ومن اوجد الحراك سيوجد قيادات جنوبية صادقة.  

         سالم محمد سعيد