آخر تحديث :الأربعاء-14 مايو 2025-03:20ص

في ذكرى وفاة أبي

الأحد - 13 نوفمبر 2022 - الساعة 05:31 م
سالم المصري

بقلم: سالم المصري
- ارشيف الكاتب


لقد فقدنا منذ بضعة أيام وفي نفس الشهر الذي توفى فيه والدي هامة من هامات الخير والعطاء، شخصاً عزيزاً علينا وله مكانة كبيرة في نفوسنا، لقد كانت فاجعة كبرى وألم وحزن عميق بنبأ وفاة دمث الأخلاق العم عبدالله عيضه المصري، ليس رثاء متأخرًا ما أكتبه الآن، ولكن العم عبدالله من الرجال الذين يولدون في الزمن مرة واحدة وليس له مثيل.


والشيء بالشيء يذكر، هذا الشهر رحل عننا فيه اعز إثنين في اُسرتنا، مافتئت أذكر وفاة أبي، وأعد الأيام لذكرى وفاته، حتى جاء خبر وفاة العم عبدالله عيضه، وأعزي نفسي اولاً في وفاتهما، وغفر الله لهما جميعا.

 

لم يكن فراق أبي سهلاً أبدًا، ترك فراغًا كبيراً حينما رحل، وهو الذي أورثنا المحبة والصدق والعزة والكرامة، رغم صعوبات حياتك في قريتنا، لقد كنت ملبياً لكل من يحتاجك، ونظيف اليد عفيف اللسان مرفوع الرأس، خدمت أهل قريتك منذ أن توليت منصبك حتى تركته ومازال الجميع يُذكرك بالخير حتى يومنا هذا.

 

لقد عشت متسامحًا مع الجميع، حملت أوجاعك وأجاعنا وأوجاع من حولك، ورسمت بزهوٍ أبهى صورة عن الصبر والتوكل على الله ومحبة الناس وخدمتهم فيما يرضي الله ورسوله، وتركت لنا سيرة عطرة مشرفة، وأيادٍ بيضاء تعمل في الخير، وقد سبقتك أعمالك إلى الله ودعوات اّناس كنت لهم بالسر عونا، يدعون لك بالرحمة والمغفرة.

 

ولا تزال يا أبي موجوداً في وجداننا وكل من أحبك، فقد كنت إنساناً بكل ما تعنيه الانسانية من معانٍ سامية، كانت روحك تسمو فوق الضغائن، وعلمتنا أن نمشي على نهجك، وكيف نختلف ونحترم اراء بعضنا البعض، علمتنا كيف نسمو بأرواحنا محلقين في السماء نبحث عن مرضاة الله دون مرضاة البشر.

 

والدي... أحاول أن أسترجع ذكراك فكل يوم يمر بي يُذكرني بصبرك وجهادك ورجاحة عقلك وخوفك علينا ومحبتك، وسمو خلقك وثمار عملك، وإنني في هذه الذكرى لا يسعني إلا أن ارفع يداي إلى الله العلي القدير اسأله أن يتغمدك بواسع رحمته وغفرانه وأن يجعل قبرك روضة من رياض الجنة.

 

وقد ذُكر في الحديث الشريف أن الرسول ﷺ  قال : إذا مات ابن آدم؛ انقطع عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له رواه مسلم.

 


وما اعظمها عندما تجتمع الثلاث كلهن فيك، أما العلم النافع فقد كان علمك نافعاً، نفعت به نفسك وأهلك وجيرانك وقريتك، وسندعو الله أن يقدّرنا وأن تكون لك صدقة جارية لا يعلمها إلا هو سبحانه، وان نكون بمشيئته أولادًا صالحين، يتقبّل مننا دعاءُنا عندما ندعو لك في كل يوم.