أثر الدوجماتية..

عندما تصل لمرحلة الوعي الإدراكي، وترى الأمور بعقلك وفكرك ولا تحكمك العاطفة!،هنا ستكون قادر على إدارة حياتك والأخذ بزمام المبادرة وقبول الرأي والرأي الآخر ونبذ التعصب والدوجماتية(التعصب الشديد للرأي)، وسيكون لك قبول عند الكل، دون الحاجة للتعقيد والتكلّف.

المشكلة التي تعاني منها اليمن بشكل عام ،أن أغلب الأحزاب والنخب السياسية في الشمال وحتى الصحفيين والإعلاميين منهم، لا يتعاملون بمنطق ووعي كامل، حتى وإن كان خطاب العليمي الأخير قد لفت الإنتباه لشيء مهم جداً ،ولو أنه تأخر لثلاثة عقود كاملة، وهو أن الوحدة اليمنية قد أُفرغت من مضمونها الأساسي ،وهذا ما أثار حفيظة الكثير من النخب السياسية والإعلامية في الشمال وهاجموا رشاد العليمي بسببها.

خطاب العليمي أوضح أموراً كثيرة ووضع النقاط التي كانت مفقودة على الحروف ، وخالف لأول مرة منطق بقية النخب في الشمال ، الذين كانوا يفرضون رأياً ومنطقاً يتماشى مع أهوائهم وطبيعتهم، وحتى عقيدتهم دون القبول بالرأي الأخر ،وهذا سببه ما وصلنا إليه اليوم ،وحتى بعد الذي وصلنا إليه لا زالوا يتمسكون بالدجماتية العمياء، وهذا أمر خطير ويجب تداركه، لأن هذا المبدأ أضاع أجيال من أبناء هذا الوطن، ودمر بلداً كاملاً ،وهو يتجسد في مقولتهم..الوحدة أو الموت.