يظن بعض المنتفعين إن عهد التصالح والتسامح سلعة تباع وتشغترى في سوق بارت فيه كل القيم والمبادئ والثوابت الوطنية والعدالة الإجتماعية مستهترآ بدماء الشهداء والجرحى يمني نفسه الأماني كعابد نصراني يرتكب الموبقات ويقع في الكبائر طوال يومه ثم يأتي الكنيسة في آخر النهار فيعترف لبابا الكنيسة بذنوبه فيمنحه صك الغفران ويطهره من ذنوبه ليعود الى بيته لينام ليلته تلك قرير العين مطمئن النفس مرتاح البال ثم ما تلبث أن تبزغ اشعة شمس صباح يومه التالي ليعاود إقتراف الذنوب وإرتكاب الكبائر ليقينه إن بابا الكنيسه سيغفرها له آخر النهار ويمنحه فوقها صك غفران ابدي ، وتناسى هذا العبيط إننا ندين بالدين الحق الذي يقيم الحدود وينصف المظلوم ويردع الظالم ولو بعد حين...
عهد التصالح والتسامح لا وعد فيه إلا لمن صدقت توبته وطابت سريرته وأخلص في وطنيته وتخلص من سيئات ماضيه وموبقات حزبيته ومناطقيته وأعتذر بكل صدق لأشقائه في وطنه وتجرد بكل شجاعة لمواجهة كل اعداء وطنه وشعبه وقضيته.
والحذر الحذر من منافقي المبادئ ومهووسي المناصب وصائدي الفرص وتجار القضية فالوطن لم يعد يحتمل مزيدآ من التجارب وخصوصآ تلك التجارب التي تكرر فشلها وتبين عدم فائدتها والتي كلفت الوطن والمواطن خسائر فادحة في الدماء والاموال....