آخر تحديث :الأحد-15 يونيو 2025-12:48ص

شجرة القات وأضرارها على الفرد والأسرة والمجتمع والوطن عمومًا

الجمعة - 16 يونيو 2023 - الساعة 10:55 م
د. شمسان عبيد

بقلم: د. شمسان عبيد
- ارشيف الكاتب


قبل أن نبدأ الحديث عن شجرة القات، هل هي من المخدرات؟ وهل هي محرمة أم غير محرمة؟ فسنبدأ حديثنا عن أضرارها، إذ تستنزف هذه الشجرة المياه الجوفية أولاً، ويهدر متعاطيها جل ماله، وأغلب المشاكل الأسرية والتفكك الأسري تعود إلى إدمان تعاطي هذه النبتة.
إذ يقضي متعاطيها جل وقته في مجالس القات، بعيداً عن متابعة أولاده.
الأمر الآخر، هو أنه مع تدهور العملة المحلية وما نتج عنها من غلاء المعيشة، وعدم قيام الحكومة بواجبها في رفع الأجور والمرتبات للموظفين في السلك المدني والعسكري، إلا أن الأغلبية سخر هذا المبلغ اليسير لتعاطي هذه النبتة، ولم يف بالتزاماته أمام أسرته، وخير شاهدٍ على ذلك كثرة الطلاق والمشاكل الأسرية، علاوة على مشاكل صحية؛ بسبب الأسمدة والسموم التي يرش بها القات، فقد رجح معظم الأطباء أن أغلب مشاكل الجهاز الهضمي والفشل الكلوي وأمراض الكبد يسببها تعاطي هذه النبته، ويؤكد هذا الأمر ما أخبرني به الدكتور الهندي الشهير لواتي (Dr. Lawate)، المتخصص في الجهاز الهضمي، عند مقابلتي له قبل عامين في مستشفى جهانجير في مدينة بونا الهندية، بأن أغلب مشاكل الجهاز الهضمي عند اليمنيين تعود إلى شجرة القات، حيث استنتج هذا الأمر عند مقابلته عديدا من مرضى الجهاز الهضمي القادمين من اليمن لتلقي العلاج في الهند، ويؤكد أيضاً صحة الأمر، الكميات الكبيرة من الأسمدة والسموم المختلفة التي تدخل إلى اليمن من غير رقابة، والتي ترش بها هذه الشجرة.
ومن خلال متابعتي لمتعاطي القات، لاحظت - وبمعدل تقريبي - بأن أقل شخص ينفق 3000 ريال يمني يوميا لشراء القات، وأكثرهم ينفق 50000 ريال يمني يوميا. موقف مؤثر بأن ترجع من السوق بكيس القات وصغارك يستقبلونك بكل بشاشة، يبحثون عن فاكهة أو هدية،  فهل يحرك هذا الأمر إنسانيتك ومشاعرك أمام أولادك وتبادر بتركه أو التخفيف من تعاطيه على أقل تقدير؟!
ألا تعلم أخي الكريم بأنك ربما قد تكون قاتل إذا فضلت مضغ القات عن تغذية أسرتك وعلاجها؟!
وقد أثرت هذه النبتة أيضًا في الربح وكسب المال، فالبعض من أصحاب محلات الأعمال اليومية همهم الأول والأخير بأن مبيعاته تغطي تكاليف القات، وقد يغلق محله قبل انتهاء اليوم إذا ضمن قيمته!
الأمر الأشد خطورة، أن أغلب الشباب تولع بالقات لدرجة جنونية، يخزن إلى الفجر، وينام طول النهار، تجده شاحب الوجه نحيل الجسم، عصبي المزاج، عالة على أسرته، فكم من شاب زرع المشاكل بين والديه عن طريق استقلاله لتعاطف الأم لدعمه بمصروف القات وتوابعه!
ومن خلال معرفتكم بهذه الأضرار وما ينتج عنها من الأمراض والمشاكل الأسرية ونقص الرعاية للأسرة وإهدار للأموال في غير منفعة، فهل تولد عندكم الشعور في الكف عنه أو التقليل من تعاطيه؟!
أخيرًا، لن ننعم بوطن يسوده العدل والمساواة، ولن نواكب شعوب العالم في الرقي والتطور، ولن تجف منابع الفساد مادامت هذه النبتة موجودة.
*د. شمسان عبيد*