في هذا المقال سوف نقف وأياكم مع قصة لـ احد الامثلة الذي سوف نوضح لكم في من يضرب هذا المثل
اوضحت الرواية ان هذا المثل يُضرب لمن «يتقاوى» على ضعيف ، ولكنه في مواجهة الشجعان والفرسان أجبن من نعامة، ويضرب بها المثل في الجبن ،
والمثل صدر الشطر الأول من بيت قاله أحد شعراء الخوارج وهو عمران بن حطان المتوفى عام 84 هـ وكان من «الشـَّـراة» وهم الخوارج الذين شروا انفسهم ابتغاء مرضاة الله كما يزعمون ، وكان من شعرائهم ودعاتهم والمقدمين في مذهبهم وهو من «القعدية»
ايضاً (بفتح القاف والعين)
وهم الخوارج الذين يدعون الى التحكيم ولكنهم لا يحاربون المسلمين،
وقد شهد له الأخطل التغلبي في مجلس عبدالملك بن مروان بأنه أشعر من جميع من كانوا في المجلس
ومناسبة الأبيات ان الحجاج بن يوسف طلب عمران بن حطان ولج في طلبه،
وظل عمران يهرب من مكان إلى مكان إلى أن مات ..
حدُث أن «غزالة الحرورية» دخلت الكوفة ومعها شبيب، فتحصن منها الحجاج وأغلق عليه قصره ، وسمع عمران بذلك فكتب إلى الحجاج (والابيات من البحر الكامل):
أسَـدٌ عَلَيَّ وَفي الحُروبِ نَعامَــةٌ
رَبْداءُ تجفلُ مِن صَفيرِ الصافِرِ
هَلّا بَرَزتَ إِلى غَزالَة في الوَغى
بَل كانَ قَلبُكَ في جَناحَي طائِـرِ
صدعت غَـزالـة قَـلبـَـهُ بِفَوارِسٍ
تَرَكـتَ مَنـابِـرَهُ كَأَمـسِ الدابِـرِ
أَلقِ السِلاحَ وَخـُذ وِشاحي مُعْصِرٍ
وَاعْـمَد لِمَنزِلـةِ الجَبانِ الكافِـرِ
حيث عبر الشاعر في البيت عن صفة الجبن بقوله «تجفل من صفير الصافر»
والنعامة الربداء أن يكون فيها سواد مختلط ، وقيل هو أن يكون لونها كله سواداً.
ويقال عن ذَكر النعام «ظليم أربد»
كما يقال عن النعامة ربداء ورمداء كلون الرماد .. وقيل: الربداء هي السوداء،
أو هي التي في سوادها نقط بيض أو حمر.
وبالمناسبة نتذكر أننا نقول: ارْبَدَّ وجهه اذا تغير من الغضب فصار كلون الرماد
ويقال: تربد (بتشديد الباء) وجهه كأنه اسودَّت منه مواضع.