آخر تحديث :الجمعة-09 مايو 2025-06:16م

لاصحافة بلاحرية

الخميس - 19 يناير 2023 - الساعة 12:21 ص
صالح علي بامقيشم

بقلم: صالح علي بامقيشم
- ارشيف الكاتب


الصحافة بدون إتاحة مساحة لحرية الرأي والتعبير هي مجرد بوق دعائي وحالة تعبوية تنقل وجهة نظر واحدة وتحارب لأجلها وهنا تفقد الكلمة معناها وتصبح الصحافة مجرد جندي ابله يخوض المعارك لمصلحة الآخرين بلاوعي

لاشك أن حرية الرأي قد تعرضت إلى محنة حقيقية في زمن الحرب بفعل الاستقطابات الحادة التي تمارسها الجهات المقاولة على حرب اليمن وتحاول في طياتها تكريس وعي يتوافق مع رؤاها ويندمج في بناءها الفكري ويبرر لها وأبرز مظاهر هذا الاستقطاب المتطرف هو اتهام الآخرين بالتعاون مع الخصم والعمل لمصلحته

من السهل جدا اتهامك بانك عميل إصلاحي هذا يعني أنك لن تكون مقروء في الجنوب وسيتم اغتيالك معنويا وتكون عديم التأثير طالما أنك لاتلعب الدور المرسوم لك بالتطبيل وفي المربع الإصلاحي سيتم اتهامك بانك عميل ومرتزق للامارات وسيتم قطع الطريق عليك وانت تحاول تسويق اي فكرة لاتحظى برضى الحزب والجندرمة المخلصة له 
سيتم اتهامك بانك مع العدوان إذا قلت رأيا في صنعاء يخالف توجهات مليشيا الحوثي ولايستجيب لنظرتهم إلى معطيات الحقل السياسي اليمني وستتهم بانك تتلقى الأموال الطائلة من إيران اذا انتقدت سياسات التحالف وفشله في كثير من الملفات

حتى الحرية تضيق عليك وتنسحب في لحظة فارقة وعصبية ..في زمن الحرب تهرب الحرية تدريجيا من المشهد ويتسيد صاحب الصوت المرتفع المدعوم بهدير الاطقم والدبابات ..الاكثر غوغائية هو من يتسيد ويصول ويجول

على أن الأمل يتركز في صمود اولئك الذين لايخضعون للابتزاز  ويسخرون من كل شيء ولايستجيبون لقوانين المرحلة وهم في تزايد " على فكرة "

حرية التعبير هي عصب الصحافة ومدلولها الحقيقي وأساس خلق الوعي الجديد ..على القابضين على الجمر أن يستمروا في صمودهم فسيتغير كل هذا  وستأتي مراحل أخرى يذهب فيها كل شيء إلى حال سبيله

الكلمة الجريئة ستشعر بالفخر أنها انطلقت مدوية في ظل سيادة التفاهة والسخف  ..صبرا ثم صبرا فإن عصر البند السابع سيزول وينتهي